نشرت صحيفة "معاريف" مقالاً لموتي شمولوف عن السلاح النووي الايراني رأى فيه ان حصول ايران على هذا السلاح قد يجبر اسرائيل على التحاور مع العرب ووضع حد لما يسميه "الحرب الباردة" ضدهم. ننقل ما جاء فيه: "أعلن وزير الدفاع شاوول موفاز في مؤتمر هرتسليا الاخير ان اسرائيل تخطط لضربة عسكرية ضد ايران. وعكس كلامه رغبة اسرائيل في الانضمام الى الغرب لمراقبة المشروع النووي لإيران.

لم تبحث اسرائيل مطلقاً على طاولة الكنيست في المبالغ التي حولتها من اجل تطوير سياستها النووية. لقد منح المواطنون الحاكم دعمهم لكن هذا الحاكم لم يقدم ابداً تقريراً شاملاً عن نشاطه. وهكذا لم تعد هناك حاجة الى المواطنين في الديموقراطية الاسرائيلية. ان مليارات الدولارات التي حولت لتمويل المشاريع النووية لم تنجح في تأمين الامن لمواطني الدولة.

تشكل ايران اليوم خطراً حقيقياً للامن والاستقرار الاقليمي. ولكن ماذا تخفي المطالبة الاسرائيلية التي انضمت الى المطالبة الاوروبية والاميركية بوقف السياسة النووية الايرانية؟ ان البحث المعمق في المصالح الاقليمية يقدم رواية مختلفة، فاصرار الغرب على منع ايران من دخول نادي الدول النووية يتضمن ما هو أبعد من المطالبة بوضع حد للسلاح النووي. وهناك اسباب عدة للهجوم الدولي على ايران وللمطالبة باخضاعها الى الرقابة الدولية على نقيض الموقف من اسرائيل: اولاً، تسيطر ايران على كميات كبيرة من النفط المعد للاستهلاك والدول الغربية وبصورة خاصة الولايات المتحدة تعتمد على النفط الذي يأتي من ايران. وتطالب الدول الغربية بالقضاء على خطر حصول ايران على السلاح النووي لئلا تعارض كل سياسة ضبط أسعار النفط، وربما تصل حتى الى وقف تصديره.

ثانياً، أدى سقوط صدام حسين الى نشوء فرصة لاقامة هيمنة شيعية اقليمية بين العراق وايران. وفي اللحظة التي ستخرج فيها الولايات المتحدة وبريطانيا من العراق قد يقوم اتحاد جيو – سياسي جديد في المنطقة. وهذه الهيمنة الشيعية قد تخلق جبهة تهدد استقرار المنطقة بأسرها.

ثالثاً، تعتبر ايران دولة يحكمها حكام غير عقلانيين، ومن هذا المنطلق سيشكل حصول القوة الظلامية على القوة النووية خطراً على العالم بأسره.

رابعاً، تتخوف اسرائيل العضو في نادي الذرة الاميركي الاوروبي ان يؤدي تطوير المشروع النووي الايراني الى الغاء حصرية السلاح النووي الاسرائيلي في المنطقة، لكن حصول ايران على السلاح النووي قد يضعف من خطر سباق التسلح، ويوضح لاسرائيل ان الأوان قد حان للحوار وينبغي انهاء الحرب الباردة بين اسرائيل والعالم العربي".