النهار

عشية اجتماع مسؤولين كبار من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والمانيا لوضع استراتيجية بعيدة المدى للملف النووي الايراني، رأى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده انتصرت في هذا الملف بصمودها المنبثق "من روح التضحية والشهادة" التي يمتلكها الشعب الايراني.

ويشارك في الاجتماع الذي يعقد في مقر البعثة البريطانية لدى الامم المتحدة، مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك والمديرون السياسيون لوزارات خارجية بريطانيا وفرنسا والصين والمانيا.

والمانيا هي احدى دول الترويكا الاوروبية، مع فرنسا وبريطانيا، التي اجرت مفاوضات طوال ثلاث سنوات مع طهران في شأن الملف النووي الايراني.

وكانت الدول الاعضاء الـ15 في مجلس الامن شارفت الجمعة التوصل الى اتفاق على مشروع قرار بريطاني – فرنسي معدل، فيما يرتقب اجراء مشاورات جديدة الثلثاء.

ولا تزال الصيغة المعدلة للمشروع الفرنسي – البريطاني تطالب ايران بالاستجابة لطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتخلي عن كل النشاطات المرتبطة بتخصيب الاورانيوم.

ويطلب النص من المدير العام للوكالة محمد البرادعي رفع تقرير في شأن مدى استجابة ايران الى مجلس الامن والى مجلس حكام الوكالة معا.

ويمثل هذا الامر تنازلا حيال موسكو والصين اللتين تصران على ان يقتصر دور مجلس الامن على دعم الوكالة الدولية التي ينبغي ان تبقى الطرف الذي يقرر في شأن الملف النووي الايراني. وتفضل الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة ان يكون لمجلس الامن دور رئيسي.

وعند اعلان هذا الاجتماع الخميس الماضي في واشنطن، اوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية ان ديبلوماسيي الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس وكذلك المانيا سيناقشون النص الفرنسي – البريطاني. لكنه اضاف: "لن افاجأ اذا نظروا في ملف البرنامج النووي الايراني بمجمله".

ولا يزال المشروع يطلب من البرادعي ان يرفع تقريرا بعد 14 يوما على اقرار النص، لكن الدول الغربية ابدت استعدادها "لاعتماد الليونة" في هذه المسألة من غير ان تتجاوز مهلة الشهر.

أحمدي نجاد

وافادت وكالة "مهر" الايرانية ان احمدي نجاد قال لدى استقباله عائلات ضحايا سقوط طائرة عسكرية قبل اكثر من ثلاثة اشهر في طهران ان "روح التضحية والشهادة هي العامل الاساسي في تعزيز امن البلاد واستقلالها"، وان "الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم تمكنت بصمودها المنبثق من روح التضحية والشهادة التي يمتلكها شعبنا من اجتياز قضية الملف النووي والانتصار فيه".

واضاف ان "خوف الاعداء من القيام بعمل ضد شعبنا العظيم وعجزهم عن استفزازنا يؤكدان صحة قول الامام الخميني الراحل ان الامة المسلحة بالشهادة لا تؤسر ومنتصرة دائما".