كشف مراسل صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في العاصمة الأمريكية واشنطن (شموئيل روزنير)، أنه وللمرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية أُعلن رسمياً عن تشكيل (لوبي) مسيحي ضاغط مؤيد للكيان الصهيوني، وبطبيعة الحال معادٍ للعالمين العربي والإسلامي، بما في ذلك الشعب الفلسطيني، وهدفه كما أفادت الصحيفة لجم المد الإسلامي الأصولي "الذي يُشكل خطراً على الأمن العالمي".
وقال الصحافي الإسرائيلي في تقريره أن المنظمة الجديدة أطلقت على نفسها اسم "مسـيحيون من أجل إسـرائيل"، وهي عملياً المنظمة التي تنضوي تحت لوائها جميع المنظمات المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم الدولة العبرية وسياساتها، وتقوم بالتبرع سنوياً بمبالغ طائلة إلى الكيان الصهيوني تصل إلى مئات الملايين من الدولارات.

وأضاف الصحافي الإسرائيلي أن المنظمة المسيحية الجديدة ستعمل بشكلٍ مكثفٍ على دعم سياسة الكيان الصهيوني وتقديم العون المادي والمعنوي للحكومته. وأشارت إلى أن منظمة "مسـيحيون من أجل إسـرائيل" تضم 400 منظمة مسيحية في جميع أرجاء الولايات المتحدة، وأن هذه المنظمات تمثل أكثر من خمسين مليون مسيحي يعيشون في أمريكا ويدعمون الكيان الصهيوني.

وكشفت الصحيفة أن الإعلان عن إقامة هذه المنظمة الجديدة انطلق من ولاية (تكساس) حيث عُقد اجتماع ضم ممثلين عن جميع المنظمات المسيحية، وفي نهايته أُعلن عن تشكيل (اللوبي) الموحد من أجل الكيان الصهيوني. وأوضح أن الهدف الرئيس للمنظمة هو تقديم الدعم المالي للدولة العبرية، إضافة إلى أن أعضاء المنظمة الجديدة سيعملون كقوة ضاغطة في الكونغرس الأمريكي وفي مجلس الشيوخ من أجل تمرير قرارات مؤيدة ومؤازرة للدولة العبرية. كما قامت المنظمة الجديدة بتعيين طاقم خاص من الخبراء وظيفته التواجد في الكونغرس ومجلس الشيوخ وإطلاع الأعضاء هناك على آخر المستجدات على الساحة الإسرائيلية وإبلاغهم "بخطر الإسلام الاصولي الداهم" الذي يُهدد الأمن القومي للكيان الصهيوني.

وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن المنظمة تسعي إلى الوصول إلى كل عضو في المجلس أو في الكونغرس وإطلاعه على "التهديدات" التي يتعرض لها الكيان الصهيوني لكي يقوم بتمرير قرارات مؤيدة له ومعادية للعرب وللمسلمين، وأن المنظمة الجديدة ستعقد في شهر تموز/يوليو القادم اجتماعاً كبيراً في واشنطن وستدعو إليه جميع أعضاء الكونغرس الأمريكي والمجلس بهدف شرح أهداف المنظمة وإقناعهم بضرورة دعمها لما في ذلك من خدمة كبرى للمصلحة الوطنية الإسرائيلية والأمريكية على حد سواء.

بالإضافة إلى ذلك تُخطط المنظمة المذكورة إلى تنظيم العديد من المسيرات والاجتماعات المؤيدة للكيان الصهيوني في جميع المدن الكبيرة في الولايات المتحدة بهدف التأثير على الرأي العام الأمريكي وجمع التبرعات المالية وتحويلها إلى خزانة الدولة العبرية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين في المنظمة قوله أن الهدف الرئيسي من تنظيم المسيرات المؤيدة للكيان الصهيوني هو منح المسيحيين في الولايات المتحدة فرصة نادرة لمحاربة اللاسامية المتفشية مؤخراً في دول العالم الغربي، بالإضافة إلى إطلاعهم على "المساهمة التي قدمها اليهود للدين المسيحي".

إضافة إلى ذلك فإن المنظمة المسيحية الجديدة تُخطط لحملة واسعة النطاق بين أعضاء (الكونغرس) والمجلس في واشنطن لإقناعهم بضرورة إتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لأنهم يرون أن القدس الموحدة بشطريها الغربي والشرقي المحتل هي "العاصمة الأبدية للدولة العبرية".

وقالت (هآرتس) أن أعضاء المنظمة وضعوا هدفاً مركزياً أمامهم وهو المحافظة على علاقات يومية بين أعضاء مجلسي الشيوخ والكونغرس.