تناضل الولايات المتحدة اليوم لإيجاد التوازن المناسب في سياستها المتعلقة بالهجرة.
شخصيا أنا أفضل جدارا عاليا مع بوابة واسعة جدا. حتى الآن لم يتمكن لا اقتراح الرئيس بوش بالسماح للأحد عشر مليون مهاجر بطريقة غير شرعية كي يبقوا على أساس مؤقت استنادا إلى تأشيرات، ولا الاقتراح المضاد الذي طرحه الجمهوريون المتشددون أن يرضياني، فنحن بحاجة إلى مزيج أفضل من الاثنين، مزيج يبقي أميركا أكبر مغناطيس جاذب للمهاجرين.. لماذا؟

أولا، أصبح العالم أكثر تماثلا ونتيجة لذلك فإن أعدادا اكبر من الناس في شتى أنحاء المعمورة قادرون على امتلاك نفس الأدوات التكنولوجية للابتكار وروح المبادرة. في عالم كهذا حيث الابتكار هو الأكثر أهمية، لأنه المجال الذي ستتحدد فيه أفضل الإدارات والبحوث والوظائف الخاصة بالباعة بالنسبة لأية شركة. وبسبب أن للولايات المتحدة ثقافة عميقة في مجال الهجرة فإن ذلك يقدم لها امتيازا كبيرا في عالم كهذا. وإذا كنا أذكياء فإننا نستطيع أن نأخذ القشدة الموجودة في العالم أكثر من أي بلد آخر وجلب هذه المواهب إلى أرضنا كي تبدأ في إنشاء شركات وتوفير وظائف للآخرين.

نحن انتقلنا من العصر الحديدي إلى العصر الصناعي ثم إلى العصر المعلوماتي ثم إلى عصر المواهب، وتلك البلدان التي تتمكن من استثمار المواهب البشرية هي التي كسبت موقعا متميزا اليوم.

ثانيا، يساعد التدفق المستمر للمهاجرين على جعل المجتمع مرنا وذا روح تنافسية. وفي هذا العالم الذي أصبح مسطحا هناك أناس أكثر من أي وقت سابق قادرون على اتقان التكنولوجيا، لذلك فإن أي عمل قابل للإنجاز بفضل التكنولوجيا المتوفرة من قبل شخص ما، ومن مكان ما. والسؤال الوحيد هو ما إذا كان يمكن إنجازه من قبلك أو هو من أجلك، وكلما كان المجتمع أكثر انفتاحا جاء إليه أناس جدد أكثر مع أفكار جديدة، وكلما زادت كمية الخدمات التي تنجز من قبلك أو لأجلك. علينا ألا نرحب بالمهاجرين المتعلمين فقط بل بالعمال أيضا، ليس لأننا بحاجة إلى عمال يدويين بل لأنهم يجلبون لنا طاقة مهمة، فمثلما يقول المقاول الأميركي ـ الهندي فيفك بول: «ما يدفعك لترك مجتمعك وراءك هو الحافز القوي، سواء كنت طبيبا أو حدائقي، للنجاح في حياتك».

لا يمكن اعتبار العفو المقدم على ما يقرب من أحد عشر مليون مهاجر لا شرعي حلا مثاليا، إنه سيكافئ التصرفات غير الشرعية، لكن طالما أننا لن نقوم بطردهم جميعا فإن حلا قريبا لما اقترحه أرلين سبكتر في مشروعه المقدم للكونغرس هو الأكثر صوابا: يستطيع المهاجرون اللاشرعيون الذين قدموا قبل السابع من يونيو 2004 أن يقدموا طلبا للحصول على تأشيرات عمل ـ زيارة أمدها ثلاثة أعوام، وأي تجديد لها يقابله دفع غرامة قدرها 1000 دولار بشرط أن ينجح في الفحص الذي يجري لخلفيته. وبعد ستة أعوام وفي حالة تعلم المهاجر قدرا كافيا من الانجليزية ودفع غرامة 1000 دولار مع دفع الضرائب فسيكون بإمكانه أن يقدم طلبا للتجنس.

لكن لأنني إلى جانب الهجرة فأنا أفضل أيضا وجود جدار عال، إذا لم يكن حقيقيا فإنه يجب أن يكون على الأقل من خلال استصدار بطاقة تعريف وطنية لكل الأميركيين، وبدونها لن يكون بإمكانك أن تحصل على عمل شرعي أو الاستفادة من الخدمات الحكومية.

أنا مع المقترح القائل إن أية سياسة خاصة بالمهاجرين يجب أن تجيب عن سؤالين: هل هي توفر جدارا حقيقيا؟ وهل هي توفر بوابة واسعة حقيقية؟