اسعد تلحمي (الراصد للتوثيق الاعلامي)

رأت أوساط رفيعة المستوى في حزب «كديما» المرشح رئيسه ايهود اولمرت لتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة في فوز الحزب بمقعد إضافي في الكنيست الجديد وفوز حليفه العتيد في الحكومة حزب «ميرتس» اليساري بمقعد آخر، دعماً جدياً للائتلاف الحكومي المقبل بداعي ان المقعدين الاضافيين يوفران «غالبية برلمانية يهودية مطلقة» من 61 نائباً لمشروع أولمرت للانسحاب الأحادي من مستوطنات صغيرة في أعماق الضفة الغربية وتجميع مستوطنيها في الكتل الاستيطانية الكبرى المزمع ضمها الى حدود اسرائيل وفقاً لرؤية الاحزاب الصهيونية كافة. ويفترض ان تستند هذه الغالبية الى نواب «كديما» الـ29 ونواب «العمل» الـ20 ونواب «ميرتس» الخمسة.

ويعني أقطاب «كديما» لدى حديثهم عن «غالبية يهودية مطلقة» ان خطة اولمرت تحظى بتأييد 29 نائباً سيمثلون «كديما» في الكنيست الجديد و20 نائباً يمثلون «العمل» و7 نواب يمثلون حزب «جيل» (المتقاعدون) و5 نواب حزب «ميرتس»، فيما يعارضها 50 نائباً يمثلون أحزاب اليمين المتشدد والمتدينين والمستوطنين، أما نواب الأحزاب العربية التسعة فلم يسألوا عن رأيهم وثمة انطباع لدى قادة «كديما» بأن بعض هؤلاء النواب قد يدعم خطة اولمرت أو يمتنع.

وكان فرز اصوات نحو مئتي ألف من المصوتين من الجنود والسجناء والديبلوماسيين، مساء أول من أمس أحدث بعض التغيير في توزيع المقاعد، وقد جاءت نهائياً على النحو التالي: «كديما» (29)، «العمل» (20)، «ليكود» (12)، «شاس» (12)، «اسرائيل بيتنا» (11)، «الاتحاد القومي - مفدال» (9)، «جيل - المتقاعدون» (7)، «يهدوت هتوراة» (6)، «ميرتس» (5)، «العربية الموحدة - العربية للتغيير» (3)، «الجبهة الديموقراطية» (3)، «التجمع الوطني الديموقراطي» (3).

في غضون ذلك، تواصلت لعبة «شد الحبل» بين الحزبين الكبيرين «كديما» و «العمل» تمهيداً لانطلاق المفاوضات الائتلافية وشروع الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف في اللقاءات مع رؤساء جميع الاحزاب ليستمع منهم عن مرشحهم المفضل لرئاسة الحكومة الجديدة.

وعلى رغم ان ترؤس أولمرت الحكومة المقبلة هو الخيار الواقعي الوحيد، إلا ان أوساط حزب «العمل» نجحت في إثارة حنق أولمرت بتسريبها الى وسائل الاعلام كلاماً عن محاولات قادة «العمل» لتشكيل حكومة برئاسة عمير بيرتس وانه بدأ اتصالاته مع الأحزاب للاطلاع على موقفها من هذه المسألة.

وأفادت تقارير صحافية ان بيرتس يحاول حشد تأييد الحزبين الدينيين المتشددين «شاس» و«يهدوت هتوراة» لحكومة برئاسته تضع على رأس اهتماماتها القضايا الاجتماعية الساخنة، لكن زعيم «شاس» ايلي يشاي سارع الى الاعلان ان مسألة دعم بيرتس لرئاسة الحكومة ليست واردة، كذلك قادة «يهدوت هتوراة» المعروفون بتشددهم في المسائل السياسية ولا يمكن ان يلتقلوا مع برنامج «العمل» السياسي. وجاء رد أولمرت على بيرتس غاضباً إذ هدد باستثناء كل حزب يمد يده لحزب «العمل» لتشكيل حكومة معرباً عن ثقته بأنه سيشكل حكومة ذات قاعدة برلمانية متينة، ملمحاً الى انه يفضل شخصياً حزب «اسرائيل بيتنا» على المتدينين الحرديم (شاس ويهدوت هتوراة) لاعتقاده ان زعيمه افيغدور ليبرمان سيكون موالياً حقيقياً له في حال دخل التوليفة الحكومية.