يروى ان احد مساعدي فيلهلم، ملك المانيا، قال له: «هل حقا تعتقد جلالتك، انك سوف تربح الجائزة الاولى مرتين في السباق الواحد»؟ لقد دخل اللبنانيون الى قاعدة الحوار وفي داخل كل فريق منهم، انه سوف يربح جائزته الاولى: المقاومة سوف تؤكد لبنانية مزارع شبعا، وبالتالي سيحافظ «حزب الله» على سلاحه. وفريق 14 آذار سوف يقر المحاكمة الدولية وترسيم الحدود مع سورية واقامة العلاقات الدبلوماسية معها، وبالتالي يأخذ جائزته من الحوار. وسوف يتم الاتفاق على إلغاء السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، على ان يكون نصف الجائزة إبقاء السلاح داخل المخيمات.
ستكون هذه الجوائز الاولى للبعض جوائز ترضية للجميع. وتبقى العقد المعقدة معلقة او مؤجلة، في انتظار الانفجار. واولى العقد موضوع تنحية الرئيس اميل لحود. فهذه مسألة تبحث في لبنان وقرارها في سورية. ودمشق لن تقبل بخروج لحود من قصر بعبدا قبل ان تضمن ان الرئيس المقبل حليف لها في احسن الحالات، وقبل بامتيازات الجوار في اسوأ الحالات. ولم يعد سرا ان سورية تفضل مجيء الجنرال عون الذي قصفته مرة بطائرات السوخوي. والسبب ان دمشق، في صورة عامة، ترتاح اكثر الى التفاهم مع العسكريين، وتشعر انهم اكثر قدرة على ضبط التيارات، خصوصا في بلد مثل لبنان. كما ان الجنرال عون اصبح حليفا رئيسيا لـ«حزب الله» بموجب «ورقة تفاهم»، وبالتالي فهو ملتزم مفاهيم وسياسات الحزب في القضايا الاساسية، داخليا واقليميا.

لكن هنا تحضر مسألة الفوز بالجائزة الاولى مرتين في السباق الواحد. فالجنرال عون يريد الابقاء على علاقة حسنة مع اميركا التي ترى فيها المقاومة عدوا وشيطانا اكبر. وقوى 14 آذار لم تسم مرشحها العلني بعد، لكنه ليس الجنرال عون ولا من خارج اهلها. وكل مرة يظهر فيها الجنرال عون على التلفزيون يجري حسابات خلاصتها ان الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني لا تريد سواه. وبالتالي اذا لم يقترع له النواب فالانتخابات مزورة سلفا، لأن الاكثرية البرلمانية «اكثرية وهمية» فيما اكثريته حقيقية. وسوف تظل هذه المسألة عقدة العقد. اذا تم الاتفاق على عون واذا تم على سواه. انها قاعدة الجائزة الاولى مرتين.