نجيب نصير

ليس المبدع نتاج موهبته وإخلاصه فقط، بل هو نتاج الجمع بينها وبين معرفته وقدرها بين الناس، أي وبطريقة أخرى تحقيق التواصل بين المبدع والمتلقي، ربما كان الماغوط من أواخر القامات العالية إبداعيا والتي أخذها الموت كما سيأخذنا جميعا ولكنه وقبل مغادرته دمشق قرع سؤالا / جرسا يتلخص في ما لو تساقط مبدعو خمسينيات القرن الماضي بسبب التقادم هل هناك من قامات موازية والتي يفترض ان تكون أعلى واهم تغطي هذا النقص الحاصل ؟؟؟؟ سؤال يتجه مباشرة إلى رحم الأمة هل عقمت ؟

لماذا ادونيس والماغوط ونزار قباني والعجيلي ومينة وغيرهم يبدون وكأنهم من صنف فريد من المبدعين ؟ أتى وعلى الرغم من مرور أكثر من نصف قرن لم يطاولهم أحد ( ولا اقصد هنا الإبداع الصلب بمفرده ولكني اقصد الإبداع ومعرفة هذا الإبداع وانتشاره )وهاهم يتناقصون بفعل الطبيعة ولا يعوضهم احد.

شاهدنا أمثلة من قبيل خلافة احمد عدوية لأم كلثوم، حيث يختصر الماضي تهافت الحاضر، وكأن بأم كلثوم ( مثلا طبعا ) هي نهاية الغناء وكذا الماغوط كإحدى نهايات الشعر أو السخرية أو المزاج السيئ.

ذهب الماغوط ولم يترك ورائه فراغا فالمبدعون كثر ولكن والغرابة هنا لا يملئون الفراغ كاملا، أوليس سؤالا محيرا ان لا نرى من يتجاوز الماغوط مع ان عصر مغادرته أغنى بكثير من عصر بدايات الماغوط، امن المعقول ان يكون لدينا ادونيس والماغوط والقباني من جيل الخمسينيات وليس لدينا من يكمل عنهم أو من يتجاوزهم؟ ما السر؟

انه جرس إنذار يقرع بلا هوادة ليس من اجل إملاء الفراغ فقط، بل من اجل مبدعين أرقى وقامات أعلى على الأقل لأن الماغوط وغيره من جيل الخمسينيات كانوا أساتذة لأجيال المبدعين القادمين، والأساتذة يصنعون من هم أقوى منهم، فلم هذا الفراغ الذي يتركه كل مبدع يرحل ؟؟؟ أين يكمن السر ؟ ربما في القعود عن الصراع أو الجدل أو الحوار !!! أو ربما هو نقص هنا أو هناك في وصفة ( روشتة ) الإبداع !!! هل هي الحرية ؟ هل هي الجرأة.الكبيرة ؟أم هي الجرأة.. على كسر التابو المقيم فينا إلى نهاية صلاحيتنا ؟؟؟ لا ادري...... وندري... وندري ... وتدرون جميعكم واحدا واحدا... والنعامة لا ترى الجرس لكنها تسمعه وتدركه ... وتبتسم ربما تملقا أو...........