تناولت الصحف الاسرائيلية امس في تعليقاتها العملية العسكرية التي نفذها الجيش الاسرائيلي بغية القبض على "الامين العام لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ورفاقه بعدما تخوفت اسرائيل من اطلاق السلطة الفلسطينية سراحه، لا سيما بعد انتخابه في المجلس التشريعي الفلسطيني. فرأى المعلق داني روبنشتاين في "هآرتس" ان العملية الاخيرة فاقمت مأزق "ابو مازن"، واضاف: "منذ اللحظة التي انتخب فيها احمد سعدات المعتقل في سجن اريحا نائبا في البرلمان الفلسطيني قبل شهر ونصف بات وضع رئيس السلطة الفلسطينية غير محتمل. فكيف سيجرؤ بعد اليوم على مواصلة اعتقال نائب في البرلمان في سجنه؟ هذا ما كانت تحتج عليه الجماهير التي اقترعت لسعدات ومئات المناصرين من الجبهة الذين كرروا مطالبتهم باطلاقه. واعتبر بعض الفلسطينيين ان "ابو مازن" اسوأ من الاسرائيليين لأنه يسجن زعيما فلسطينيا انتخبه شعبه. وكلما اقترب موعد تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ازداد وضع "ابو مازن" حرجا. وكان يسمع تصريحات حماس في شأن عزمها بعد تأليف الحكومة على اطلاق سعدات، وادرك انه غير قادر على الوقوف في وجه ذلك. لذا لم يكن في استطاعته رفض المطالبة باطلاق سعدات والاسرى الخمسة الآخرين من السجن.

ولكن في رأي عاموس هرئيل ان الجيش الاسرائيلي انقذ رئيس الحكومة بالوكالة يهود أولمرت من ورطة كبيرة وكتب: "منذ البداية لم يكن هناك خيار لأولمرت غير القفز في بركة الماء. لم يكن في استطاعة اي حكومة القبول بجدول اعمال اطلاق الموقوفين وبينهم قتلة الوزير من السجن.

ومنذ اللحظة التي قرر فيها الحراس البريطانيون المغادرة لم يبق اي مجال للمناورة. ولكن في مقابل الاعلان البريطاني الذي حمّل السلطة الفلسطينية مسؤولية الازمة لم يعد ثمة شك بأن العملية جرت لاسباب انتخابية. ورغم التكذيبات الاسرائيلية لوجود تنسيق بين العملية ومغادرة الحراس، علينا الا ننسى صور الدمار الذي لحق بالمؤسسات البريطانية في المناطق والخوف على كل مواطن بريطاني لاعتباره منذ تلك اللحظة عميلا لاسرائيل".

اما المعلق زئيف شيف فاعتبر ان القرار الفلسطيني بخرق اتفاق اريحا وراء العملية العسكرية للجيش الاسرائيلي، ومما قال: "لم يكن الحراس البريطانيون المولجون حراسة المعتقلين في اطار الاتفاق ليتركوا مهمتهم لو لم يفهموا ان السلطة الفلسطينية وحكومة حماس المتوقع قيامها في المناطق ستطلقان السجناء. وادرك البريطانيون ان الوضع الذي سينشأ سيشكل خطرا على رجالهم فأمروهم بمغادرة المكان".