التغيير في سوريا سيكون صناعة سورية

المستقبل

جدّد النائب السابق للرئيس السوري عبدالحليم خدام اتهام القيادة السورية بضلوعها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وطلب انتظار ما ستتوصل إليه لجنة التحقيق الدولية التي قال إن الجميع واثق من مهنيتها واستقلاليتها، مؤكداً أنه شخصياً "على قناعة أن بشار الأسد ضالع في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، نعم هو ضالع في الجريمة".
ورداً على سؤال قال خدام: "إن الحكومة التي نصّ عليها إعلان بروكسل للمعارضة ستشكّل على أبواب سقوط النظام، ونحن لا نسعى إلى تشكيل حكومة في المنفى بل إلى حكومة وحدة وطنية تضع يدها على البلاد بعد انهيار النظام حفاظاً على الاستقرار وعلى مؤسسات الدولة وأجهزتها وكي لا تتكرر الأحداث الجارية في العراق".
أضاف خدام في حديث لراديو "سوا": "هناك عدد من المواضيع اختلفت فيها مع النظام وكان الخلاف منذ فترة طويلة، لكن اتخذت القرار بالتخلي عن مسؤولياتي في الوقت الذي ترسخت لدي القناعة بأن بشار الأسد أصبح عقبة حقيقية أمام الإصلاح لأنه يعتبر نفسه وريثاً لمزرعة ولا يحق لأي مواطن أن يكون شريكاً في الدولة. وحاجة سوريا أساسية للانتقال من النظام الفردي المستبد إلى النظام الديموقراطي. كان الخلاف حول الديموقراطية والحريات والأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد إضافة إلى حالة الفقر والبطالة التي يعاني منها السوريون. هذه هي العوامل التي جعلتني أفترق عن النظام، إضافة إلى قراءتي بأن التطورات التي شهدها العالم والمنطقة تتطلب أن يجري تغيير في الفكر وفي الممارسة حتى تتمكن سوريا أن تكون جزءاً من هذا العالم الجديد. ولا تستطيع سوريا أن تكون هكذا وهي لا تزال تمارس سياستها بموروثات من الحرب الباردة".
ورداً على سؤال عمّا إذا كان يستند في التغيير بالتحالف مع "الاخوان المسلمين" على البُعد الطائفي أو على البُعد الخارجي أو على البُعدين معاً، قال خدام: "التغيير لن يتم إلا بصناعة سورية وبأدوات سورية وبإرادة سورية في ضوء حالة الاحتقان التي يعيشها السوريون وعلى خلفية القناعة الراسخة لديهم بأن النظام الحالي يقف عقبة أمام إزالة معاناتهم وأمام نهوضهم. نحن شكّلنا جبهة الخلاص الوطني، وهذه الجبهة منفتحة على القوى الأخرى، ونجري محادثات مع سائر المعارضة السورية، بالتالي هذه الجبهة لديها آليتها لإنهاء النظام، وأنا واثق من أنها ستلقى النجاح. وبالتأكيد لن نعتمد على الطوائف ولا على القوى الطائفية بل إن قوة سوريا هي في تنوّعها في إطار وحدتها الوطنية، وهذا التنوّع هو عامل غنى للبلاد. لكن التنوّع الذي يؤدي إلى تنازع يصبح مصدر عدم استقرار في البلاد كما يحصل حالياً في العراق".