النهار

قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي استقبل نائب الرئيس السوري فاروق الشرع امس، انه يؤيد اجراء محادثات مع الولايات المتحدة في شأن العراق، لكنه أبدى شكوكا حيال الدوافع الأميركية. ونقلت عنه وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا " الايرانية: "نحن اساسا لا نثق بالأميركيين، لكننا نتفاوض معهم بشروط في شأن العراق مع الأخذ في الاعتبار مصالح العراقيين والعالم الاسلامي".

ولم يخض أحمدي نجاد في التفاصيل، ولكن مسؤولين ايرانيين قالوا ان المحادثات ستغطي العراق فقط، ولن تتطرق الى البرنامج النووي الايراني أو اي قضايا خلافية مع واشنطن.

ونقلت "ارنا" عن الرئيس الايراني خلال اجتماعه مع الشرع: "يحاول الأعداء منعنا من احراز تقدم من خلال دعاية واسعة، لكننا نأمل في أن تتمكن الجمهورية الاسلامية الايرانية هذا العام من امتلاك زمام الطاقة النووية تماما للأغراض السلمية".

وقال: "إن الجمهورية الإسلامية لا تدعو إلى شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية فحسب، بل تطالب بنزع الأسلحة النووية من القوى التي تمتلك هذا النوع من السلاح في العالم".

وشدد على أهميه وحدة الدول الاسلامية في الحقبة الراهنة، موضحاً أن "التطورات الأخيرة في المنطقة أظهرت أن الدول الإسلامية بدأت تحركاً نحو الأمام، ولو واصلت هذا التحرك فإن الظروف والأوضاع في المنطقة ستكون في مصلحة العالم الإسلامي".

ووصف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع المحادثات التي أجراها مع أحمدي نجاد بأنها "بناءة وإيجابية". وقال قبيل مغادرته طهران بعد ظهر أمس إنه سلم احمدي نجاد رسالة من الرئيس السوري بشار الاسد تتعلق بآخر المستجدات في المنطقة.

ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا" الايرانية عنه انه بحث مع الرئيس الايراني في آخر التطورات في المنطقه لا سيما الوضع في العراق وفلسطين.

وأوضح أن محادثاته مع احمدي نجاد وبقية المسؤولين الايرانيين تناولت أيضا الملف النووي الايراني وتطورات الوضع في العراق، قائلا إن سوريا عبرت مرارا بوضوح عن موقفها من استخدام إيران الطاقة النووية للاغراض السلمية. وأضاف أن بلاده تدعو إلى جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل وأن إسرائيل التى تملك ترسانة نووية يجب ألا تستثنى من هذه القاعدة.

وشدد على ضرورة انضمام إسرائيل إلى معاهدة منع الانتشار النووي ، وقال إن المنشآت النووية الاسرائيلية يجب أن تخضع لاشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبتها .

وأكد الشرع أن الرئيس الايراني أكد خلال المحادثات ضرورة أن يصير العالم بأسره خاليا من أسلحة الدمار الشامل وليس منطقة الشرق الاوسط فحسب.

واعتبر ان "ايران بلد يدعو الى الامن والاستقرار لكل دول المنطقة"، معربا عن أمله "في المزيد من تدعيم العلاقات بين طهران ودمشق".

وعن الموضوع العراقي، أكد نائب الرئيس السوري ان موقف إيران وسوريا في هذا المجال متقارب جداً وقال: "نعتبر أن مصلحة العراق تكمن في الحفاظ على وحدته وإرساء الامن فيه ووضع نهاية للاحتلال". وأضاف أن طهران ودمشق تأملان في إقامة أفضل العلاقات فى المستقبل مع العراق بوصفه بلدا جارا وعربيا وإسلاميا.

يشار إلى أن نائب الرئيس السوري كان زار السعودية ومصر قبل زيارته لطهران .

وأوردت "ارنا" ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي والشرع، تبادلا في ساعة متأخرة من ليل الخميس "وجهات النظر في شأن العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية، لاسيما القضية الفلسطينية وانتصار حماس في الانتخابات الاخيره في فلسطين والازمة العراقية والملف النووي الايراني". وأشارت إلى أن الجانبين "اكدا حق الجمهورية الاسلامية الايرانية المشروع في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية ، واعتبرا أن الاسلحة النووية الصهيونية وعدم انضمام هذا الكيان غير المشروع الى معاهدة منع الانتشار النووي يشكلان تهديدا حقيقيا تواجهه منطقة الشرق الاوسط".

واكد الجانبان أن عراقا آمنا ومستقرا سيكون لمصلحة كل دول المنطقة، واعتبرا ان الأسلحة من المفيد عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول المجاورة للعراق "بهدف تبادل وجهات النظر حول كيفية المساعدة على إحلال الامن والاستقرار في العراق والتمهيد لعقد مؤ‌تمر وزراء الداخلية والدفاع للدول المجاورة للعراق".

وشدد الجانبان على "ضرورة تقديم الدعم الشامل للشعب الفلسطيني لاقرار حقوقه العادلة"، ونددا بـ "التهديدات الاسرائيلية ضد البرلمان والحكومة المنبثقة" من الانتخابات الاخيرة.