الشرق الأوسط
لجنة التحقيق في اغتيال الحريري تعثر على أدلة جديدة

أفادت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» بأن لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري تلقت نص مكالمة بين مسؤول لبناني ونظيره في سورية يؤكد فيها الأول للثاني حصول عملية الاغتيال. وتوقفت المصادر عند ما ورد في تقرير رئيس اللجنة، القاضي البلجيكي سيرج براميرتس، حول تحقيق اختراق مهم، فكشفت، نقلاً عن قريبين في اللجنة الدولية، أن هذا «الاختراق تمثل بالوصول الى ادلة ثبوتية حول الاجتماعات الدورية لمسؤولين امنيين لبنانيين وسوريين مع مسؤولين في تنظيم لبناني معروف بولائه لسورية، اضافة الى تحليل مضمون عشرات المكالمات الهاتفية التي اجريت بين المسؤولين الأمنيين في التنظيم المشار اليه ومركز للاستخبارات السورية في بيروت ومقر رسمي رفيع كان أشار اليه التقرير الأول للقاضي الألماني ديتليف ميليس». وأكدت المصادر أن «تحليل هذه المكالمات، التي بدأت مساء الأحد في 13 فبراير (شباط) 2005 واستمرت حتى الرابعة من بعد ظهر اليوم التالي (الاثنين) ، أي بعد اربع ساعات على وقوع الجريمة، أظهرت ان معظم الأحاديث التي تم تبادلها كانت تدور حول الجريمة، فضلاً عن تلقي اللجنة النص الحرفي لمكالمة بالغة الأهمية بين مسؤول لبناني رفيع ونظيره في سورية، كان الأول يؤكد فيها للثاني أن الاغتيال حصل وأن الحريري قتل فعلاً».
ولفتت المصادر نفسها الى ان اللجنة الدولية تسلمت نص المكالمة بين المسؤولين الرفيعين من الاستخبارات البريطانية وان مضمونها كان السبب في تصريح لوزير خارجية بريطانيا جاك سترو بعد أسبوع من الجريمة تحدث فيه عن قناعته بتورط جهات سورية في اغتيال الحريري. وذكرت المصادر اللبنانية ان اللجنة سرّعت وتيرة عملها بعد عودة رئيسها براميرتس من نيويورك غداة تقديم تقريره الى مجلس الأمن. وأوضحت ان براميرتس يحاول إنجاز القسم الأكبر من التحقيقات على الصعيد اللبناني، قبل تحديد موعد له في دمشق لمقابلة الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع. وتوقعت المصادر انه من الصعب تمكن براميرتس من انجاز التحقيق قبل منتصف يونيو (حزيران) المقبل. ونقلت المصادر عن أعضاء في لجنة التحقيق الدولية ان براميرتس لا يرغب في تجديد مهمته لأشهر اضافية. ولم تستبعد هذه المصادر عودة رئيس اللجنة السابق ديتليف ميليس لمتابعة التحقيق، وخصوصاً أن الأخير أثنى على تقرير براميرتس ووصفه بالمهني، مشيراً الى انه لم يخرج عن المسار الذي كان قد سلكه هو، ولم يهمل أي دليل من الأدلة الموجودة في الملف.