رامي عمران

ربما لأننا المقتاتون على الذكرى

ولسنا القادمين منها

ربما لأننا كلما أغوتنا التجربة

تباهينا بألمك

وامتهنا الهجاء

قررت أن تلملم غضبك الساحر

أن تطهر من عجزنا

مرارة قلمك

وتهجرنا

لنتبارى برثائك.

ربما لأنك كلما صرخت

تأوهنا: "يا ليل يا عين"

وشربنا نخب

مصائبنا

مللت أوجاعنا العاجزة

التي لا تستحق ألق الصراع.

ربما لأننا كلما غادرنا أحدكم

داهمنا الخواء...

رحلت لتنفض عنا

وهم الامتلاء.

ربما لأنك، أنت المنغمس، حتى الرعشة

في ألم الحياة

أخجلك أن تكون أيقونة لعقمنا

حرمتنا من أن نعزي أنفسنا برحيلك

ولم تترك لنا إلا أن نعزيك، راحلا، بأنفسنا