الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع سجن أريحا، واقتحامه بالدبابات والجرافات، وخطف أحمد سعدات، واعتقال نزلائه وحراسه بالملابس الداخلية، لا يمكن تصنيفها إلا على أنها إضافة ’’نوعية’’ لسجل جرائم هتلر اليهودي الجديد، الذي أعيد بعثه في إسرائيل على أيدي عصابة من القتلة والمجرمين! فجأة تحول الجميع: سجانين وسجناء وقوات أمن إلى أسرى، هي رسالة بليغة لجميع الفلسطينيين، كلكم برسم الجرافة، والموت، سحقا تحت جنزير، او تحت جدار، أو قتلا ميدانيا، كل هذا على مرأى ومشهد، وبث مباشر للموت العلني!

ثم يأتي من يقول لحماس ولغيرها: اعترفوا بإسرائيل، إعترفوا بحق المجرم باستنساخ جريمته للمرة المليون، اعترفوا بأحقية المجنزرة الاسرائيلية بالتجول في غرف نومكم، وأزقة حواريكم ومخيماتكم، اعترفوا بالقاتل وحقه بالاستمتاع بمضغ لحوم أطفالكم، ورميكم بالمتفجرات، سواء كنتم رجال أمن أم عابري سبيل، أو ’’وزراء’’ أو ’’نوابا’’!

رسالة إسرائيل: احتقار حياة الانسان الفلسطيني، وإهدار دم النطفة التي لم تتخلق بعد في علم الغيب، الفلسطيني في عرف الاجرام الصهيوني، لا يستحق إلا القتل ’’غير الرحيم’’ القتل الذي تستحقه قطة تحت عجلات سائق مخمور عابث، ثم يقولون اعترفوا!

بماذا يعترف الفلسطيني؟ وبمن؟ دخلوا مخيمات جنين ونابلس وعسكر وغزة بهدم جدرانها بالدبابات، وسووا آلاف البيوت بالتراب وأهلها نائمون فيها، وفجروا منازل قبل أن يتمكن أهلها من إخلائها، ومن قبل كانت مذابح دير ياسين وقبية وكفر قاسم، وكثير غيرها، الطريقة نفسها في القتل والاعدام الميداني، والاستمتاع بإهدار دم الأبرياء، إنها نوع من أنواع الإبادة العرقية، أوشفيتس جديد، بعث لهتلر من قبره، نازية مستحدثة، وتواطؤ بريطاني أمريكي أممي، كل العالم يرقب المشهد، ولا يتحرك أحد لوقف المجرم عند حده، فلتتركوا إذن الضحة للانتقام لدمها، ولا تطالبوها بالاعتذار عن حقها في الحياة، أو فلتفعلوا ما تشاءون، ولتذهب مواثيقكم وقراراتكم الدولية، وكل ذلك الغثاء الفارغ إلى مزابل التاريخ! إسرائيل! إنها شعب من القتلة، سواء أولئك الذين يسهمون بأيديهم بالقتل، أو يبعثون بالقتلة إلى الساحة، أو يتخذون قرار القتل، وحتى أولئك الذين يهزون أكتافهم بغير اكتراث، متورطون في الجريمة، لا عدالة أبدا في إهدار دم جميع أبناء الشعب الفلسطيني، وإبقاء مستوطني وقتلة إسرائيل في منأى عن هذا الحكم بالاعدام، الذي بادروا هم به! اعترفوا! بماذا تعترف حماس وغيرها؟ وبمن؟

سترتكب حماس خيانة وطنية تاريخية إذا هي نطقت بكلمة الاعتراف، أقصد الكفر، قبل أن يعيد الحرامي ما سرق، وقبل عودة الأسرى إلى أهلهم، وقبل كف أيدي القتلة عن ارتكاب مزيد من الجرائم النازية الهتلرية الجديدة!!