الشرق الأوسط

تعثر المؤتمر العالمي الثاني للائمة والحاخامات من اجل السلام، المنعقد في اشبيلية باسبانيا، عند مسألة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، غير ان الصراحة التي طغت على المناقشات أتاحت لقاءات لم تكن في الحسبان. وقال إمام فلسطيني مشارك في مجموعة عمل حول موضوع «شعبان وارض مشتركة، تلقى اقبالا كبيرا»، «اننا جائعون في غزة. اطلب من الحاخامات التحدث عن السلام مثلما افعل كل يوم جمعة في مسجدي».
ورد حاخام اسرائيلي «لم اسمع يوما شيخا مهما يندد بالعمليات الانتحارية». فسأل منظم النقاش، «أليس هذا الامام شيخا مهما؟»، فيما قال مسلم من نيويورك «ان ارضنا المشتركة هي السلام».

وفي المطعم اقترب حاخام اميركي يدعى جوزيف ايرنكرانز من المتحدث باسم هيئة العلماء الفلسطينيين عبد الرحمن عباد، وقال له «افهم معاناتكم»، فرد الفلسطيني مضطربا، ليس لديك اي تصور عنها، قبل ان يعانقه.

وقال الحاخام ديفيد روزن، رئيس اللجنة اليهودية الدولية للمشاورات بين الاديان، لوكالة فرانس برس، الا مفر من التحدث عن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

وأوضح هذا الحاخام، الذي كان اول اسرائيلي قلده البابا وسام القديس غريغوريوس، انه من جانب الحاخامات، هناك غالبية كبرى من الاسرائيليين وهذا طبيعي، كما هناك من الجانب المسلم وفد ضخم من الفلسطينيين وعرب اسرائيل».

واضاف ان «النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يشكل مدخلا مناسبا الى كل المسائل التي تثير اضطرابا في العالم العربي والاسلامي».

وأعرب عن خيبة امله لمستوى التمثيل الاسلامي بمعزل عن الفلسطينيين، موضحا انه كان يتوقع مشاركة سورية ولبنانية وخليجية، غير انه نسب الامر الى عدم توزيع دعوات في اتجاهات كثيرة لعدم وجود عنوان واحد في العالم الاسلامي يمكن التوجه اليه.

وقال عبد العزيز عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم (ايسسكو)، التابعة لمنظمة المؤتمر الاسلامي، الذي طلب الانضمام الى منظمي المؤتمر لضمان مستوى افضل من التمثيل الاسلامي، «لا يمكننا تسوية مشكلات العالم في مؤتمرين».

ورأى ديفيد روزن ان المهم هو البحث عن القيم التي نتشاطرها. اني اؤمن في قوة تأثير اللقاءات بين البشر. انها عملية تحتاج الى الاستمرارية. ويشارك 150 اماما وحاخاما في هذا المؤتمر الثاني للسلام، الذي وصفه روزن بانه اقل استئثارا للاضواء، انما اكثر عمقا من المؤتمر الاول الذي عقد عام 2005. واضاف سيزداد وزنا بعد ان يعود كل منا الى مجموعته.

وقال روزن، ان البابا بنديكتوس السادس عشر الذي التقاه اخيرا ابدى انفتاحا حيال فكرة قيام حوار ثلاثي ينضم اليه الاسلام الى جانب اليهودية. واضاف ان بنديكتوس السادس عشر شدد على فرادة العلاقة بين اليهودية والكنيسة الكاثوليكية، وكذلك على اهمية التوجه معا الى الاسلام ودور القادة الروحيين كاطراف في عملية السلام.

ودعا الى ترسيخ مؤتمر الائمة والحاخامات في اشبيلية، من خلال اقامة تحالف بين مؤسسة «شرفاء» (اوم دو بارول) التي تنظمه ومؤسسة الثقافات الثلاث.

كذلك يطرح المؤتمر مشكلات مالية ترتبط بحسب الان ميشال، رئيس «شرفاء» باستقبال 150 شخصا اكثر مما كان متوقعا، مما يرفع عدد المشاركين الى 400، بين مساء الاحد والاربعاء. لكنه اضاف ان «الحوار اليهودي الاسلامي بات واقعا، في حين لم يكن حتى الان سوى حلم».