نشرت الصحف الاسرائيلية مطلع هذا الاسبوع اكثر من تقرير عن الازمة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها غزة والتي تهدد "بكارثة انسانية" تشكل تحدياً امام حكومة "حماس".

وبالامس نشرت صحيفة "معاريف" مقالا لرافي بوخنيك وهو مسؤول سابق في المخابرات العسكرية، توقع فيه سقوط حكومة اسماعيل هنية قريبا، وننقل بعض ما جاء فيه: "الخط الحذر الذي ينتهجه اسماعيل هنية وجماعته بتوجيه من خبراء في العلاقات العامة والذي يبرز في سلسلة التصريحات شبه البراغماتية في ما يتصل باسرائيل، هدفه قبل اي شيء آخر تكوين صورة معتدلة عن الحركة في ذهن المجتمع الدولي. نستثني من ذلك محمود الزهار المتطرف في آرائه الذي يعتبر تعيينه بمثابة جائزة للنواة المتطرفة في حماس.

ورغم ذلك امام حكومة هنية القليلة الخبرة في مواجهة الحقائق الداخلية والاقليمية سلسلة من العوائق سيصعب عليها تجاوزها. فرحة الابتهاج بالنصر ولت، والمهمات اليومية بدأت تؤرق هنية في الوقت الذي بات واضحا تصاعد ازمة انسانية في صورة مذهلة.

ان الحظر غير الرسمي المفروض من اطراف في الساحة الدولية على حكومة حماس بدأ يعطي ثماره اسرع من المتوقع. ويجب ان نضيف الى ذلك الموقف المتحفظ للمسؤولين في الدول العربية من زعامة حماس مقارنة بموقفهم الداعم لرئيس السلطة ابو مازن.

ويشكل الفصل الجيوغرافي بين المنطقتين الواقعتين تحت السيطرة الفلسطينية امتحانا حقيقيا لقدرة هنية على القيادة في قطاع غزة التي تعتبر المجال الحيوي والطبيعي والبــارز لـ"حماس".

المعطيات الاولية في غزة من الازمة الانسانية والفوضى السائدة هناك تدفع الى الاعتقاد ان رئيس الحكومة الجديد سيجد صعوبة في توطيد صلاحياته.

كما ان استمرار وجود ميليشيات الى جانب القوات الرسمية، مثل الميليشيات المسلحة التابعة لـ"حماس" و"فتح" ومجموعات اخرى وفي صورة خاصة حرية العمل المطلــقة التي يتمتع بها تنظــيم الجــهــاد الاســلامــي، كل ذلــك يخلـق الظــروف لإمكــان حدوث تدهــور ضمن وقت قصير نسبيا.

ان عدم صدور ادانة واضحة عن هنية لاستمرار اطلاق صواريخ "القسام" يكشف الورطة التي هو فيها... ولكن من غير المستبعد في الظروف الحالية ان يستنتج ان عليه مواجهة الجهاد الاسلامي ولجم استمرار اطلاق القسام من القطاع. هذه الخطوة تطيل حياة حكومة "حماس" وان في صورة محدودة".