عودة إلى الكاريكاتور

دومينيك دومبر/لو موند- 24/3/ 2006-03-27

تراكم الغبار على قضية الرسوم الكاريكاتورية للرسول عليه الصلاة والسلام. الضجّة الإعلاميّة خمدت . للأسف صار من الصعب الآن تخيل أن العالم الإسلامي قد اشتعل في كانون الثاني لأن مجلّة دانيماركية , الجيلاند-بوستن, كانت قد نشرت في 30 أيلول 2005 , وقبل أربع أشهر من تاريخه , اثنتي عشر رسماً كاريكاتورياً ساخراً عن النبيّ.

بحق الشيطان , إذا جازت الكلمة , لماذا مرّ كل هذا الوقت بين النشر والانفجار ؟ لقد نشرت الرسوم في جريدة مصريّة ,في تشرين الأول , دون أن تحدث أي أثر . لماذا ما كان غير مستفزّ في تشرين الأول صار إجراميّاً في كانون الثاني؟ في يوم الخميس 23 آذار , رفعت قناة فرانس 2 الستار عن هذه القضيّة الغريبة . هذا التحقيق الذي قام به محمد سيفوي في الدانمارك لحساب مجلّة "انفواييه سبيسيال"(المبعوث الخاص) , مميّز من كل النواحي .

لقد اشار التحقيق إلى أئمّة دانماركيين كاذبين ويتلاعبون بالرأي العام . وأثبت أن التصعيد مفتعل إرادياً , وعلى قاعدة وثائق كاذبة . هل هذا كلام روايات؟ لا, لقد قامت لجنة من الأئمة الدانماركيين في أيلول بجولة على عدّة دول إسلاميّة مسلّحة بتقرير ثقيل . كان التقرير يشمل بالإضافة للرسوم الشهيرة , رسوماً وصوراً أكثر استفزازاً . إحدى الصور كانت تمثّل رجلاً ملتحياً مزوداً بأنف خنزير من عجينة كرتونبة مثبتّة بمطّاطة .

ويمكننا قراءة العبارة التالية تحت الصورة بالعربية والكانماركية :" هذه هي الصورة الحقيقية لمحمد". هذه الصورة أخذت خلال "عيد الخنزير" في قرية في جنوب غرب فرنسة . فكيف وصلت الصورة إلى هذا التقرير ؟ هنا يأتي دور الإمام التقي , العذب , المحترم أحمد أبو اللبن . إنه فلسطيني يعيش في كوبنهاغن منذ مايزيد عن عشرين سنة. إنه هو بخطبه باللغة الدانماركية والانجليزية الذي سعّر العقول. وهو أيضاً مصدر التقرير الذي يقدمّه للعيان بإرادته. إنه يؤكد لجماعة المجلة " انفواييه سبيسيال" أن الرسم والصيغتين المهينتين قد ضمّا إلى التقرير لأنهما يوضحان تماماً الإهانات التي يتعرّض لها المسلمين الدانماركيين.

لقد كانت موجّهة بشكل غيرشخصي , مثقلة بالتهديدات , إلى مسلمين دانمركيين. لم يميّز محمد سيفوي أي كلام تهديد في الوثائق المصاحبة للتقرير. إن التهديد الحقيقي كان موجّها مباشرة إ ليه ولأفراد فريق عمله , من أحد المقرّبين من الإمام المحبوب, والمصوّر بواسطة كاميرا مخفيّة : الويل لكم إذا لم يأتِ الريبورتاج لمصلحة المجموعة المتطرّفة الصغيرة التي يشكلونها . على الأقلّ, هذا كان واضحاً تماماً.