كاتساف بدأ مشاوراته لتشكيل الحكومة
الديار
باشر الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف استشاراته امس لتعيين الشخصية التي ستكلف تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل، وفيما التقى رئيس السلطة محمود عباس مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد وولش، جددت حركة حماس على لسان وزير الداخلية سعيد صيام تأكيدها على عدم اجراء اي اتصالات امنية مع قوات الاحتلال.
وقال صيام في لقاء مع الصحافيين في غزة ان «التنسيق الامني مع اسرائيل مرفوض وطنيا والقضية ليست تغيير ناس في الوزارة. هذا كان يتم بقرار سياسي ونحن ضد هذا التنسيق الذي كان يقصد به تبادل المعلومات او الاعتقالات السياسية بناء على هذه المعلومات».
واضاف ان هدف التنويه «حتى نميز بين التنسيق الامني والتنسيق الحياتي في الوقت ذاته في مجال حياة الشعب الفلسطيني».
وقال «ان هذا الشعب الذي تحمل سنوات هذه الفوضى وهذا الفلتان الامني يمكنه ان يحتمل معنا بعض الوقت (...) نحن ندرك ان الناس مستعجلة ان ترى شيئا يتحقق لكن الامور لا تأتي بعصا سحرية».
واوضح ان «ما يتعلق بالحياة الداخلية والتماس مع دولة الاحتلال سيبقى على ما هو»، مضيفا «نتحدث عن تنسيق صحي وتنسيق زراعي وتنسيق تجاري، هذا امر موجود وواقع سنتعامل معه لانه لا يعقل ان نعطل مصالح الشعب الفلسطيني تحت اي ذريعة».
واضاف صيام «ليس واردا في اجندتي التنسيق مع اسرائيل وساكون حيث تكون مصلحة الشعب الفلسطيني».
واكد ان «الاحتلال الاسرائيلي لم يوقف عدوانه والاغتيالات تاتي تباعا كل يوم، ونحن ندرك ان هناك عقبات ستوضع امامنا».
واغتيل ابو يوسف القوقا القائد العام لالوية صلاح الدين في لجان المقاومة الشعبية الجمعة في انفجار سيارة قرب منزله في حي النصر في غزة. وقد حمل الناطق باسم اللجان ابو عبير بعض الجهات في اجهزة الامن مسؤولية هذه العملية.
واشار صيام الى ان «الاحتلال الاسرائيلي غير المشروع احد اكبر اسباب التدهور»، متسائلا «من الذي يوصل سيارة ويفخخها ويشغلها عن بعد هو احدى ادوات الاحتلال، فبصمات الاحتلال واضحةش.
واوضح انه اجتمع امس بقائد الشرطة الفلسطينية العميد علاء حسني «وهو اللقاء الاول الذي يجمعنا وبحثنا فيه الوضع الداخلي ودور الشرطة الفلسطينية والتصور المستقبلي لعمل هذه الشرطة (...) وكيفية اعادة الثقة والاعتبار والاحترام والهيبة للشرطي الفلسطيني الذي هو على تماس مباشر مع المواطن».
واكد انه سيقوم قريبا بجولة ميدانية على مواقع عمل الشرطة الفلسطينية «حتى نكون قريبين من همومهم وحاجاتهم ولنرفع من معنوياتهم».
واجتمع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عمان مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد وولش للبحث في تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية قدما.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو درينة «جرى خلال اللقاء مناقشة عدة امور اهمها تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وكيفية دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي قدما».
واضاف انه تم بحث العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسلطة الفلسطينية.
وهو اللقاء الاول بين الادارة الاميركية والسلطة الفلسطينية بعد تولي حركة المقاومة الاسلامية حماس الحكومة الفلسطينية الخميس الماضي.
الى ذلك، باشر الرئيس الاسرائيلي موشيه كاتساف امس استشاراته لتعيين الشخصية التي ستكلف تشكيل الائتلاف الحكومي المقبل بعد الانتخابات التشريعية في 28 اذار الفائت.
واقترح وفد من حزب كاديما الذي فاز بـ 29 مقعدا في الانتخابات من اصل 120 على كاتساف اسناد المهمة الى رئيس الحزب، رئيس الوزراء بالوكالة المنتهية ولايته ايهود اولمرت.
لكن وفدا من حزب العمل الذي فاز بعشرين مقعدا اقترح في المقابل على الرئيس الاسرائيلي ان يسمي رئيس الحزب عمير بيريتس.
واثر اللقاء، صرح نائب كاديما روني بار-اون للصحافيين «نامل ان يتمكن اولمرت من تشكيل اوسع ائتلاف ممكن، لانه سيتيح مصالحة بين الشعب بعد الانتخابات وسيضمن الاستقرار ويستطيع اتخاذ قرارات».
وقال «نامل تاليا ان يستمر هذا الاتئلاف حتى نهاية الولاية التشريعية في تشرين الثاني 2010».
وقال شيمون بيريز الرجل الثاني في كاديما للاذاعة العامة الاسرائيلية ان المهم بالنسبة الى هذا الائتلاف هو ان «تتقدم اسرائيل نحو السلام وترسم حدودها الدائمة وتنجح في ارساء العدالة الاجتماعية».
وينوي كاديما الامساك بخيوط اللعبة السياسية عبر الاحتفاظ بحقيبة المال الاساسية.
ولهذه الغاية، التقى اولمرت امس الحزبين المتشددين شاس (12 نائبا) واليهودية الموحدة للتوراة (6) اللذين قد ينضمان الى ائتلافه مع حزب المتقاعدين (7).
من جهته، اكد الامين العام لحزب العمل ايتان كابيل للصحافيين اثر اللقاء مع كاتساف ان بيريتس المسؤول النقابي السابق «يمثل الخيار الافضل لترؤس حكومة تلبي تطلع الناخبين الى تبني سياسة اجتماعية شجاعة».
ويستند هذا المطلب الى ان الاسرائيليين رفضوا خلال العملية الانتخابية السياسة الليبرالية التي جسدها وزير المال السابق زعيم تكتل ليكود (يمين) بنيامين نتانياهو، الخاسر الاكبر في الانتخابات.
ورفض بيرتس حتى الان لقاء اولمرت وخصوصا ان بيريتس يطالب بتولي وزارة المال لتحقيق برنامجه الاجتماعي.
لكن المحللين يرون ان فرصه معدومة لتشكيل حكومة وهو يسعى الى رفع سقفه السياسي.
وينهي كاتساف استشاراته مع مختلف الاحزاب في 12 نيسان.
من جهتها، اجتمعت كتلة ليكود امس في تل ابيب لتحديد الشخصية التي سترشحها لتولي رئاسة الوزراء.
وفي حال وقع اختيار كاتساف على اولمرت كما هو متوقع، فامام الاخير 28 يوما لتشكيل الحكومة مع مهلة اضافية من 41 يوما قبل ان ينال لاحقا ثقة البرلمان.
لكن مهمته لن تكون سهلة لان عدد الحقائب الوزارية التي سيتم تقاسمها لا تتجاوز 21 بحسب القانون، فضلا عن ان تحديد البرنامج الوزاري سيتطلب مفاوضات شاقة.
وميدانيا، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية امس ثلاثة فلسطينيين بعد الاشتباه في انهم تسللوا الى اسرائيل لتنفيذ اعتداء في بلدة بيسان (شمال).
ولفت متحدث عسكري الى اعتقال شاب فلسطيني عند حاجز عسكري في شمال الضفة الغربية، وفي حوزته كيلوغرامان من المتفجرات.
واعلن وزير شؤون الاسرى الفلسطيني وصفي كبها ان ثلاثة معتقلين فلسطينيين اصيبوا برصاص مطاطي في مواجهات مع عناصر من مصلحة السجون الاسرائيلية اقتحموا فجر امس سجن النقب جنوب اسرائيل لنقل معتقلين.
وقال كبها ان «نحو خمسة الآف عنصر من الشرطة والوحدات الخاصة مزودين بالهراوات والغاز المسيل للدموع اقتحموا فجر امس قسما في سجن النقب ورشوا المعتقلين بالغاز المسيل للدموع قبل البدء بنقل عدد كبير من الاسرى الى جهات مجهولة».
واضاف الوزير الفلسطيني ان المعتقلين «رفضوا اجراء النقل هذا الذي سيطال 700 منهم من النقب الى سجون اخرى داخل اسرائيل»، موضحا ان «يعقوب غانوت رئيس مصلحة السجون الاسرائيلية يقف على رأس هذه الحملة».
واكد كبها ان «الوضع في سجن النقب خطير»، موضحا ان ادارة السجن الذي يضم 1900 معتقل «قامت خلال الساعات الماضية بتزويد ابراج المراقبة على السجن بخراطيم لرش الغاز على الاسرى ونشرت آلافا من عناصر شرطة القمع بين اقسام السجن».
واوضح ان «هذا الاجراء يأتي بعد ان تم نقل صلاحية ادارة السجن الشهر الماضي من الجيش الاسرائيلي الى مصلحة السجون الاسرائيلية المعروفة بتشددها ضد المعتقلين الفلسطينيين».
وتابع ان «ادارة السجن قطعت الماء والكهرباء عن المعتقلين وبدأت بتحطيم الخيام ونقل المعتقلين بالقوة والضرب المبرح»، معتبرا ان ذلك يندرج في اطار «خطة معدة مسبقا من ادارة السجون الاسرائيلية تهدف الى اذلال المعتقلين وخلق حالة عدم استقرار في السجون لدى الاسرى الفلسطينيين».
واوضح ان وزارة شؤون الاسرى الفلسطينية بدأت اتصالات مع منظمات حقوقية وانسانية للتدخل لوقف الممارسات الاسرائيلية ضد الاسرى الفلسطينيين.
من جهته، اعتبر نادي الاسير الفلسطيني ان سجن النقب «جريمة نكراء» تندرج في «مسلسل الجرائم التي تواصلها السلطات اسرائيلية ضد شعبنا وهي ممارسات همجية منافية لكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بمعاملة الاسرى وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة».
وباشر ممثلو اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط امس في عمان اجتماعا مخصصا لمناقشة المساعدة الدولية للفلسطينيين، وفق ما افاد مصدر دبلوماسي.
واكد مصدر في السفارة الاميركية في عمان هذا الاجتماع الذي اعلنته واشنطن، لكنه لم يدل باي تفاصيل اخرى.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم ايرلي اعلن الجمعة انعقاد الاجتماع في عمان على مستوى الموفدين لمناقشة «كيفية مساعدة الشعب الفلسطيني».
ويمثل الولايات المتحدة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش الذي وصل الى الاردن امس واجرى محادثات مع رئيس مجلس النواب عبد الهادي المجالي تناولت عملية السلام في الشرق الاوسط.
واوقفت الولايات المتحدة مساعدتها المباشرة للسلطة الفلسطينية اثر فوز حركة المقاومة الاسلامية حماس التي تعتبرها واشنطن «ارهابية» في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في كانون الثاني الفائت.
لكنها اعربت عن استعدادها لابقاء مساعدة انسانية غير مباشرة للفلسطينيين عبر وكالة الامم المتحدة لغوث اللاجئين (الاونروا) او الوكالة الاميركية للتنمية الدولية التي تمول منظمات غير حكومية تعمل في الاراضي الفلسطينية. واوضح مسؤول في الخارجية الاميركية طلب عدم كشف هويته ان واشنطن ترغب في «اعادة تقويم برنامج مساعداتها لتجنب وزارة الخارجية الفلسطينية» التي تولاها محمود الزهار.
ودعا الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم وزير المالية والصناعة الاماراتي نائب حاكم دبي امس اللجنة الرباعية الى دعم خيار الشعب الفلسطيني الديموقراطي واختياره حركة المقاومة الاسلامية حماس لتشكيل حكومته.
وذكرت وكالة انباء الامارات ان الشيخ حمدان ادلى هذه التصريحات خلال مباحثات في دبي مع مبعوث اللجنة الرباعية الخاص الى فلسطين جيمس ولفنسون تم خلالها «استعراض اخر تطورات الوضع الفلسطيني في ضوء فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية وتشكليها الحكومة الفلسطينية الجديدة».