نجيب نصير

سؤال طالما كان منسيا ولكنه جوهر القضية.. ماذا نريد لأولادنا..؟ في عالم يمور بالحركة والتغير ومن يرتضي ان يبقى في مكانه أو حتى ان يذهب إلى الخلف فلا مانع عند أحد، في عالم متشابك المصلحة بحيث إذا لم تكن ليس لأحد من استعداد ليدري بك، في عالم إذا لم تأخذ فيه زمام مبادرة مفهومة ومقروءة ومقبول التداول بها فأنت على هامش الهامش لأنه لا أحد بحاجة إليك بل أنت بحاجة إلى الجميع وعندما تكون كذلك فللآخرين حق التعامل معك كما يرتؤن، فأي مكان نرتضيه لأبنائنا؟ الهجرة؟ والخناق يضيق عليها وكأننا خرجنا من دائرة العالم/ القرية، أم الوطن وأصوات حزازي الرؤوس تنعق على كل فضائية وانترنت ؟ ما هذا المأزق يا ربي ؟

ماذا نفعل بكتل اللحم التي أنتجناها أندفعها للموت، أم نعلمها فهلوة ممارسة الخوف؟ ، أم ماذا؟ فأي حل فردي هو هروب من مواجهة استحقاق اننا مواطنون وواجبنا يساوي ويطابق حقنا في الحياة، وكوننا مواطنون يعني تعريف معاصر للوجود في الوطن لا يخضع في أي حال من الأحوال، للنوايا أو الايمانات مهما كان نوعها، ولا يمكن للتراث ان يحملنا أي نوع من أنواع المسؤولية تجاهه، لان مسؤوليتنا هي تجاه الحاضر والمستقبل، وأية محاولة لتحميلنا ما حمل الماضون في زمانهم هو انتهاك لحقنا وواجبنا تجاه استمرار هذه الأمة في الحياة التي تعني تماما الارتقاء والحركة إلى الأمام، فإذا سكنت ماتت فكيف إذا تحركت إلى الوراء.

أولادنا هم مصلحتنا في وطن المستقبل، إذا لم يكونوا هم الوطن ذاته (الوطن هو ارض وبشر) والهجرة حل لمن يقدرون عليها، والخوف من لا الخوف على هو قانون الرعاع المتخلفين هو الشرط المسلط علينا، والخارج يريد مصالحه ولنذهب إلى الجحيم … فماذا نريد نحن ؟
سؤال جمعي يمس الفرد بمصالحه كما يمس المجتمع بوجوده … ربما تلخص الجواب بأننا لا نريد ثقافة الموت والخوف …. ولكن كيف؟