تضم 24 وزيراً و"الشعبية" اعتذرت عن المشاركة

صدى البلد

سلم رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف اسماعيل هنية, القيادي في "حركة المقاومة الاسلامية ــ حماس", رئيس السلطة محمود عباس قائمة بتشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة وبرنامجها بعدما فشل في اقناع كل الفصائل والاحزاب بالانضمام الى اول حكومة يشكلها.

وجاء التسليم متأخرا اربع ساعات عن الموعد المحدد بانتظار رد من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" التي اعلنت بدورها رفضها المشاركة في الحكومة.

وبعد اللقاء قال هنية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس ان الاجتماع "كان وديا وايجابيا واننا نتجه ان شاء الله نحو الترسيم الدستوري لهذه الحكومة". ومن دون ان يكشف عن اسماء جميع اعضاء الوزارة اكتفى بالقول ان من بينها القياديان في "حماس" محمود الزهار وسعيد صيام.

واوضح ان الحكومة تضم 24 وزيرا, 14 من الضفة الغربية و10 من قطاع غزة وان بين الوزراء امراة ومواطناً مسيحياً. واضاف ان عباس سيدرس الحكومة والبرنامج الذي قدم له وسيعطي رده بعد ذلك. واعلن رئيس السلطة من جانبه انه يريد "24 الى 48 ساعة" لدراسة التشكيلة والبرنامج مع اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قبل الموافقة عليهما.

وقبل ساعات قليلة على لقاء هنية ــ عباس قررت "الجبهة الشعبية" عدم المشاركة في حكومة هنية. وقال النائب جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة "ابلغنا قبل قليل الاخوة في حركة حماس باعتذارنا عن المشاركة في الحكومة القادمة بعدما اعطت هيئة الجبهة القيادية في الوطن والشتات والسجون قرارها بهذا الشان".

واوضح المجدلاوي ان نقطة الخلاف الاساسية بين الجبهة و"حماس" التي حالت دون مشاركة الجبهة في الحكومة هي "عدم ايراد نص صريح في برنامج الحكومة يؤكد على ان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني", واضاف: "اننا نؤكد ان هذا الموقف لا يلتقي مع المسألة التي يركز عليها الاخوة في حركة فتح حيث يطالبون الحكومة باعلان التزامها بالاتفاقات الموقعة مع الاحتلال الاسرائيلي، في حين تؤكد الجبهة من جديد رفضها لاتفاقيات اوسلو وكل ما بني عليها بما في ذلك خطة خريطة الطريق".

وقال النائب صلاح البردويل الناطق باسم كتلة "حماس" البرلمانية تعليقا على موقف الجبهة الشعبية: "فوجئنا بهذا الموقف وكنا نتوقع من الاخوة في الجبهة الشعبية المشاركة، لا سيما اننا توافقنا على البرنامج وبدأنا في الحديث حول شكل هذه المشاركة", واضاف: "لا يوجد مبرر لعدم المشاركة، وما يقال حول ادراج بند بشأن منظمة التحرير لا يمكن قبوله، لان المنظمة مدرجة بكل وضوح في برنامجنا ولا ادري من اين اتوا بهذه الفكرة".

وكان عباس طلب من هنية رسميا قبل اربعة اسابيع تشكيل الحكومة عقب الفوز الذي حققته الحركة المتشددة في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25 كانون الثاني. وحاول هنية منذ ذلك الوقت اقناع حركة "فتح" وغيرها من الاحزاب الفلسطينية على المشاركة في حكومة وحدة وطنية واسعة الا ان جهوده اخفقت.