خصصت المتابعة للشؤون الفلسطينية في "هآرتس" عميرة هيس مقالتها للحديث على الازدواجية في السياسة الفلسطينية بين منظمة التحرير الفلسطينية و"حماس"، وكتبت: "المحادثات حول تشكيل الحكومة الجارية بين ممثلي حماس وممثلي بقية الكتل بدت كلاما نظريا في رام الله، وخصوصا في المقاطعة حيث تعقد اجتماعها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وبدا ان السياسة الفلسطينية تجري على مسارين: الاول على صعيد السلطة القديمة في رام الله والمقاطعة التي تحاول التمسك بما سبق من اتفاقات وتأييد دولي. اما المسار الآخر فهو السلطة الجديدة الموجودة في غزة والتي تتوجه الى مستقبل مختلف، حيث تبدو الاتفاقات المعقودة قديمة، والتوجه ليس نحو الأسرة الدولية بأسرها وانما نحو العالمين الاسلامي والعربي.

لا تزال احداث اريحا هي التي تفرض جدول الاعمال في رام الله. فقد عقد صائب عريقات مؤتمرا صحافيا اعرب فيه عن المرارة التي تشعر بها السلطة حيال الولايات المتحدة وبريطانيا، والتخوف هو من التخلي عن الفلسطينيين في مواجهة الخطوات الاحادية الاسرائيلية. لم يتحدث عن مؤامرة ولا عن تنسيق مسبق مع اسرائيل، ولكنه اشار الى ان الدولتين لا تنظران نظرة واحدة الى خرق الفلسطينيين والاسرائيليين للاتفاقات المعقودة. وشكا انهما تطالبان الحكومة الفلسطينية الجديدة بالاعتراف بالاتفاقات المعقودة مع اسرائيل، ومن جهة اخرى تسمحان لاسرائيل بخرق هذه الاتفاقات. ولم يخف غضبه حيال كلام وزير الخارجية البريطاني جاك سترو الذي القى بالمسؤولية على "ابو مازن". ومما قاله ان مسألة تفكيك السلطة مطروح على البحث. وليس هو الوحيد الذي تحدث عن هذا الخيار. ووزع انصار "فتح" منشورا طالبوا فيه بتفكيك السلطة، كما رفعت 13 شخصية اكاديمية مطالبة مشابهة.

وقبل سنتين وفي ذروة الحصار المضروب على عرفات في المقاطعة طرح مثقفون مستقلون اقتراحا مشابها. وهناك مطالبة اليوم باعادة القيادة الى "منظمة التحرير الفلسطينية" بوصفها منظمة تحرير وطنية. الاقتراح رفضه باستهزاء كبار الشخصيات في "فتح" الذين قالوا ان لا مجال للتخلي عن الانجاز المتمثل في جوهر قيام السلطة ومؤسساتها. واليوم لا يبدو الاقتراح مستحيلا في المقاطعة. ان نزع ثياب رجال الامن والاسرى الفلسطينيين علنا امام عدسات الكاميرا كما قال عريقات، هو نموذج للاهانة التي لحقت بالفلسطينيين. اما في اوساط السلطة فهناك تلميح الى وجود جدول اعمال سياسي خفي وراء المطالبة بتفكيك السلطة، وقد يكون اسلوب غير مباشر لالغاء الانتخابات التي فازت بها "حماس". اما الحركة الاسلامية فتدافع عن الانجاز الفلسطيني المتمثل في قيام السلطة من دون ان تشعر باي التزام تجاه الاتفاقات التي كانت ادت الى قيامها".