لا شيء في عالمنا يستعصي على التقليد او ايجاد بدائل سواء كانت سلعة او خدمة او حتى الديمقراطية التي تحتكر الولايات المتحدة وحدها حق توزيعها ونشرها حول العالم.

الصين اقتربت الآن من ايجاد بدائل متقنة للديمقراطية برخص التراب بعد ان اكتشف علماؤها الخلطة السرية المكونة لذلك المنتج العجيب والذي تم تجريبه في احدى الجامعات الصينية.

وحسب صحيفة «تشاينا ديلي» فان جامعة «سبت جياون نولغ» اعدت قاعة خاصة رصت على جدرانها اكياسا معبأة رملا مهمتها تلقي لكمات طلاب الجامعة الغاضبين لافراغ ما يسكنهم من مشاعر الاحباط المكبوتة ورصدت الصحيفة اقبالا كبيرا من الطلاب الغاضبين بينما عمد عشرات منهم الى حجز اماكن لهم تحسبا لنوبات الغضب المحتملة وما اكثرها في مجتمع يغالب التغيير بكل ما اوتي من قوة.

ونلحظ ان المنتج الصيني البديل للديمقراطية يصعب التفريق بينه وبين الديمقراطية الغربية لان كليهما يتيح للشعب التعبير عن الآراء بحرية ودون حجر فلا يوجد اي فرق بين الشاب الصيني الذي يتوجه لقاعة مفتوحة الابواب ليفرغ شحنات غضبه من الحكومة او الاساتذة والمحاضرين في اكياس الرمل والبريطاني الذي يستغل حافلة لمتنزه «الهايد بارك» ليشتم «توني بلير» رئيس الوزراء وينعته باقبح النعوت لانه اصبح ظلا للرئيس الاميركي جورج بوش دون ان يؤثر رأيه في سياسات حكومته ازاء الوجود في العراق او معاهدة اميركا على التحالف في السراء والضراء وكذلك الشاب الصيني مهما ادمى يديه من تسديد ضربات على اكياس الرمل فلن يغير ذلك من سياسة الحكومة الصينية ازاء «تايوان» على سبيل المثال لا الحصر.

ومما سبق نستنتج انه بالامكان ايجاد بدائل للديمقراطية اقل تكلفة من اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وصرف مبالغ طائلة في دعاية انتخابية لا طائل منها طالما ان الحكومة المنتخبة ستركب رأسها وتنفذ ما تراه صحيحا وكذلك الحال بالنسبة للحكومات الشمولية، ولم تقف الصين عند حدود انتاج بديل للديمقراطية، بل تقمصت دور الحكومات الديمقراطية لاقصى درجة حيث درجت منذ ثلاث سنوات تقريبا على اصدار تقرير دوري عن الدول المنتهكة لحقوق الانسان في رد على ما يبدو على القائمة السوداء التي تصدرها الخارجية الاميركية سنويا مما يعني ان الصين نجحت في تفكيك الديمقراطية التي تعني فيما تعني امتلاك صوت عال لتعنيف الخارج وصوت خفيض لتمكين الشعب من التنفيس عن غضبه المكبوت بحرية تامة.