السفير
إسرائيل: اشتعال الصراع على تأليف الحكومة

بدأ التجاذب بين حزب كديما والاحزاب الاسرائيلية الاخرى في مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة، مع رفض رئيس حزب العمل عمير بيرتس، امس، دعوة أحزاب اليمين لتشكيل حكومة <<تتجاوز كديما>>، برغم ان حزبه شدد في الوقت نفسه على أن <<صبره ينفد إزاء عدوانية كديما>> فيما تفاعلت الازمة داخل حزب الليكود بعد <<تمرّد>> أربعة من قادته على رئيس الحزب بنيامين نتنياهو.
وذكرت صحيفة <<هآرتس>> أن المقرّبين من ايهود أولمرت غضبوا من اللقاء الذي عقده بيرتس مع رئيس حزب شاس ايلي يشاي وصاغا خلاله <<الرزمة الاجتماعية>> التي تضمنت مطالب تتعلق بقضايا اجتماعية واقتصادية، تكون أساسا للمفاوضات الائتلافية بين العمل وشاس من جهة وكديما من الجهة الأخرى. اضافت ان اولمرت لوّح بورقة حزب <<إسرائيل بيتنا>> برغم معارضة زعيمه أفيغدور ليبرمان ل<<خطة الانطواء>> التي خاض أولمرت الانتخابات على أساسها.
واوضحت الصحيفة أن بيرتس تلقى اتصالات من جميع أحزاب اليمين خلال اليومين الماضيين تطالبه بتشكيل حكومة <<تتجاوز كديما>>. أضافت أن عملية تشكيل حكومة برئاسة بيرتس ومشاركة أحزاب اليمين هو أمر سهل للغاية، ويمكن أن تنضم إليها جميع الأحزاب الإسرائيلية باستثناء كديما والأحزاب العربية وتحظى بغالبية أكثر من ثلثي الكنيست. لكن بيرتس رفض الاستجابة لمطالب اليمين بسبب اختلاف المواقف في القضايا السياسية والاقتصادية، معتبراً ان تشكيل حكومة مماثلة لن يدوم فترة طويلة. وعمد بيرتس إلى تسريب اتصالات أحزاب اليمين معه إلى وسائل إعلام، الأمر الذي يزيد من توتر أولمرت وقيادة كديما.
ونقلت <<هآرتس>> عن مسؤولين في الليكود أن الحزب قد يوصي بأن يشكل بيرتس الحكومة المقبلة، وذلك بهدف قطع الطريق على كديما، غير أن القرار النهائي لن يتخذ قبل اجتماع يعقد غداً.
ورداً على تلميح كديما بأن ثمة أحزاباً أخرى غير حزب العمل يمكنه تشكيل حكومة ائتلافية معها، وتهديده أي حزب بإبعاده عن الحكومة اذا امتنع عن ترشيح اولمرت لتشكيل الحكومة، قال مسؤولون في حزب العمل إن بيرتس ومسؤولين بارزين في الحزب بدأ <<صبرهم ينفذ ازاء عدوانية كديما. إننا مقتنعون بأننا ثاني أكبر حزب ونجحنا في فرض الترتيب الوطني لدولة إسرائيل، وهو اجتماعي فحسب>>.
أضاف هؤلاء <<من قال إننا سنرشح اولمرت لرئاسة الحكومة؟ اذا استمرّ اولمرت في ألاعيبه كما لو أنه يقوم بخدمة، وفي السماح لحاييم رامون بالقيام بألاعيب قذرة، فسيفاجأ بلعبة نقوم بها نحن>>.
ويعتزم اولمرت البدء، غدا، بمحادثات مع قادة الاحزاب الاسرائيلية الاخرى، تبدأ برئيس حزب ميرتس يوسي بيلين، وذلك بهدف شرح سياسات رئيس الوزراء بالوكالة، بحسب مساعدين لاولمرت.
وعقد الليكود اجتماعاً في تل ابيب، امس، خيّم عليه التوتر بين انصار نتنياهو ووزير الخارجية السابق سيلفان شالوم الذي يريد إبعاد الاول. وحمل انصار نتنياهو لافتة كتب عليها <<كفى تخريباً>> وادانوا شالوم وكلاً من ليمور ليفنات وداني نافيه واسرائيل كاتس، متهمين اياهم بقيادة تمرد ضد نتنياهو، وهو ما اعتبره مؤيدو شالوم <<كميناً منظماً>> من قبل نتنياهو.
ويطالب المتمرّدون الأربعة نتنياهو بالاستقالة، داعين إلى إجراء انتخابات داخلية في الحزب. ونقلت صحيفة <<يديعوت أحرونوت>> عن أحد المتمردين الأربعة قوله <<على بيبي (نتنياهو) أن يرحل. الامر واضح. نفضل أن يتفهم ذلك وأن يرحل بطيبة خاطر. وإذا لم يتم ذلك، يتعيّن عليه أن يرحل مرغماً. بعدما سبّب لنا هذا الانهيار ليس لديه أي خيار آخر>>.