صدى البلد

شدد المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن أمس على ضرورة ترسيم الحدود بين لبنان وسورية من دون تأخير واقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين، مشيرا الى انه على سورية ان تتعاون في هذا المجال لانها تشكل جزءا من القرار 1559. وأكد ان اعتراف المسؤولين السوريين شفهيا بان المزارع لبنانية لا يكفي، لان هناك تنظيمات وقوانين دولية محددة حول كيفية تحديد الحدود الدولية. وذكّر بضرورة ان يدمج "حزب الله" في الجيش لانه الميليشيا الوحيدة المتبقية في لبنان، واعتبر انه حتى لو اتفق اللبنانيون في الحوار على ان "حزب الله" ليس ميليشيا، فان هذا الامر لا يشكل فرقا بالنسبة الى الامم المتحدة.
واثنى لارسن في المؤتمر الصحافي الذي عقده ظهر أمس في فندق الموفمبيك قبل مغادرته الى نيويرك بساعات لتسليم تقريره الثالث الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، على الحوار الوطني "الذي يحصل في لبنان للمرة الاولى من دون تدخل اجنبي او دولي". ولفت الى امكانية انشاء سفارة فلسطينية قريبا في لبنان، حسبما ابلغه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: ان هذا الامر سيناقش خلال الحوار الذي سيحصل بين السلطتين اللبنانية والفلسطينية. وكرر لارسن مبدأ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في ما يتعلق برئيس الجمهورية، بأنه يجب الا يمدد للرؤساء.
الحوار الوطني

وأشاد مبعوث الامم المتحدة بالحوار الوطني واعتبر انه "حدثا تاريخي لا سابق له"، وقال: "انه انجاز عظيم، لانها المرة الاولى التي يجتمع فيها اللبنانيون بهذه الطريقة للتكلم بصراحة في مواضيع كانت تعتبر منذ أشهر قليلة من المحرمات، وهي المرة الاولى ايضا التي أرى فيها حوارا مماثلا يحصل من دون اي تأثير او تدخل خارجي".
واعتبر ان "قارب لبنان بدأ يخوض غمار البحر ولا بد لكل المعنيين ان يستمروا بالعمل معا موحدين، من اجل انقاذ هذا المركب اللبناني ومن اجل انجاح رحلته، وسوف يتبعون اتفاق الطائف الذي يلهمهم والذي يجب ان يدلهم على الطريق خلال رحلتهم". واشار الى ان الـ1559 يعكس اجماعا دوليا حول اتفاق الطائف".
وردا على سؤال عن عدم زيارته رئيس الجمهورية اميل لحود خلال جولته، أجاب: "لم انه محادثاتي هنا، وانا لا افصح ابدا عمن التقيت بهم وعمن لم التق بهم". وشدد على ان الامم المتحدة "لا تتدخل في الشؤون الداخلية في اي من دولها الاعضاء ولكن هناك مبدأ تم تكراره في أطر عدة ومنذ سنوات من قبل الامين العام للامم المتحدة، وهو انه يجب الا يمدد للرؤساء والقادة ولكن انا لا اتكلم بشأن اي شخصيات محددة لا حالية ولا مستقبلية".
مزارع شبعا

وفي موضوع مزارع شبعا، قال: "لفتنا بشكل خاص التصريح الاخير الذي ادلى به نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي قال علنا ان سورية توافق على ان مزارع شبعا هي اراض لبنانية. واذا كان كل من لبنان وسورية يقران اليوم بأنها لبنانية، فبامكانهما ان يوقعا اتفاقا بهذا الصدد ويقدماه الى الامم المتحدة ضمن الآلية المرعية الاجراء، وانا واثق بأن المجتمع الدولي سوف يعترف بذلك ويدعمه". ولفت الى انه بناء على تصريح الشرع، فان الامم المتحدة تعتبر أنه "لم يعد هناك من عوائق للتوصل الى اتفاقية ثنائية حول الحدود".
وعما اذا كانت الامم المتحدة ستلعب دورا في دفع اسرائيل الى الانسحاب من مزارع شبعا، قال : "هذا الامر يعيدنا الى مسألة الخط الازرق، وهو ليس حدودا دولية وخبراء الحدود الدوليون يعتبرون ان الخط الازرق يتوافق مع الحدود الدولية بين اسرائيل ولبنان. بالنسبة الى لبنان وسورية مسألة مزارع شبعا لا يمكن ان تحل الا من خلال اتفاق ثنائي بين البلدين، فوفقا للقانون الدولي لا سلطة للامم المتحدة لكي تقوم بترسيم الحدود الدولية، لا يمكن القيام بذلك الا من خلال اتفاق ثنائي بين دولتين ذات سيادة ، لذلك انها الخطة الاولى التي يجب ان تؤخذ الآن ويجب ان يحصل ذلك فورا ومن دون تأخير لانها مسألة ملحة تولد توترا كبيرا وربما ايضا تمهد الطريق لسوء تفاهم خطير جدا".
حزب الله

وفي ما يتعلق بسلاح "حزب الله"، قال: "نحن لا نعتقد بانه من الممكن الذهاب الى الجنوب والى البقاع لاخذ سلاح "حزب الله"، فهذا غير ممكن. ولكن "حزب الله" هو آخر ميليشيا لبنانية مهمة باقية لم يتم نزع سلاحها. وما يجب ان يحصل هو ان تدمج هذه الميليشيات في الجيش اللبناني، وذلك من خلال عمليات شفافة تسمح للحكومة المنتخبة ديمقراطيا ان تبسط سلطتها على كل الاراضي. وأعتقد ان هذا الاجراء ملائم لان "حزب الله" هو حزب سياسي يجلس في البرلمان اللبناني ولديه ايضا وزراء في الحكومة، وفي كل بلد يجب ان تكون هناك حكومة واحدة وقانون واحد وجيش واحد".
وردا على سؤال حول موقف الامم المتحدة في حال اتفق اللبنانيون في الحوار على ان "حزب الله" ليس ميليشيا، أجاب: "ليس هناك من تناقض كونه ميليشيا او مقاومة، يمكن للميليشيا ان تكون مقاومة او لا تكون مقاومة. بالنسبة الى الامم المتحدة مسألة المقاومة غير متصلة بالموضوع، فالميليشيا هي ميليشيا".
السلاح الفلسطيني

وحول السلاح الفلسطيني، أكد لارسن ان "الامم المتحدة تشاطر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وجهة نظره التي تركز على مقاربة شمولية ازاء كل ما يتعلق بوجود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وهذا يعني ان اسلحة الميليشيات الفلسطينية يجب التطرق اليها من هذا المنطلق، أي تحسين الظروف المعيشية للاجئين".
وقال ردا على سؤال حول امكانية ان يواجه لبنان مقاومة من قبل الفلسطينيين في حال حاول نزع سلاحهم : "لقد أجريت محادثات مع القادة اللبنانيين في هذا الشأن, وقد التقيت منذ ايام الرئيس الفلسطيني محمود عباس وناقشت معه الموضوع نفسه. بالطبع يجب على القيادة الفلسطينية ان تلعب دورا اساسيا في هذا المجال وطلبت اليها والى رئيس الوزراء اللبناني العمل يدا بيد في هذا الشأن. وقد اعلمني الرئيس الفلسطيني انه قريبا جدا سوف تفتتح سفارة للسلطة الفلسطينية في لبنان وهذا من احد البنود الواردة على جدول الاعمال في المحادثات التي سوف تجرى بين ممثلي الحكومة اللبنانية والسلطة الفلسطينية". واشار الى ان مسألة "نزع سلاح الميليشيات الفلسطينية خارج المخيمات هي مسألة لبنانية داخلية ولا نريد ان نتقدم بأي اقتراح حول كيفية القيام بذلك".
تجدر الاشارة الى ان لارسن اختتم أمس جولة دامت 20 يوما كانت محطتها الاخيرة لبنان حيث التقى لمدة ثلاثة أيام مسؤولين لبنانيين وقادة أحزاب. وغادر بيروت بعد ظهر أمس متوجها الى نيويورك عن طريق باريس، وكان في وداعه الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون. وكانت شملت جولته اضافة الى لبنان وسورية، بعد أن اجرى محادثات في واشنطن، لندن، باريس، موسكو، بكين، الرياض، القاهرة، عمان والدوحة.