أثار عدم اقبال الناخبين الاسرائيليين على الاقتراع امس قلقا لدى الحزبين الكبيرين "كاديما" وحزب العمل خشية انعكاسه سلبا على حظوظ فوزهما.

وتابعت الصحف من كثب معدلات التصويت وتوقعت ان يبلغ عند اغلاق صناديق الاقتراع نحو 66 في المئة.

وفسر اكثر من محلل سبب لامبالاة الجمهور بأنه يعود الى اقتناع الناس بأن النتائج شبه محسومة بعدما توقعت الاستطلاعات فوز حزب "كاديما" بأكبر عدد من المقاعد.

واخترنا من بين التعليقات ما كتبه يوئيل ماركوس في "هآرتس" تحت عنوان: "الغائب الحاضر" ومما جاء في المقال: "المفاجأة التي انتظرها الجميع اليوم حدثت، وهي ليست مفاجأة انما هزة ارضية. فالليكود الذي كان في السلطة نحو 25 عاما بات مشرذما وعلى وشك الانهيار.

شينوي الحزب كان يملك 14 مقعدا في الكنيست اختفى كما لو ان الارض ابتلعته. اما حزب العمل الذي بدا سنين كالميت الحي فأفاق وبدأ حياة جديدة مع زعيم غير متوقع...

لكن ما يميز هذا الزلزال هو ظهور حزب لم يكن يوما ما في السلطة، ولم يكن موجودا البتة... كاديما حزب من دون مؤسسات، قسم من مرشحيه مجهولون، وقد تحول بين ليلة وضحاها الى حزب السلطة الاكبر في الدولة. قد يحصل هذا الحزب على عدد اقل مما توقعه من الاصوات، ولكنه سيبقى الحزب الحاكم سواء اكانت لديه كتلة مانعة ام لا، وسواء تحالف مع حزب العمل الجديد ام لا. فنحن امام حزب هدفه انهاء الاحتلال ووضع حد للسيطرة على شعب آخر. انها المرة الاولى التي يعبر بها حزب عما يشعر به غالبية الجمهور.

واذا ما عدنا الى الوراء لما وجدنا زعيما، مهما بلغ حجمه بمن في ذلك دافيد بن غوريون ومناحيم بيغن الذي واصل بعد استقالته التأثير في حزبه، استطاع ان يؤثر كما يؤثر شارون الحاضر الغائب في الحياة السياسية.

حتى اليوم من الصعب علي ان انسى المشاعر المختلطة التي اعترتني عندما كشف شارون للمرة الاولى امامي في حديث اجريته معه في 3 كانون الثاني 2004 خطته لاخلاء 21 مستوطنة في غوش قطيف والخروج من غزة... في 15 ايلول العام الماضي وفي خطاب تاريخي بالعبرية امام الامم المتحدة قال: "الفلسطينيون سيبقون جيراننا الى الابد. نحن نحترمهم وليست لدينا اي نية للسيطرة عليهم. هم يستحقون العيش بحرية داخل دولة ذات سيادة...".

لقد مر شارون بهذا التغير مستندا الى 40 مقعدا فاز بها حزب الليكود. المتمردون والمتآمرون وعلى رأسهم نتنياهو ثم الجلطة الدماغية اوقفوا مساره لكنهم لم يوقفوا ارثه".