الشرق الأوسط

افتتح أمس في اشبيليا، عاصمة إقليم الأندلس، المؤتمر الثاني للأئمة والحاخامات من أجل السلام بحضور 250 ممثلا لمختلف الديانات، معظمهم من المسلمين واليهود، بهدف تبادل الآراء ووجهات النظر والتعبير عن رفض الزعامات الروحية لأي شكل من الإرهاب والعنف.
افتتح المؤتمر الاشتراكي مانويل تشابيث رئيس حكومة الأندلس المحلية، إلى جانب أندري أزولاي مستشار العاهل المغربي، وفيديريكو مايور ثاراغوثا، الرئيس المشارك للمجموعة رفيعة المستوى لـ«تحالف الحضارات»، والمدير السابق لمنظمة اليونيسكو، وآلان ميشال مؤسس مؤسسة «رجال الكلمة» السويسرية، وعبد العزير عثمان التويجري مدير عام أيسيسكو، بالإضافة إلى ألفريدو سانتشيث مونتيسيرين عمدة اشبيليا والمصري على السمان رئيس لجنة الحوار في المجلس الإسلامي المصري، والحاخام الأكبر لإسرائيل يونا ميتزغر. وأعتذر الكاردينال كارلوس أميغو باييخو، مطران اشبيليا، عن الحضور بسبب وجوده في اجتماع آخر.

وستستمر أعمال هذا المؤتمر لغاية يوم الاربعاء المقبل، وتهدف لتحويله إلى منبر للتفكير والحوار تشترك فيه جميع السلطات الدينية الإسلامية واليهودية، بالإضافة إلى عدد غير قليل من الممثلين عن الديانات الأخرى كالكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس ومجموعة كبيرة من الخبراء والمراقبين.

وكان هذا المؤتمر، الذي تنظمه مؤسسة «الثقافات الثلاث» إلى جانب مؤسسة «رجال الكلمة»، قد انعقد للمرة الأولى في العاصمة البلجيكية في شهر يناير (كانون الثاني) من العام الفائت، اصدر في ختامه بيانا يرفض فيه القتل والعنف الناتجين عن النزاعات الدينية ويدين بشدة جميع أنواع العنف والإرهاب.

وأفاد أنريكي أوخيدا، مدير مؤسسة «الثقافات الثلاث»، بأن المؤتمر سيركز أعماله على الجوانب التربوية، وأكد أن اللقاء «ضروري اليوم أكثر من أي وقت مضى من أجل إطلاق رسالة دعوة إلى التهدئة»، كما وأعرب عن رغبته في أن يتحمل رجال الدين مسؤولياتهم ويرسلوا رسالة سلام إلى العالم.

وكان الإمام هاشم إبراهيم من المجلس الإسلامي الإسباني وموسى بندهان، رابين من الجالية اليهودية في مدريد، قد وجها أخيرا دعوة، في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية الإسبانية «إيفي»، للاتفاق على مجابهة صراع الحضارات، وأكدا على دعمهما أية مبادرة تهدف إلى الحوار والسلام. وأفاد الإمام إبراهيم، في إشارة إلى هذا المؤتمر، بأنه «يرحب بجميع محاولات الحوار، حتى ولو توصلت إلى القليل، إن نية الحوار بحد ذاتها هي خطوة ايجابية». وأضاف الإمام أن جميع الاعتداءات الإرهابية هي «نتيجة أزمة أصولية متشددة وليست نتيجة صراع الحضارات»، كما يروج البعض، وأن اعتداءات 11 مارس (آذار) هي «حصيلة التعصب والتطرف، كأي اعتداءات أخرى». ومن جهته، أكد بندهان أيضا أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل النزاعات مهما كانت أسبابها، وأعتبرها إيجابية أي مبادرة «ترتكز على الحوار والتوافق، لأن الطريق الوحيد هو الحوار والتوافق، ويجب علينا إيجاد هذا الطريق والبحث عن نقاط التوافق»؛ وفي إشارة منه إلى النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وأكد بندهان أن «نقطة الحوار الأساسية هي الاعتراف المشترك والاعتراف بدولة إسرائيل».