الشرق الأوسط

الحريري اعتبر تقرير لجنة التحقيق نقلة في اتجاه كشف الجريمة والمحرضين

أعربت دمشق عن ارتياحها «للمهنية» التي خرج بها التقرير الاول لرئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، سيرج براميرتز، معتبرة أن من شأن هذا التقرير المساعدة على استمرار التعاون السوري البناء مع اللجنة الدولية في إطار العمل من أجل كشف الحقيقة، فيما أكد رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري، عن ثقته التامة بعمل لجنة التحقيق الدولية والتطورات التي آل إليها التحقيق في جريمة اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما، وقال تعليقا على التقرير الذي رفعه رئيس اللجنة القاضي براميرتز الى الأمانة العامة للأمم المتحدة: «إن التقرير يشكل نقلة جديدة في اتجاه كشف أدوات الجريمة والمحرضين عليها. وهو يعبر عن الجدية التي تحكم مسار التحقيقات في الجريمة الإرهابية، منذ تسلم القاضي ديتليف ميليس التحقيقات فيها وصولا إلى الوقائع والاستنتاجات التي توصل إليها القاضي براميرتز. وإننا إذ نجدد ثقتنا بالمهمات التي يضطلع بها رئيس اللجنة وفريق القضاة والخبراء العامل معه، يهمنا التأكيد أن معرفة الحقيقة هي الهدف الذي يتطلع إليه اللبنانيون، وان الاتجاهات التي يسير فيها التحقيق داخل لبنان وخارجه لا بد من أن تتوصل، في نهاية المطاف، إلى كشف المحرضين والمتورطين والفاعلين في أي مواقع كانوا». وقال امس مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية لـ«الشرق الأوسط» إن تقرير براميريتز «مهني مما يعني أن هناك ارتياحاً سورياً لهذه المهنية التي سوف تساعد على استمرار التعاون السوري البناء مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة، وأن لا اعتراضاً سورياً على ما تضمنه التقرير من عناصر وأفكار».
من جهته أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد أن تقرير براميريتز اتسم بالواقعية وفيه الكثير من المهنية، موضحاً أنه لا يوجد في التقرير أي شيء ضد سورية يمكن التعليق عليه، ومعرباً عن أن التزام دمشق التعاون مع اللجنة الدولية جاء من خلال الزيارات التي قام بها رئيس اللجنة الى العاصمة السورية وزيارات بعض المسؤولين السوريين الى العاصمة اللبنانية.‏ من جهتها رأت أوساط سياسية أن تقرير براميريتز «عقلن التحقيق وجعله مهنياً» لافتة إلى أن المرحلة المقبلة من التحقيق لن تعتمد على ما تقدمه دمشق من تسهيلات بل على تفهم لجنة التحقيق ورئيسها براميريتز لمواقف سورية، واعتبرت الأوساط ان تقرير براميريتز شكل في ما تضمنه من أفكار وعناصر صفعة قاسية للقوى التي حاولت إلحاق التهم بسورية فور وقوع كل جريمة بلبنان مشيرة الى ان التقرير الأخير قونن التحقيق.‏ وفي باريس دعت السلطات الفرنسية سورية الى ترجمة وعود التعاون التي أعطتها الى رئيس لجنة التحقيق الدولي سيرج براميرتز الى وقائع وحثتها في الوقت عينه على الإسراع في التعاون «بنية طيبة».

وعزت باريس التغير في الموقف السوري للحسم الذي أظهرته المجموعة الدولية ومجلس الأمن في التعاطي مع دمشق، وقال الناطق باسم الخارجية جان باتيست ماتيي في المؤتمر الصحافي الإلكتروني أمس إن فرنسا «أخذت علما باستعداد سورية للتعاون الكامل مع لجنة (التحقيق) وفق الشروط التي تضعها هذه الأخيرة» مضيفا أن باريس تنتظر منها، من الآن وصاعدا، «أن تترجم استعداداتها الطيبة الى وقائع ملموسة وذلك عن طريق تلبية طلبات لجنة التحقيق (الدولية) بحسن نية وفق ما تلزمها به القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن».

وامتنعت باريس عن التعليق على مضمون تقرير براميرتز بانتظار دراسته وإبداء الرأي فيه ولكنها سجلت «ارتياحها» للتقدم الذي اشار اليه المحقق الدولي. وبعد أن وصفت التقرير بأنه «مرحلي»، أعربت عن تفهمها لرغبة براميرتز التزام الحيطة والحذر من اجل «حماية التحقيق والمحافظة على سلامة الشهود». وابدت الخارجية الفرنسية ارتياحها لطريقة عمل براميرتز التي وصفتها بأنها «الطريقة الأضمن للوصول الى إلقاء كامل الضوء (على جريمة اغتيال الحريري) وسوق الضالعين فيها أمام محكمة ذات طابع دولي»، كما ترغب بذلك الحكومة اللبنانية، كما أعربت باريس عن ترحيبها بعلاقة التعاون القائمة بين براميرتز ولبنان وبالمساعدة التي تقدمها اللجنة للسلطات اللبنانية لجلاء عمليات الاعتداء الـ14 منذ محاولة اغتيال مروان حماده وحتى اغتيال جبران تويني. وجددت فرنسا، بلسان الناطق باسم الخارجية، ثقتها ودعمها للجنة براميرتز مبدية ترحيبها بعمله «الرصين ومهنيته العالية».

وكان النائب سعد الحريري قد نوه بالجهود التي يبذلها القضاء اللبناني في هذا الشأن.