شعبان عبود.....النهار

وصلت امس الى الاسواق السورية، للسنة الثانية، الدفعة الاولى من التفاح الذي تنتجه مزارع هضبة الجولان السورية التي تحتلها اسرائيل. وتشرف على العملية، التي تتخذ طابعاً تجارياً ورمزياً ويغيب عنها البعد السياسي، اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي حصلت على موافقة مسبقة من كلتا السلطتين السورية والاسرائيلية. وتبلغ كمية التفاح المتفق على ادخالها الاسواق السورية خلال شهر ونصف شهر، نحو اربعة آلاف طناً، بمعدل يومي يراوح بين 100 و150 طنا من معبر القنيطرة الذي يظل مفتوحاً من الساعة 7:00 صباحاً حتى 5:00 مساءً. وشدد النائب السابق في مجلس الشعب السوري عن منطقة الجولان مدحت صالح على "القيمة الرمزية والمعنوية لهذه العملية بالنسبة الى مزارعي الجولان الذين يتعرضون لمضايقات من السلطات الاسرائلية التي تعمد الى خفض اسعار التفاح بشكل مقصود". ونفى ان يكون هناك "اي بعد سياسي للعملية"، مشدداً على "الناحية الانسانية" وراء قرار السلطات السورية استيراد التفاح من الجولان "لأن من شأن ذلك تعزيز صمود اهلنا الذين يرزحون تحت الاحتلال، فلا يخضعون للابتزاز الاسرائيلي ويستمرون في زراعة التفاح الذي يشكل احد مصادر رزقهم الاساسية".

ويبلغ انتاج منطقة الجولان من التفاح نحو 40 الى 45 الف طن سنوياً تذهب في معظمها الى الاسواق الفلسطينية والاسرائيلية. وقبل نحو سنة، استقبلت الاسواق السورية للمرة الاولى منذ الاحتلال الاسرائيلي لهضبة الجولان عام 1967 ثلاثة الى اربعة آلاف طن، ووصف بعض المراقبين ذلك بـ"ديبلوماسية التفاح" اعتقاداً منهم ان تلك الخطوة ستمهد لمعاودة المفاوضات السلمية المتوقفة منذ عام 2000 بين سوريا واسرائيل.