الرأي العام

قالت مصادر عربية تتابع تطورات الأوضاع السورية عن كثب ان المرسوم الرئاسي الذي اصدره الرئيس بشار الأسد، القاضي بتعيين نجاح العطار نائباً لرئيس الجمهورية للشؤون الثقافية يشكل «رداً مباشراً على التقارب الذي حصل حديثاً بين النائب السابق لرئيس الجمهورية عبدالحليم خدام وحركة «الاخوان المسلمين».
وكان خدام انشق اواخر العام الماضي عن النظام السوري ووجه انتقادات حادة للنظام وذهب الى حد اتهام الأسد بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري, وعقد خدام، الذي يقيم عادة في باريس، بعد ذلك سلسلة لقاءات في بروكسيل مع قادة «الاخوان» على رأسهم المرشد العام علي صدر الدين البيانوني بهدف تشكيل جبهة للمعارضة السورية تعمل على اسقاط النظام.
يذكر ان نجاح العطار، شقيقة المعارض السوري عصام العطار، المقيم في المانيا منذ فترة طويلة والذي يبلغ الـ 78 عاما من العمر يعتبر من القادة التاريخيين للأخوان في سورية, ودخل في مواجهة مباشرة مع النظام اواخر السبعينات وأوائل الثمانينات من القرن الماضي.
وقبل ان يسحق النظام «الاخوان» في حماة شتاء العام 1982، حاول التخلص من العطار الذي نجا من محاولة اغتيال في المانيا اسفرت عن مقتل زوجته.
ورغم ان العطار ليس عضواً في القيادة الحالية لحركة «الاخوان المسلمين» الا انه لا يزال يعتبر محسوباً عليها, وهناك تنسيق دائم بين التنظيم الإسلامي الذي يقوده ويدعي «الطليعة» من جهة والاخوان من جهة اخرى.
وافادت المصادر نفسها ان «تعيين نجاح العطار في منصب نائب الرئيس يدل على رغبة الأسد في الذهاب الى النهاية في تصفية حساباته مع خدام والاخوان المسلمين في آن، فباختيار فارق الشرع نائباً للرئيس، يكون الأسد وضع في مكان خدام شخصاً يكن كراهية شخصية لنائب الرئيس السابق الذي لم يخف بدوره مدى احتقاره للشرع، اما بالنسبة الى نجاح العطار التي بقيت وزيرة للثقافة بين العامين 1976 و2000، فإن وضعها في هذا المنصب الرفيع المستوى يستهدف ابلاغ الاخوان ان العائلات السنية الكبيرة في المدن السورية لا تقف معهم، بل هي على استعداد للتعاون مع النظام الى ابعد حدود وان ذلك يشمل حتى العائلات التي ينتمي اليها قادة الاخوان».
ومعروف ان عائلة العطار تعتبر من أبرز العائلات السنية في دمشق.
يذكر ان نجاح العطار تعتبر من ديناصورات حزب «البعث» الحاكم، علماً بأن اوساط النظام تسرب انباء عن أنها غير حزبية، وحضرت جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت مباشرة بعد مقتل زوجة شقيقها في مارس العام 1981. ولم يبد عليها وقتذاك اي مظهر من مظاهر الحداد على الفقيدة رغم صلة القرابة التي تربطها بها.