يقوم علماء الجريمة بتصنيف الجرائم بحسب اختلاف درجات ذكاء مرتكبيها واليات التخبيط التي تتم وفقها هذا الجرائم وغالبا ما يكون لهذه الجرائم قواعد تنظم خططها وصولا لاهدافها القذرة كونها اولا واخيرا جريمة حيث لايوجد منها صنفا حميدا.

كذلك هي الاعتقالات التي تمارسها السلطات الامنية على الناطقين بالراي الاخر او على المختلفين واياهم ايديولوجيا او مع اي من مبادئهم وقوانينهم الرثة.

وانطلاقا من كوني متابعا دائما لشؤون المعارضين واخبار الاعتقالات اليومية التي تمارسها السلطة بشكل غير دستوري او قانوني فلم استطع يوما ان احدد استراتيجية الاعتقالات هذه او اليتها بل اني اجزم بان السلطة بعينها لاتملك الية تحدد كيفية الاعتقالات وماهي الخطوط الحمراء والزرقاء والخضراء او حتى البنفسجية لكل معارض او لكل جماعة او حزب محظور وبالطبع كون هذه السلطات ذكية فهي لاتعتقل الا بشكل عشوائي وبعيدا عن اي قانون واحيانا بشكل يثير دهشة المعتقلين انفسهم.

اعرف ناشطا قام بالادلاء بتصريحات نارية في المانيا ولم يتم اعتقاله او منعه من السفر بعد ذلك، واخر لم يكن قد نجا(تي) من الاعتقال رغم انه لم يركب طيارة الى واشنطن لحضور مؤتمر كان قد دعي اليه هناك.

وثالث وهو الدكتور عمار قربي الذي نزل بضيافتي في المنزل بعد حضور مؤتمر واشنطن للمعارضة السورية ورغم اصراره على الا يعرف انه كان بضيافتي حرصا على سلامتي فانني اجد فخرا في ان اصرح بانه حضر المؤتمر بكل شفافية ورفض عروضا سخية للبقاء في الولايات المتحدة ابتداء من اللجوء السياسي وانتهاء بمعاداة الوطن وكذلك رفض دعوات متكررة للظهور على قناة الحرة التي تبث مباشرة الى الشرق الاوسط كونه يعي بانها مغرضة وناطقة لمصلحة من يتربص بالبلاد شرا اذ انها تتصرف وفق استراتيجية موضوعة بعناية لاهداف يعيها كل عاقل اهمها تقسيم وطن له ماله وعليه ماعليه.

احزنني بشدة نبا اعتقال صديقي الدكتور عمار قربي ليس بالمعنى الانثوي للحزن بل بالمعنى المعنوي لانني كنت حاضرا على كل مالم يفعله في واشنطن ورايت بنفسي كيف انه كان ولمدة اسبوع سائحا بامتياز، واحزنني اعتقاله لانني شعرت انه بهذا الاعتقال هدمت اخر جسور الامل في اصلاح هذه الماكينة السلطوية الهادمة.

ان اعتقال هذا الناشط سيكون له اثرا سلبيا على طبيعة الحياة الديمقراطية اليافعه التي تشهدها ازقة المعارضة الجديدة في سورية وخارجها حيث انه قد ان للسلطات ان تدرك ان الوضع القديم لن يستمر وان السياسات القمعية الى زوال.

الان بعد ان قبع عمار خلف القضبان لمدة لايعلمها الا الله تعالى والمخابرات بجرم حيازة الثقافة والتميز بالراي والسياحة من وقت لاخر حيث انها جميعا جرائم يعاقب عليها القانون السوري بالسجن من مائة الى مائة وخمسين عاما اطلب من محبي الراي جميعا ان يسنوا اقلامهم ولنبدا معا حملة وعي جديدة تشهر في وجه الظلمة شعاعا قويا يبدده.

من هنا فانني اطلب وبعيدا عن اي مناشدة اطلاق سراح صديقي الدكتور عمار قربي وعلى الفور حيث ان اعتقاله لايستند الى شيء سوى الى بعض الافتراءات التي لن تجد السلطة الاستخباراتية في سورية اية صعوبة في قبول بعضها من مخبرين حقودين او اختلاق بعضها الاخر لاسكات صوت جديد من اصوات الحقيقة الساطعة.

البارحة حسن وعمر واليوم عمار ورياض وغدا انا وانت.

ارجوكم اوقفوا ماكينة هدم القيم الانسانية التي تمارس ابتزازها للبشر من دمشق.