يحمل زلماي خليل زاد أعلى مرتبة حملها مسلم في الإدارة الأميركية. وربما لا يزال بعيدا عن حقيبة الخارجية نفسها، لكنه أيضا ثالث ابرز دبلوماسي أميركي ولد في الخارج، بعد هنري كسينجر ومادلين اولبرايت. ومنذ سنوات يلعب زلماي زاد دورا استشاريا نافذا في الإدارة الأميركية، أي قبل أن ترسله واشنطن سفيرا، إلى وطنه الأم، أفغانستان، ومن ثم سفيرا إلى العراق. وفي المهمة الأولى كانت لغته الأم، البشتونية، تساعده في فهم محاوريه. أما في العراق، فهو يتكل أيضا على معرفة واسعة باللغة العربية، تلقاها خلال أربع سنوات عاشها طالبا في الجامعة الأميركية في بيروت، بين 1970 و1974، أي آخر سنوات الهدوء في لبنان وأوائل سنوات التهيؤ للحرب.
لم تبدأ علاقته بأميركا منذ وقت قصير. كان في السادسة عشرة من عمره (مواليد 1951) عندما سافر إلى كاليفورنيا ضمن برنامج لتبادل الطلاب. وعندما عاد إلى كابل دخل إلى جامعتها. وفي التاسعة عشرة سمع أن هناك منحاً للمتفوقين للدراسة في الجامعة الأميركية في بيروت. تقدم إلى الامتحان ونجح. وخلال هذه الفترة تعرف إلى زوجته النمساوية الأصل، شيريل بنارد. وقد استقر الزوجان العام 1975 في شيكاغو، حيث راح يعد للدكتوراه في العلوم السياسية، على يد أستاذ في الاستراتيجية العسكرية يدعى البرت هولستر. وكان هذا قد اشتهر بأنه من منظري التفوق الاميركي العالمي.

ماذا كان موضوع أطروحة زلماي خليل زاد للدكتوراه؟ الجواب: المشروع النووي الإيراني! ومثل الكثيرين من الأفغان، يتحدث الرجل اللغة الدارية، المتحدرة من الفارسية. بكلام آخر، مجموعة من الكفاءات والمؤهلات التي تجعله في موقع خاص عند الأميركيين. أضف إلى ذلك، قناعة مطلقة بالتفوق الاميركي. لكنه ينفي أن يكون من «المحافظين الجدد». وينفي انه عمل مع ريتشارد بيرل أو بول وولفويتز. لقد انضم أولا إلى وزارة الدفاع عن طريق «معهد السلام». غير انه كان ولا يزال ضمن خانة «الصقور»، يؤمن بالحروب الوقائية، ويؤمن بضرب أعداء أميركا وهم «في البيضة قبل أن تفقس».

لم يعد خليل زاد مجرد سفير عادي. انه الرجل الذي أوكل إليه جورج بوش البحث عن أي نوع من الحلول قبل انتخابات الخريف المقبل. هناك 133 ألف عسكري أميركي في العراق لا بدّ من سحب بعضهم قبل بدء الحملة الانتخابية. وبسبب معرفته باللغة الفارسية وأطروحته عن إيران، بدأ الاميركي الأفغاني الحوار مع طهران. وقد ينجح حيث أخفق سلفاه، بريمر وغارنر. كانا يجهلان العربية أو الفارسية.