أعلن محافظ خانيونس د. أسامة الفرا، اليوم، أن قيمة الخسائر المباشرة في المحافظة خلال السنوات الخمس الماضية بلغت 300 مليون دولار، مشيراً بأن هناك مجموعة من المشاريع التطويرية والحيوية لإعادة إعمار المدينة والنهوض بواقع اقتصادي جيد.

وأوضح د. الفرا، في حديث للمركز الصحافي الدولي في الهيئة العامة للاستعلامات, أن محافظة خانيونس الواقعة جنوب قطاع غزة، من أكثر المحافظات تضرراً، كونها عانت الأمرين خلال العدوان الإسرائيلي الذي أدى إلى حدوث تأثيرات بالغة الخطورة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية والنفسية والصحية في المحافظة، مشيراً بأن محافظة خانيونس بحاجة إلى فترة من الزمن لإعادة إعمارها بسبب تدمير مرافق البنية التحتية والمنازل وتجريف الأراضي الزراعية.

وبين د.الفرا، أن هذه المحافظة سقط فيها من الشهداء خلال انتفاضة الأقصى ما يزيد عن 300 شهيداً, وجرح أكثر من 4500 مواطناً, كما وصل عدد حالات الهدم الكلي والجزئي في أنحاء المحافظة 5000 حالة، منها 768 حالة هدم كلي, وتقع أغلبيتها في منطقة المعسكر الغربي والقرارة, منوهاً بأن هذا العمل الإجرامي أدى إلى ترحيل أكثر من 1200 أسرة من منازلهم وأصبحوا بدون مأوى.

وقال د. الفرا، إن القطاع الزراعي لم يسلم هو الآخر من أنياب الاحتلال، فقد بلغ عدد حالات التجريف في المحافظة 4500 حالة, منوهاً بأن أكثر من 5000 دونم مزروعة بالأشجار المثمرة كالزيتون والنخيل والحمضيات واللوزيات تم تجريفها، ناهيك عن العديد من الدفيئات الزراعية، مؤكداً أن حجم الخسائر المباشرة لقطاع الزراعة بـلغ 35 مليون دولار.

وعن طبيعة المشاريع لإعادة إعمار محافظة خانيونس قال الفرا، إن هناك مجموعة من المشاريع التطويرية منها مشاريع تتعلق بوكالة الغوث، تشمل بناء منازل للمتضررين خلال انتفاضة الأقصى، مشيراً إلى أن وكالة الغوث قربت من الانتهاء من المخططات الخاصة للبدء في مشروع بناء 1080 وحدة سكنية، مضيفاً: "هذا المشروع سيتم على مرحلتين، المرحلة الأولى تشمل 480 وحدة سكنية، والمرحلة الثانية تشمل 600 وحدة سكنية وتم تخصيص مساحة 830 دونم لغرض إنشاء المشروع".

وأضاف د. الفرا، أن هناك مشروع آخر انتهت الوكالة من المخططات الخاصة به وهو مشروع مهم جداً، يتمثل في مركز تدريب مهني بخانيونس على مساحة 60 دونماً منوهاً بأنه مركز هام في تطوير التعليم والحياة الاقتصادية ويخدم أبناء المنطقة الجنوبية، مؤكداً بأن هذه المشاريع شاملة بالبنية التحتية من طرق وصرف صحي.

أما المشاريع الأخرى حسب د. الفرا، فتتمثل بمشروع تطوير طريق صلاح الدين من وادي غزة وحتى معبر رفح بقيمة 20 مليون دولار، وبتمويل من الحكومة اليابانية، في حين سيبدأ العمل به خلال فترة وجيزة، مشيراً إلى أن المشاريع التي ستقيمها البلديات خلال الفترات القادمة، ستساعد بشكل مباشر أو بآخر في استيعاب عدد كبير من الأيدي العاملة في المنطقة الجنوبية، وبالتالي حل جزء من مشكلة البطالة التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني.

ونوه د. الفرا بأن هناك مشروع مدينة الشيخ خليفة وهو المشروع الأكبر والأهم في المنطقة الجنوبية والذي تقدر تكلفته بـ100 مليون دولار، ويقع في منطقة موراج بين محافظتي خانيونس ورفح، وسيضم 3000 وحدة سكنية، شاملة كافة المرافق الحيوية من مدارس وعيادات طبية وملاعب.

وأضاف أن هناك إشكالية ومعوق لهذا المشروع حول ملكية الأرض التي سيقام عليها، مطالباً بضرورة أن تحل هذه الإشكالية التي بدورها تخدم مشكلة العديد من المواطنين الذين دمرت منازلهم، كما ستساهم في تحسين الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، من خلال استيعاب عدد كبير من الأيدي العاملة.

كما بين د. الفرا، أن هناك عدد من المشاريع التي تقوم البلديات بتنفيذها من بنية تحتية في مناطق متفرقة من المحافظة، بالإضافة إلى أن هناك مشروع آخر مهم أيضاً، يتمثل في معالجة الصرف الصحي في خانيونس بتمويل من الحكومة اليابانية، وبقيمة 15 مليون دولار، مشيراً بأن البلدية بدأت بتنفيذ جزء من الخط الناقل وجاري التعاون مع الحكومة الفلندية في عمل الدراسة الخاصة بمحطة المعالجة تمهيداً بتحضير المخططات لتنفيذ المشروع.

وناشد محافظ خانيونس كافة دول العالم المحبة للسلام ومؤسسات حقوق الإنسان إلى المساهمة في إعادة اعمار ما دمره الاحتلال خلال السنوات الماضية، خاصةً وأن شعبنا يعاني من ظروف اقتصادية صعبة بسبب إجراءات الحصار التي تفرضها قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع حتى إعداد هذا التقرير.