المعلم : قانون الانتخاب الجديد منطلق أي تغيير يتصدى للمشكلات القائمة
جنبلاط يباغت <<الحوار المؤجل>>: عون الأقوى ... نريد البرنامج!

السفير

إذا صحت فرضية اعتماد المتحاورين اللبنانيين، وتحديدا فريق <<الأكثرية>> النيابية، على <<حل سحري>> للملف الرئاسي يأتيهم من العواصم العربية، فان المناخات التي تكوّنت لدى المتابعين للاتصالات العربية العربية، وقبلها لدى أكثر من عاصمة أجنبية، هي انعقاد الرهان على طاولة الحوار اللبناني، الأمر الذي أوحى للمراقبين بان الأمور وصلت على الصعيد الحواري إلى أفق مسدود طالما ليس هناك استعجال لا عربي ولا غربي ولا من الأمم المتحدة على بت الموضوع الرئاسي ولا استعداد لدى فريق <<الأقلية>> لتقديم <<تنازلات مجانية>> للفريق الاكثري الذي ورّط نفسه في لعبة مواعيد وربما اسماء، تبين انها غير واقعية الى حد كبير.

فقد انتهت جلسة الحوار، امس، بعد ساعتين من انعقادها، إلى اتفاق على العودة مجددا إلى ساحة النجمة بعد أسبوع، وذلك ضمن سقف زمني للحوار لا يتجاوز نهاية شهر نيسان المقبل، علما ان من التقوا الموفد الدولي تيري رود لارسن شعروا بوجود رغبة بان تتمدد العملية الحوارية حتى منتصف حزيران المقبل، موعد التقرير النهائي الذي سيرفعه رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى مجلس الأمن الدولي.

وفي موازاة انفضاض المتحاورين، حزم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة حقائبه مساء أمس وتوجه إلى الخرطوم للانضمام إلى الوفد الرسمي اللبناني هناك برئاسة الرئيس إميل لحود، وذلك في ضوء نصيحة مزدوجة من العاصمتين السعودية والمصرية، وإشارة واضحة بالمعنى نفسه من أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الذي اجتمع مساء أمس بالسنيورة في الخرطوم، وقال للصحافيين ان موضوع العلاقات اللبنانية السورية سيطرح في الجلسة المغلقة للقمة بعد ظهر اليوم الثلاثاء.

وقالت مصادر في فريق الاكثرية في بيروت ان الرئيس السنيورة <<سيدرس بدقة مسالة زيارته الى سوريا في ضوء زيارتي شرم الشيخ والرياض ونتائج اجتماعاته في الخرطوم، وعلى الارجح، فان موعد الزيارة سيتقرر في غضون الأيام القليلة المقبلة أخذا بعين الاعتبار التفويض الاجماعي الذي حصل عليه من قبل جميع المتحاورين>>.

وكان لافتا للانتباه ان قرار السنيورة بالمشاركة في قمة الخرطوم، تسبب بردتي فعل متناقضتين في مؤتمر الحوار، اولى ترحيبية من الرئيس نبيه بري وثانية احتجاجية من قبل النائب وليد جنبلاط، <<لانك ستكون <<صفا ثانيا>> وظلا وراء لحود>> كما افادت بعض المصادر المشاركة، مستغربا بالتالي كيف تطعن الأكثرية بشرعية لحود وترسل برقية إلى المشاركين في القمة، ثم يقرر رئيس حكومة الأكثرية المشاركة في القمة؟ فيما كان لافتا للانتباه عدم احتجاج رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري على قرار السنيورة وكذلك باقي
فرقاء الرابع عشر من آذار، ممن جددوا في الوقت نفسه استعجالهم رحيل لحود وأبرزهم سمير جعجع.

ولوحظ أن الرئيس السنيورة نقل للمتحاورين جوا سعوديا ومصريا داعما بقوة للحوار وتشديدا على أهمية أن يتفق اللبنانيون في ما بينهم، واصفا نتائج محادثاته في شرم الشيخ والرياض بأنها كانت ايجابية للغاية. وعندما سئل حول تفضيل عربي لمرشح معين، اجاب <<هم لا يتدخلون اطلاقا بالتسميات وهذه مسؤولية المتحاورين اللبنانيين>>.

وفي السياق نفسه، جددت مصادر دبلوماسية عربية في بيروت القول ان القيادتين السعودية والمصرية ابلغتا كل من راجعهما انهما لا تخوضان في الموضوع الرئاسي نهائيا ولا تتدخلان في الشؤون الداخلية اللبنانية وهما تؤيدان كل ما يمكن ان يتوصل اليه المتحاورون في لبنان وليس صحيحا ان هذه الدولة او تلك تدعم مرشحا بل هما يقفان على مسافة واحدة من الجميع.

المعلم: انتخابات نيابية
وفق قانون جديد
في هذه الاثناء، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حوار اجراه معه مندوب <<السفير>> إلى قمة الخرطوم الزميل جورج علم، أن سوريا لا علاقة لها بالملف الرئاسي اللبناني ولا تريد التدخل في الشأن اللبناني الداخلي وعلى اللبنانيين معالجة الأمر بتوافقهم.
واضاف أن دمشق رحّبت بالحوار <<وهي تريده أن ينجح ولا بد له من أن ينجح لان المطلوب وفاق لبناني حول المسائل المطروحة بين المتحاورين وعندما يتفاهم اللبنانيون لن تعود هناك مشكلة على الإطلاق>>، معتبرا أن البداية التي اتسم بها الحوار كانت مشجعة.
واعتبر المعلم أن أساس التوافق الجدي بين اللبنانيين اليوم يفترض أن ينطلق مما انتهى إليه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي التوافق حول قانون انتخابي جديد يشكل القاعدة والأساس والمنطلق لأي تغيير أو إصلاح كما كان يراه الرئيس الحريري، ناقلا عن الحريري تشديده في آخر لقاء بينهما في بيروت على وجوب اعتماد المحافظة والنسبية، وقال انه بتوافق اللبنانيين على قانون انتخابي يمكن إجراء انتخابات نيابية تشكل استفتاء صحيحا شفافا و<<عندها يتولى الممثلون الحقيقيون الجدد للشعب اللبناني مسؤولية التصدي للمشكلات القائمة>>.

وفي موضوع سلاح المقاومة، سأل المعلم <<هل من مصلحة لبنان إرسال الجيش إلى الحدود الجنوبية في ظل المعادلة السائدة هناك>>؟ محذرا من انه في حال حصول احتكاك، فان الأمر قد يتطور إلى مواجهة بين جيشين نظاميين، <<فهل لبنان الدولة والوطن قادر على الدخول في حرب مع إسرائيل؟>>.

وانتقد المعلم ما قدمه موفد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن <<من خدمة لإسرائيل غداة تحرير الجنوب في العام ألفين، عندما تم ترسيم <<الخط الأزرق>> على أساس انه خط انسحاب <<وإذ به يقول لاحقا انه خط حدودي>>، واعتبر أن مزارع شبعا اليوم ليست لا لبنانية ولا سورية بل واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي <<وإذا كان لارسن يريد تثبيت لبنانيتها لدى الأمم المتحدة، ليتفضل ويسحب الإسرائيليين منها وعندها لن تكون هناك مشكلة بين لبنان وسوريا>> ( تفاصيل ص 3 ).

لحود يلتقي الاسد
والصباح ومحمود عباس
الى ذلك، عقد، امس، لقاء قمة لبناني سوري في الخرطوم بين الرئيسين اميل لحود وبشار الاسد على هامش القمة العربية التي تبدأ اعمالها اليوم في العاصمة السودانية. وقد بدأ اللقاء موسعا في مقر اقامة الاسد وحضره نائب الرئيس السوري فاروق الشرع والوزير المعلم وسفيرا سوريا في الجامعة العربية والخرطوم، ثم تحول ثلاثيا بين لحود والاسد والشرع واستمر اربعين دقيقة.

ووصف المعلم اللقاء بين الرئيسين بانه جيد جدا، واعتبر ان مسألة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا <<شأن يقرره البلدان وليس منصوصا عليه في القرار 1559، <<فمن اين يأتي لارسن بهذه الامور>>؟

وجدد المعلم القول ان مزارع شبعا لبنانية، ومشكلتها الاحتلال وعدم تنفيذ القرار 425 بالكامل، ولا بد للبنان ان يذهب إلى الأمم المتحدة مباشرة من اجل ذلك.

والتقى لحود أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي أكد على أهمية الحوار اللبناني وضرورة استمرار الروح الوفاقية التي يتميز بها اللبنانيون. واجتمع لحود أيضا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.

مؤتمر الحوار
وفي موضوع الحوار، قالت مصادر مشاركة ل<<السفير>> انه بعد إلحاح من قبل رئيس الهيئة التنفيذية في <<القوات اللبنانية>> سمير جعجع على الخوض بأسماء المرشحين الرئاسيين، رد عليه الرئيس بري بانه لا يمانع ذلك <<لربما ساعدنا ذلك على الحلحلة>>، ولكن الاعتراض الاساسي جاء هذه المرة من النائب وليد جنبلاط الذي قال انه يرفض الدخول بموضوع الاسماء، واضاف: <<من دون لف او دوران اريد ان افترض ان الجنرال ميشال عون هو الاقوى مسيحيا، ولكن نريد منه ان يحدد لنا خارطة طريقه، ومفادها تطبيق اتفاق الطائف لان القرار 1559 هو نسخة طبق الاصل عنه يعني لا سلاح فلسطيني ولا مقاومة، وبالتالي ترسيم حدود مع سوريا.. المهم ان نخرج بخارطة طريق ومن يتبناها يكون مرشح المؤتمرين لرئاسة الجمهورية>>
ولاقى طرح جنبلاط اعتراضا من النائب ميشال المر الذي قال ان الموضوع <<لا خارطة طريق ولا برنامج وقد يأتينا عدد من المرشحين ويعلنون التزامهم بالبرنامج او الخارطة. قناعتي ان نضع الاسماء على الطاولة>>.

وقدم النائب ميشال عون مداخلة موجزة اقترح فيها الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، وقال ان الديموقراطية تعطي حلولا، <<فاذا لم نستطع ان نغير، فليحل المجلس النيابي نفسه، ولنذهب الى انتخابات نيابية جديدة.. ليس بالاقدام والاحذية تتقرر خيارات الناس، بل في صناديق الاقتراع>>.

وبعد اخذ ورد سريعين، اتفق المتحاورون على وضع سقف زمني للحوار لا يتجاوز نهاية نيسان وان يترك الموضوع الرئاسي الى <<الكولسات>> الداخلية والخارجية والمشاورات المارونية .