هآرتس

ألوف بن

أي رئيس حكومة سيكون إيهود أولمرت؟ فالمساعدون، المستشارون والمسؤولون الكبار الذين عملوا معه في الأشهر الأخيرة، يصفونه قبل كل شيء كمدير حازم، يجب أن "يقطع" بسرعة وينهي أي نقاش بقرار واضح. لا يشبه سابقه آرييل شارون، الذي كان يتراجع عن اتخاذ قرارات ويفضل الاحتفاظ لنفسه بعدة أساليب عمل حتى اللحظة الأخيرة.
مثل شارون، يعتبر أولمرت قبل كل شيء نموذج زعيم غير مغالٍ يعمل بتأن في الأوضاع الصعبة.
هذا هو النموذج الذي حاول بثه في الحملة الانتخابية، وقد نجح بشكل كبير، فلم يظهر عليه الخوف بعد الانتصار المفاجئ لحماس في الانتخابات الفلسطينية، وتجاهل استفزازات خصمه بنيامين نتنياهو.
المشكلة في هذا النهج هي أن عدم الاكتراث قبل الانتخابات يوجد صعوبة في إخراج الناخب من منزله إلى الصناديق. لأنه إذا كان المرشح غير مكترث، فالمصوتون غير مكترثين.
أولمرت يمنح حرية العمل لمساعديه والمسؤولين الذين اكتسبوا ثقته، لكنه يحتفظ بالكلمة الأخيرة.
شارون اعتاد قراءة ملخص المناقشات الذي أعده مساعدوه. أولمرت يكتفي بعدة نقاط، ويوجز بنفسه الجلسات. من المهم له إظهار القيادة واتخاذ قرار وفقاً لرأيه، أكثر من تحقيق الاتفاق مع الجالسين في الغرفة. الرسائل السياسية التي قدمها في الحملة الانتخابية صاغها بنفسه، باسشارة دوف فايسغلاس، وكتب بيده على صفحة كبيرة. وهو يفضل الخطابات الارتجالية.
سنواته الطويلة في السياسة منحت أولمرت المعرفة المعمقة مع المنظومة الجماهيرية الاقتصادية في اسرائيل. فهو يعرف جيداً الوظائف الحكومية الكبيرة، وطاقم الأعمال، رؤساء البلديات، الضباط الكبار والديبلوماسيين الأجانب. لديه ذاكرة جيدة، وهو يشدد دائماً على الاهتمام بالحياة الشخصية لمحاوره. النتيجة أن أولمرت سلس جداً، وكل من يريد إسماع رأيه يمكن الوصول إليه. ليس له "فلاتر" (مصافي) وغير منعزل. يومه مكتظ باللقاءات من الصباح حتى المساء.
كسياسي يظهر أولمرت أهمية كبيرة للتنسيق مع المجتمع الدولي. في القرارات التي اتخذها، بشكل خاص بالنسبة لحكومة حماس، اهتم بالتفاهم المسبق مع الإدارة الأميركية وكان على اتصال مع العواصم الأساسية في أوروبا ومع تركيا، الأردن ومصر. يريد أولمرت أن تسود "صحبته" أيضاً على العلاقات الخارجية لاسرائيل. فهو يعتقد أن الصداقة الشخصية مع قادة العالم، ستجني ثماراً سياسية.
من الممكن التقدير، انه سيكون منصتاً كسابقه لصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. أولمرت يفهم ويدرك، أن نجاحه في المنصب مرتبط بشكل كبير بالتأييد الأميركي.
نقطة ضعف أولمرت تتعلق بعلاقاته مع وسائل الاعلام. فهو يشعر انه ملاحق بسبب المقالات التي نشرت عنه، وهو أظهر ميلاً مبالغاً فيه نحو السرية والكتمان. جدوله الزمني محجوب عن الصحافيين، وأولمرت يسرع إلى فرض تعتيم على المناقشات السياسية العادية. سيجد صعوبة بالتصرف هكذا لفترة طويلة. على ما يبدو أيضاً سيتعلم أنه من حين لآخر من الأفضل تأجيل قرارات و"ترك الحياة تنظم نفسها" من دون تدخل.