زياد حيدر ،السفير

تعمل سوريا على إنضاج مبادرة سياسية تهدف إلى احتواء المأزق العراقي بطريقة تسمح بتلاقي الجانبين العربي والإيراني على مصلحة واحدة، وتحظى في الوقت نفسه بقبول عراقي.
وقالت مصادر واسعة الاطلاع، ل<<السفير>> أمس، إن المبادرة، التي يعمل على بلورتها مكتب نائب الرئيس فاروق الشرع، تقوم على <<ثلاثة أهداف، أولها وضع جدول زمني لزوال الاحتلال الأجنبي عن العراق، وثانيا عمل الأطراف المعنية في هذه المبادرة، وهي هنا
السعودية ومصر وإيران وسوريا، على مكافحة العنف الدائر في العراق والتضييق عليه بشتى الوسائل، وثالثا دعم العملية السياسية والعمل على إنجاحها>>.
وتستند هذه الخطوة أساسا إلى <<قلق عربي انعكس بشكل واضح في قرارات القمة العربية الأخيرة وبلاغات الجامعة العربية من تنامي النفوذ الإيراني في العراق>>، بعد الإعلان عن قرب إجراء محادثات ثنائية إيرانية أميركية في الشأن العراقي.
وترى المصادر أن هذا الزخم الإيراني <<حفز الحالة العربية، بحيث بات مرغوبا أن يكون هناك موطئ قدم عربي أكثر ثباتا في العراق كي لا تنفرد إيران وحدها بتلك الساحة>>. وقد انعكس هذا الزخم في حلته السلبية أيضا <<قلقا عميقا من رد فعل عراقي محتمل تجاه التفرد الإيراني في الساحة العراقية>> <<يمكن أن يقود إلى نتائج وخيمة في السياق الأمني العراقي>>.
واعتبرت المصادر نفسها أن هذا التحرك <<ينسجم مع مصالح سوريا القومية، التي ترى في حالة التضامن العربي حول مختلف المواضيع أساسا لحلها، وأيضا (أساسا) لمصالحها المرتبطة بإيران أيضا>>، مشيرة إلى أن الاعتقاد السائد بأن الحوار الإيراني الأميركي لن يسفر عن نتائج تذكر أكد ضرورة إيجاد مخرج سياسي يسمح بتوافق مصالح الأطراف المختلفة.
وتشير تحركات الشرع في الأيام الأخيرة إلى إطلاع كل من الجانبين السعودي والمصري من جهة، والإيراني من الجهة الأخرى، على نتائج النقاش حولها، وإن لم تتوفر معلومات حول المسافة التي قطعتها هذه المبادرة.