صدى البلد
جبريل يفاجئ بيروت بـ"خريطة طريق" للسلاح الفلسطيني
بري يتصل بالسنيورة داحضاً " كذبة اول نيسان" عن الخلاف
جبريل التقى الحريري سبع ساعات... وجولة جديدة بعد أسبوعين

خطفت الأضواء امس زيارة الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ــ القيادة العامة احمد جبريل لبيروت لما انطوت عليه من دلالات وخلفيات ينتظر ان تتكشف في قابل الأيام مع انعقاد جولة حوارية جديدة في ساحة النجمة غداً الاثنين وبدء التحضيرات العملية لزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لدمشق بعدما كان أخذ الضوء الأخضر في شأنها من هيئة الحوار.

"خريطة طريق"

وشملت لقاءات جبريل على التوالي رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري (الذي التقاه 7 ساعات وعلى مرحلتين ليل امس الأول) ورئيس مجلس النواب نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

وبدا من خلال هذه اللقاءات ان جبريل يريد ان يرسم "خريطة طريق" سياسية وأمنية واجتماعية لمعالجة الملف الفلسطيني بشمولية. واعتبر "ان المهم الآن هو ان نطمئن الشعب الفلسطيني المقيم على الأرض اللبنانية الى انه سيتساوى مع أخيه اللبناني، كما هي الحال مع الفلسطينيين في سورية وغير سورية". وقال: "ان موضوع السلاح الفلسطيني سنبحث فيه داخل الغرف المغلقة"، مضيفاً: "عندما يشعر شعبنا الفلسطيني في لبنان بالطمأنينة الكاملة لن تكون بعد ذلك أي عوائق للبحث في الملف الأمني".

تبرئة ومصالحة

على ان لقاء جبريل مع الحريري شكل في جانب منه مصالحة بينهما، أسفرت عما يمكن تسميته تبرئة ساحة "الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة" من شبهة الاتهام في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي تضمنها تقرير القاضي الالماني ديتليف ميليس. وقال جبريل انه قال للحريري خلال لقائهما: "سمعنا انكم تتهموننا بدم الشهيد رفيق الحريري، فأجاب: لا، أبداً وهذا الموضوع عار عن الصحة".

وكشف جبريل ان الحريري "تعهد شخصياً بأن يتابع الملف الفلسطيني" مشيراً الى انه اتفق واياه على "ان نقدم له خلال ايام معدودة دراسة كاملة او مطالب كاملة حول حقوق شعبنا الفلسطيني في لبنان وسيدرسها".

وتوقع ان "تتضح بعض التفاصيل" خلال الأيام المقبلة قائلاً: "لدينا جولة أخرى خلال 15 يوماً حتى ننجز نحن والمسؤولين في لبنان أموراً متعددة".

وذكرت مصادر اطلعت على أجواء لقاء بري وجبريل ان الأخير "شدد على وجوب اخراج تحركه في اتجاه لبنان في شأن الوضع الفلسطيني من إطار الوصاية السورية التي يحاول أفرقاء لبنانيون دائماً الإيحاء بها، وطرح الموضوع الفلسطيني بكل خلفيته التاريخية والسياسية وصولاً الى الموضوع الاجتماعي والى السلاح الفلسطيني".

وأشارت هذه المصادر الى ان جبريل لم يحمل الى بيروت اي صفقة لأن النقاش في هذا الملف لم يصل الى حدود ابرام صفقة لأن "الجبهة الشعبية ــ القيادة العامة" لا تستطيع ان تقرر بمفردها اي شيء في هذا الصدد.

زيارة بتفويض

الى ذلك فإن زيارة جبريل لبيروت حملت مؤشراً آخر يتصل بمستقبل العلاقة اللبنانية ــ السورية المأزومة في ضوء التحضيرات الجارية لزيارة السنيورة لدمشق، إذ أكد جبريل في جانب من تصريحاته "ان الطريق معبدة للرئيس السنيورة ليزور دمشق وهذا يتوقف على الطرف اللبناني، وحسبما كنا نسمعه من الاخوة في سورية فانهم على استعداد لاستقباله في هذا الأمر".

وتحضيراً لهذه الزيارة كان للسنيورة لقاء مع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ــ السوري نصري خوري الذي أكد ان البحث تناول "الخطوات المطلوبة لإرساء إجواء الثقة المتبادلة والأجواء الايجابية بين البلدين" وأعلن انه سيتابع "هذا الموضوع مع الجانب السوري وسنسعى الى التوصل الى بلورة مجموعة من الأفكار المشتركة يمكن ان تشكل ورقة عمل أو جدول أعمال للقاء بين الجانبين".

وأشار الى ان تحديد موعد الزيارة سيتم في ضوء إنجاز هذا الجدول.

وقالت مصادر مطلعة على التحضيرات الجارية لزيارة السنيورة لدمشق لـ "صدى البلد" ان هذه الزيارة "لن تتم قريباً حسبما توحي الأجواء والمواقف، لأن دمشق لا تريد من هذه الزيارة ترطيب أجواء أو تطبيع علاقة بينها وبين السنيورة شخصياً وانما تريد ان تكون هذه الزيارة بمضمونها ونتائجها منسجمة مع الحدث المرجو منها وهو إنهاء الأزمة التي تعتري العلاقات بين البلدين، والا تكون كالزيارة اليتيمة والوحيدة التي قام بها السنيورة لدمشق اثر تشكيل حكومته والتي لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلالها".

وذكرت هذه المصادر ان دمشق تريد ان يزورها السنيورة مفوضاً من اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وبحيث يحمل الى دمشق جدول أعمال متوافق عليه لبنانياً".

وأشارت المصادر نفسها الى ان دمشق تحبذ انعقاد المجلس الأعلى اللبناني ــ السوري برئاسة رئيسي البلدين بحيث يشكل اجتماعه مخرجاً لاتخاذ القرارات التي تنهي الأزمة التي تعتري العلاقات اللبنانية ــ السورية.

"كذبة أول نيسان"

من جهة ثانية وفيما واصل السنيورة إيضاحاته حول المواقف التي عبر عنها في قمة الخرطوم حول موضوع المقاومة، بادر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الاتصال به تحضيراً لجولة الحوار الجديدة غداً الاثنين، ومنهياً الفتور الذي ساد العلاقة بينهما في ضوء ما شهدته الجلسة النيابية الخميس الماضي والتي اعتبر بري خلالها ما صدر عن السنيورة في الخرطوم بمثابة "الخطيئة".

وعلمت "صدى البلد" ان بري بادر السنيورة القول خلال الاتصال ممازحاً: "عميقولوا ان كذبة أول نيسان تقول إنو أنا واياك مختلفين، هيّانا متفقين".

وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية ان بري والسنيورة "تشاورا في التطورات الراهنة وتوافقا على ضرورة لملمة الوضع الحالي وتعزيز مساعي التهدئة استعداداً لاستئناف جلسات الحوار يوم الاثنين المقبل (غداً)".

وقالت مصادر قريبة من بري لـ"صدى البلد" ان الحوار سيستأنف غداً من حيث توقف ولن يتم القفز فوق ملف رئاسة الجمهورية الى موضوع سلاح المقاومة والاستراتيجية الدفاعية قبل ان يحسم هذا الملف. وأكدت ان بري كان ولا يزال على التزامه ما قرره المتحاورون لجهة ان تكون نهاية نيسان موعد البت في الموضوع الرئاسي.

وأشارت المصادر الى ان بري سيسافر يوم الأحد المقبل في جولة تشمل تركيا وايران وتستمر حتى 19 من الشهر الجاري، وفور عودته سيدعو الى جولة حوارية جديدة.

في إطار المعالجات، أوفد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الوزيرين جهاد أزعور وطارق متري لزيارة البطريرك مار نصرالله صفير. وأوفد الوزيرين خالد قباني وطارق متري لزيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان. وكان أوفد امس الأول الوزير قباني لزيارة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وذلك لعرض وجهة نظره مما جرى في الخرطوم وتوضيحها بعد الصخب السياسي الذي رافق هذا الموضوع.