فقدت الاوساط الثقافية والادبية على الساحتين السورية والعربية علما من كبار الادباء والشعراء العرب، الأب الأكبر لقصيدة النثر العربية، الشاعر والاديب والكاتب المسرحي محمد الماغوط الذي توفي بعد ظهرالاثنين عن عمر يناهز 72 عاما. وقد نعت وزارتا الاعلام والثقافة واتحاد الكتاب العرب في سورية الشاعر والاديب لكبيرالذي نال قبيل رحيله جائزة سلطان العويس للشعر العربي. ويعد الراحل الماغوط، الذي قال في احدى مقالاته "أنا ضد أن نعالج الاشياء من خلال مظهرها ويجب أن نغوص الى الاعماق"، من أبرز القامات الادبية والشعرية والمسرحية على الساحة العربية وأحد الكتاب الاوائل ممن مضوا بقصيدة النثر نحو فضاءات جديدة وصاحب قلم مميز بأفكار خلاقة استثنائية في كتاباته الصحافية التي نشرت في صحف محلية وعربية عدة حيث غلب عليها الطابع الوطني والقومي ولاقت استحسان واعجاب جمهور القراء العرب في مختلف بلدانهم. كما أبدع الراحل في مختلف كتاباته حيث الف مسلسلات ومسرحيات عدة وكتب في الرواية والشعر والمسرح والمقال الادبي وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب. ومسرح الماغوط كان مغموسا في ماسي وامال وأحلام الشباب العربي بطابع ومضمون وطني محاولا فهم سر كل ما يعانيه الوطن من خلال لغة ابداعية متقنة والتي كان لها الفضل الاكبر في ولادة مسرح جديد عرفته سورية وباقي الدول العربية طوال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. كما عكست مسرحيات الماغوط هموم المواطن العربي اليومية وطموحاته في الوصول الى ما يبتغي ويصبو اليه من خلال اهتمام تلك المسرحيات بالجزئيات الصغيرة التي تهم الانسان باعتبارها نواة للقضايا الكبرى.

يعرف الجميع أن محمد الماغوط يعتبر الأب الأكبر لقصيدة النثر العربية.. وقد ساهم في تطويرها الى جانب الشاعر اللبناني أنسي الحاج وعبر مجلة يوسف الخال "شعر"... ويعتبر "حزن في ضوء القمر" و"غرفة بملايين الجدران فتحا جديدا في الذائقة الشعرية. وفي مسرحيته "العصفور الأحدب" يكشف الماغوط عن شعرية حقيقية ومتجاوزة للكتابة الشعرية في خمسينات القرن الماضي. ومن اهم مؤلفاته المسرحية الناقدة "ضيعة تشرين" و"شقائق النعمان" و"الارجوحة" و"غربة" و"كاسك ياوطن" و"خارج السرب". ومن اهم المسلسلات التلفزيونية التي الفها "حكايا الليل" و"وين الغلط" و"وادي المسك" و"حكايا الليل". ومزج الماغوط في اعماله بين السخرية ووصف مشاكل المجتمع ومعاناته مبرزا ما كان يعتبره انحلالا اخلاقيا بين حكام المنطقة. واشترك الماغوط من الممثلين السوريين دريد لحام ونهاد قلعي لانتاج مجموعة من اشهر الاعمال المسرحية التي لاقت استحسان النقاد مثل مسرحية "غربة". وكتب الماغوط في احدى قصائده "ايها المخبرون.. يا رجال الانتربول في كل مكان.. عبثا تبحثون عن الجريمة الكاملة.. فما من جريمة كاملة في هذا العصر..الا أن يولد الانسان عربيا".

نبذة عن حياته

ولد الماغوط عام 1934 في السلمية التابعة لمحافظة حماه (210 كم شمال العاصمة دمشق). درس في كلية الزراعة وانسحب منها رغم تفوقه، مؤكدا ان اختصاصه هو "الحشرات البشرية وليس الحشرات الزراعية" وذهب الى دمشق عام 1948. وفي عام 1955 سجن في سجن المزة قرب دمشق لانتمائه الى الحزب القومي السوري الاجتماعي وكتب مذكراته على لفائف السجائر وعند خروجه ذهب الى بيروت ثم عاد الى دمشق وكتب في المسرح والسينما. وللماغوط ابنتان شام وسلافة، الاولى في الولايات المتحدة والثانية في بريطانيا. وينتظر وصول ابنتيه لدفنه في السلمية. ومن اهم اقواله "بدأت وحيدا وانتهيت وحيدا"، و"انا ضد ان نعالج الاشياء من خلال مظهرها ويجب ان نغوص الى الاعماق " .

وزارتا الاعلام والثقافة تنعيان الراحل

قال الدكتور محسن بلال وزير الاعلام"برحيل اديبنا المبدع محمد الماغوط فقدنا واحدا من ابرز رجالات الثقافة العربية المعاصرة حيث اعطى من روحه المبدعة تجربة شعرية خاصة ومدرسة في المسرح كما كان صحافيا بارعا وذا أسلوب يتفرد به عبر مقالاته فاضاف الى ثقافتنا واعلامنا العربي ثروة ابداعية ستبقى لاجيالنا القادمة".واضاف الوزير بلال ان الراحل الماغوط قيمة فكرية وابداعية ووطنية ساهمت في اغناء الحياة الادبية والمسرحية العربية. ولفت الدكتور بلال الى ان نتاج الماغوط الابداعي المتنوع في الصحافة والمسرح والشعر والسينما عكس صورة الواقع العربي بكل صدق وعمق وانتماء بهدف الوصول الى مستقبل عربي مشرق. وفي تصريح اخر لوزير الثقافة الدكتور رياض نعسان اغا قال" فقدت الامة العربية مبدعا كبيرا من رواد الشعر والمسرح والمقالة حيث جدد بشعره القصيدة العربية وقدم نموذجا لشعر حداثي جديد مشكلا مدرسة خاصة به..اننا نعرف قصيدته ولو أنه اغفل توقيعها كما كانت تجربته المسرحية متميزة بالتراجيديا السوداء. وهي تعيد انتاج الحياة على الخشبة برؤية نقدية ساخرة كما كانت مقالاته تشرح الواقع العربي بسخرية مرة تنبت منها اشجار الامل.واضاف وزير الثقافة...تجربة الماغوط جديرة بان تدخل الثقافة الانسانية بكل جدارة ومعها اديبنا الراحل كأحد كبار المبدعين الانسانيين فى عالمنا المعاصر.

من جهته وصف الاديب والروائي الكبير حنا مينه الراحل الكبير محمد الماغوط بانه كان شاعرا كبيرا ومسرحيا كبيرا وعبقريا له فى جنون العبقرية غزل مجنون وانه في المبضع الاصيل الجارح كان يفقأ الدمامل للذين لايعملون لمصلحة الوطن والشعب اللذين نفديهما بنور العيون. واضاف مينه فى تصريح للوكالة العربية السورية للانباء سانا كان الراحل الكبير محمد الماغوط شاعرا عبقريا نادرا في العبقريات تصرخ في قافلته المدماة المجنحة الكبرياء قائلة انا هنا رجوة حق فى تباب حق غلابا يوخذ وغلابا يسمو وهذه الصرخة المتضرمة المدوية المجلجلة المنضرة العنيفة الغضوم هى صرخة شاعرنا الكبير الحبيب المرحوم محمد الماغوط. واضاف ستستمر هذه الصرخة ما استمر عطاء الشاعر العبقرى وهذا العطاء سيستمر في ان تكون له الصحة والعافية ولكن القدر شاء ان يأخذ به الى الملا الاعلى تاركا وراءه الكثير الكثير من الاصدقاء والاحباء فى سورية خصوصا وفى الوطن العربى الكبير عموما وفى العالم كله. وقال مينه رحم الله العبقري الكبير المرحوم محمد الماغوط الذي اختطفه الموت فجأة وتركنا نحن اصدقاءه فى حيرة من أمرنا لانملك الا التسليم بقضاء الله وقدره. واضاف مينه لقد اهتمت سورية بفقدان هذا الشاعر الكبير والمسرحي الكبير اهتماما مشكورا كما اهتمت اهتماما كبيرا مشكورا برحيل هذا الاديب الكبير النادر امثاله من اصحاب العبقريات.

الجوائز التي نالها الراحل

نال الماغوط عدة جوائز عن مجمل أعماله الشعرية والمسرحية ومن تلك الجوائز حصوله على جائزة العويس 2004-2005 في حقل الشعر كما تم تكريمه في العام 2002 في حفل أقيم في مكتبة الاسد بدمشق بمناسبة صدور ديوانه حطاب الاشجار العالية ضمن منشورات كتاب في جريدة كما كرم الراحل في مسقط رأسه مدينة السلمية التي اهدته مهرجانها الشعري السنوي عام 2004 والذي يقيمه المركز الثقافي في السلمية.

كما نالت معظم أعماله القصصية والمسرحية والشعرية جوائز في مهرجانات عربية ودولية تناولتها أقلام النقاد في صحف عربية وأجنبية وتكلمت باستفاضة عن مسرح الماغوط الذى اسس لحقبة جديدة من تحفيز الشارع العربى وتوعيته تجاه القضايا الملحة والراهنة التى تتهدد حياته ومستقبله.

وحاز الماغوط من خلال كتاباته التى امتلات بالحس الوطنى اعجاب وتقدير معاصريه من الشعراء والكتاب والقراء حيث استطاع أن يخلق نوعا من الحراك الثقافى لدى جمهوره الذى ينتمى الى مختلف الاعمار الثقافات

وترجمت دواوينه ومختارات له ونشرت فى عواصم عالمية عديدة اضافة الى دراسات نقدية وأطروحات جامعية حول شعره ومسرحه.

وكان رئيس الجمهورية السوري بشار الاسد قد اصدر مرسوما جمهوريا بمنح الاديب الكبير وسام الاستحقاق من الدرجة الممتازة. وقبيل رحيله نال الماغوط جائزة سلطان العويس للشعر العربي.

من أهم أعماله:

حزن فى ضوء القمر شعر 1959

غرفة بملايين الجدران شعر 1964

العصفور الاحدب مسرحية 1976

المهرج مسرحية 1974

الفرح ليس مهنتى شعر 1970

ضيعة تشرين مسرحية مثلت على المسرح 1973/1974

شقائق النعمان مسرحية

الارجوحة رواية 1992

غربة مسرحية مثلت على المسرح 1976

كاسك يا وطن مسرحية مثلت على المسرح 1979

خارج السرب مسرحية 1999

حكايا الليل مسلسل تلفزيونى

وين الغلط مسلسل تلفزيونى

وادى المسك مسلسل تلفزيونى

الحدود فيلم سينمائى

التقرير فيلم سينمائى

سياف الزهور شعر

مسافر عربى فى محطات الفضاءمقالات

الاعمال الكاملة 1973

وصدر له فى عام 2006 نصوص شعرية