دعا المعلق ليرون شخطر في صحيفة "معاريف" امس الى استغلال الفرصة بعد الانتخابات من اجل البدء بمفاوضات مع "حماس". وننقل ما جاء في المقال: "اليكم هذا الكلام: ان تحرير فلسطين واجب قومي هدفه الرد على الغزو الصهيوني الامبريالي والقضاء على الكيان الصهيوني في فلسطين.

الصهيونية حركة عنصرية في اساسها، عدوانية وتوسعية استيطانية في اهدافها، ذات وسائل فاشية – نازية. هذا الكلام ليس لخالد مشعل انما اجزاء من الميثاق الوطني الفلسطيني الذي نشر مع اقامة منظمة التحرير الفلسطينية في الستينات.

ربما نسي الكثيرون انه من آب عام 1986 حتى كانون الثاني عام 1993 كان محظورا على المواطنين الاسرائيليين الاجتماع مع مسؤولين في منظمة التحرير.

وبلغت العقوبة القصوى لكل من يخرق هذا الحظر السجن لثلاث سنوات. ولكن منذ ذلك الوقت اجتمع كل رؤساء حكومات اسرائيل تقريبا مع عرفات او مع وريثه "ابو مازن".

من طبيعة مرور الزمن انه يدعو الى النسيان. فما كان في الماضي منبوذا اصبح شرعيا. هذا هو تأثيــر السنــوات الـ29 التــي مــرت من قــيــام منــظــمة التحــريــر حــتى التوقيــع علــى اتفــاقــات اوســلــو.

ان الدرس الاساسي الذي يمكن استخلاصه من المرحلة الماضية والذي يجب الا ننساه هو ان اجراء الحوار مع الخصوم امر لا مفر منه. والسؤال الوحيد:

كم من الدماء يجب ان تسيل الى ان يقبل الافرقاء المتخاصمون بالنظر بعضهم في اعين بعض حول طاولة المفاوضات.

تشكل الانتخابات لرئيس الحكومة المنتخب فرصة تاريخية ليثبت انه يملك زعامة خلاقة ومبدعة.

وقبل ان تتلاشى صيحات الابتهاج يجب التوقف عن استخدام "حماس" كورقة تخويف وتحذير ويجب ان نقول للناس بوضوح: "حماس" موجودة هنا وسوف تبقى هنا.

... لن تكون "حماس" في يوم من الايام من اصدقاء اسرائيل. فجدول اعمالها الاسلامي الاصولي الذي تتباهى به يصعّب عليها الشروط الاستهلاكية.

ولكن رغم ذلك، "حماس" مثل كل الحركات الارهابية الاخرى في العالم تمر بمرحلة تسييس ونضج... وهي ليست خاضعة للضغوط الدولية فحسب، وانما تعيش في ظل ازمة سياسية تهددها ومن شأنها ان تهدد مركزها...”.