جانبلات شكاي

اتهم مراسل التلفزيون و«وكالة الانباء السورية» في بغداد، زياد المنجد، القوات الاميركية في العراق بغض النظر عن نشاط مجموعات مسلحة تنشط في مجال السلب والنهب والاختطاف، كانت وراء اختطافه والكاتب والمحلل السياسي العراقي وليد الزبيدي، الاسبوع الماضي، خلال توجههم الى دمشق.
واكد المنجد لـ «الرأي العام»، ان «المقاومة العراقية بريئة من نشاط هذه المجموعات»، معتبرا ان «وجودها انما يسيء الى سمعة المقاومة الوطنية».
وروى الصحافي، الذي كان يحسب على المعارضة في ما مضى وكان يشغل منصب المسؤول الاعلامي للرئيس السابق امين الحافظ، قصة خطفه والزبيدي، وقال: «كنا مدعوان لالقاء محاضرة في دمشق عن واقع ومستقبل الاحتلال الاميركي في العراق، انا والاستاذ وليد الزبيدي، ولعدم توافر امكانية السفر جوا بسبب الضغط، لجأنا الى الطريق البري، حيث انطلقنا نحو منتصف نهار الثلاثاء الماضي الى دمشق عبر طريق الفلوجة».
واضاف: «بعد اجتياز الرمادي وعند مفرق هيت او مفرق الـ 35 كيلومترا، اوقفتنا سيارة تقل مسلحين ملثمين، فتمت عملية خطفنا بعد ما وضعنا في صندوق السيارة لمدة 45 دقيقة، الى منزل ريفي، وهناك احتجزنا في زريبة اغنام صغيرة», واكد ان «الخاطفين كانوا عراقيين من لهجتهم، لكن لم يتسن لنا رؤية وجوههم، وابلغوننا بأننا في طريقنا الى مكان اقامة الحجي، وهو من سيقرر مصيرنا في اطلاقنا او غير ذلك».
واضاف: «مساء حقق معنا الحجي، وسألنا عن علاقاتنا مع الاميركيين وبالحكومة العراقية، فكان ردنا واضحا بان موقفنا من الاحتلال معروف، ونحن مستقلون من الناحية السياسية، وكنا بصدد التوجه الى دمشق للتحدث عن القضية نفسها».
ونقل المنجد عن الحجي، انه «سينقل كلامنا الى المحكمة الشرعية التي ستقرر مصيرنا ليلا», واضاف: «لم يأت الرد حتى ظهر اليوم التالي، وكان صاعقا بالنسبة الينا، اذ اكد الحجي ان المحكمة حكمت علينا بالاعدام او بدفع فدية تصل الى 250 الف دولار».
وقال المنجد: «اجبته بالقول اني لا املك منها 250 دولارا، وحتى لا اعذبكم وتعذبونني فأنا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، واطلب تنفيذ الحكم», واضاف: «تدخل الزبيدي هنا وقال انه على استعداد لدفع فدية تصل الى 15 الف دولار، عنا نحن الاثنين، لكن الحجي قال له: لا تتحدث عن اقل من مئة الف دولار، ونحن سنترككم لثلاث ساعات لنأخذ جوابكم الاخير، واضاف مهددا: ستنقلان الى المسلخ لتريا المعاملة التي تستحقونها».
واوضح انه اكتشف في تلك اللحظة ان «ليس لهم اي علاقة بالمقاومة العراقية، وانما هم عبارة عن عصابة سلب ونهب وخطف تنشط في تلك المنطقة، وعلى علاقة بالقوات الاميركية على الارجح باعتبار انهم استخدموا اصفادا مشابهة لتلك الموجودة لدى الاميركيين، لتكبيلنا», موضحا ان «المفاوضات كانت انتهت قبل ان يغادروا على مبلغ 50 الف دولار».
وتابع المنجد: «عاد خاطفونا في اليوم الثالث، موافقين على مبلغ الـ 50 الفا، وبعد ان تم الاتفاق على طريقة الدفع ومكان التسليم، تركونا لوحدنا نحو ثلاث ساعات، ليرجعوا مرة اخرى ويطلبوا منا ابلاغ اقارب الزبيدي انه تم الافراج عنا», وقال: «رفض الزبيدي تنفيذ مطلبهم الا بعد اطلاقنا، وفعلا وضعونا ثانية في صندوق احدى السيارات ليرمونا بعد فترة على الطريق، وكنا معصوبي الاعين ومقيدين، لكنهم تركوا معنا جهاز ثريا، اتصلنا بواسطته على زملاء لنا جاؤوا الينا لاحقا واقلونا».
وذكر المنجد ان خاطفيهم قاموا بتعذيبهم: «في اليوم الاول تعرضت للضرب بالبنادق الالية التي كانوا يحملونها، كما اني ما زلت لا اسمع باذني اليمنى نتيجة ما تعرضت له», واوضح ان «اي شخص سواء من قوات الامن العراقية او القوات الاميركية لم يحقق معهم، وكان سكان المنطقة ابلغونا ان من خطفهما معروفون ويزاولون نشاطاتهم بالقرب من القوات الاميركية من دون ان تعترضهم، وما يقومون به انما يشكل اكبر اساءة لصورة المقاومة الوطنية».
وخلص الى القول، «لا اعرف الى الان لماذا تم خطفنا، او اذا ما حصلت العملية مصادفة», وذكر ان «اي انسان في العراق يتوقع ان يتعرض لظروف مماثلة لتلك التي حصلت معنا (,,,) واعتقد انه على الاقل سأبقى بضعة شهور في دمشق».
وانتقد المنجد المعاملة الرسمية للسوريين في العراق، وقال: «خلافا للترحيب الذي يجده العراقي في سورية، فإننا نعامل مثل اي مواطن اجنبي من حيث استصدار اجراءات الاقامة في شكل معقد» واوضح: «انا معتمد رسميا من قبل سفارة بلادي في بغداد، الا اني ألقى اجراءات معقدة».
وفي مقابل الصعوبات السابقة، تحدث المنجد عن مساحة الحرية التي يعمل فيها داخل العراق، وقال انه «والى الان لم يسأله احد في العراق عن عمله وعما ينشره ويبثه عبر رسائله التي تظهر على شاشة التلفزيون السوري», واضاف: «لم يحذرني ولم ينبهني احد رغم اني معروف بأني اذكر في رسائلي الاحتلال باسمه، واتحدث عما يتعرض له الشعب العراقي من معاناة ومأساة».
وعن رأيه في مستقبل العلاقات السورية ـ العراقية كمراقب للوضع من داخل العراق، اعلن: «لا ننسى ان لاميركا دورا في السياسة العراقية، شئنا ام ابينا، ونحن في سورية مستهدفون من قبل اميركا، وبالتالي فإن تحسن العلاقات السورية ـ العراقية لن يجد طريقه الى النور من دون الموافقة الاميركية».