يدعيوت أحرونوت

أليشع هاس

مجموعة من السياسيين الذين يديرون الآن حكومة اسرائيل، توجهوا الينا طالبين منا أن نسمح لهم بتنفيذ خطة عمل تتضمن بنداً واحداً رئيسياً ـ تحديد حدود دائمة في غضون فترة زمنية قصيرة، فيما الهدف المعلن هو حل المشكلة الديمغرافية والانفصال عن العرب. وكل مواطن يؤيد هذه المجموعة سيتحول إلى شريك في المسؤولية الجسيمة إزاء تحديد مصير الدولة وقدرتها على الوجود بما يتجاوز عدد من ولايات عمل لسياسيين متسرعين.
النزاع الذي يشكل خطراً على وجود دولة اسرائيل منذ بداية أيام الاستيطان هو النزاع بين الأديان، الذي لا يمكن أن نأمل بأن يختفي خلال جيل. الصراع بين الأديان هو عنصر ثابت، الذي لا يختفي بواسطة أعمال شعوذة سياسية. لذلك، يجب أن تفترض الخطة السياسية أن يتواصل هذا الصراع.
المجموعتان السكانيتان في "ارض اسرائيل" الغربية قائمتان على بنية مشتركة، ولن يتغلب أي وهم فصل أو جدار على القوات الجيوسياسية التي تجمع نشاطات السكان. من غير الممكن فك الارتباط عن العرب، سنعيش مع ربع مليار جار عربي لأيام طويلة. لذلك استقرار البيت الداخلي ممكن فقط بواسطة تغيير هام في نشر السكان اليهود في ارض اسرائيل.
من يتحدث عن الأردن كـ"حدود أمنية" لاسرائيل من دون السلسلة الشرقية، يمس بالأمن القومي. ومن أخرج المقطع الأساسي للسلسلة الشرقية من الضفة وأعلن أن الجدار سيكون الحدود الدائمة ارتكب خطأ في التخطيط، الذي اذا تحقق سيشكل بكاء الأجيال. المبدأ القديم للصهيونية، بأن المحراث يحدد حدود البيت القومي، يهاجم اليوم ايضاً. أي تكنولوجية عسكرية، متطورة ليست بديلاً. في المكان الذي لن يسكن فيه يهود لن يكون هناك أي حدود، لا أمنية ولا سياسية.
في صيف 2005 نفذت "تجربة" لتحديد حدود من دون اتفاق بطريقة غير ديموقراطية، غير انسانية، من دون خطة شاملة، ومن دون وضعها داخل خطة شاملة، عملية أحادية الجانب من التدمير الذي دون بناء في الوقت نفسه بالمناطق الحيوية منع تنفيذ خريطة الهدف في المستقبل، وفقط يقوي العدو الذي يستنتج من ذلك أن كل منزل يهودي في ارض اسرائيل هو مؤقت، بما في ذلك تل أبيب وحيفا. استمرار طابع العمل هذا يشكل رهانا غير مسؤول على نفس وجود البيت القومي.
أهم أسس الديموقراطية هو أن المواطن الذي يمنح ثقته لحزب ما، يتحول إلى شريك في المسؤولية عن النتيجة، وعليه، فإن كل مواطن يمنح صوته لحزب يؤيد استمرارالعملية تحت مسميات جديدة، ولا يلتزم بتطوير العامود الفقري، تحت السيادة الاسرائيلية، ويلتزم بتحديد الحدود وفق مسار الجدار ـ يتحول الى شريك في المسؤولية عن الاخفاق الذي قد يكون نكبة لأجيال. وكل من يؤيد سياسيين يريدون تحديد الحدود الدائمة من خلال تجاهلهم للغايات القومية ومن دون إجراء تخطيطي، يتحمل مسؤوية يصعب حملها، كتلك التي تستطيع أن يلقيها على السياسيين عندما تحين ساعة الحساب.