الحلف وافق في اجتماع في الرباط تظاهر ضده ناشطون مغاربة

الخليج

أعلن حلف شمال الأطلسي أنه وافق على مشاركة المغرب والجزائر و”إسرائيل” في عملية أمنية بحرية تراقب سير السفن التجارية، وجاء ذلك بعد جلسات اليوم الأول لاجتماع مجلس الحلف وممثلي سبعة بلدان متوسطية شريكة له بدأ أمس في الرباط، وينعقد للمرة الأولى في بلد عربي، وتظاهر ضده ناشطون مغاربة، رافضين حضور مندوب “إسرائيلي” إلى بلادهم.

وفي مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع ممثلي الدول ال 26 الأعضاء في مجلس حلف الأطلسي وبلدان الحوار المتوسطي الـ 7 في الرباط أمس، قال الأمين العام المساعد لحلف شمال الأطلسي أليساندرو مينوتو ريزو أن الحلف أعطى موافقته “المبدئية” لمشاركة المغرب والجزائر و”إسرائيل” في العملية الأمنية البحرية “اكتف انديفور” (التزام نشط)، والتي كان “الأطلسي” قد أطلقها بعد اعتداءات “11 سبتمبر”. وهي تتمثل في القيام بدوريات بحرية لمراقبة السفن التجارية، لا سيما التي تعبر مضيق جبل طارق.

وأفاد أن المشاركين في الاجتماع قرروا إنشاء “خلية شراكة” لتسهيل التعاون مع بلدان جنوب المتوسط، وأضاف إن إسبانيا اقترحت إنشاء صندوق لتمويل الحوار الاجتماعي، وهو ما دعمته النرويج.

وكان مينوتو ريزو قد قال في افتتاح الاجتماع أن التعاون العسكري بين البلدان أعضاء مجلس الشمال الأطلسي وحلف شمال الأطلسي وبلدان الحوار المتوسطي ينبغي أن يتوازى مع حوار سياسي متجدد. وأن الشراكة بين الطرفين سجلت تطورا تدريجيا، خصوصا مع تطوير الأنشطة العسكرية المشتركة، على أنه لا يزال هناك الكثير ينبغي القيام به سويا، من أجل رفع التحديات المشتركة التي تواجه الطرفين.

وأوضح أن الحوار المتوسطي يرتكز على ثلاث قناعات ، تتمثل في إقرار الأمن بين البلدان المعنية، والإرادة السياسية الحقيقية لمجابهة التحديات المشتركة ، وضرورة اعتماد الحوار والتعاون. وأفاد أن اجتماع الرباط يعد مؤشرا قويا على المضي في روح من الشراكة ، وأشاد بما وصفها “المشاركة الفعالة” للمغرب في أنشطة حلف شمال الأطلسي، خصوصا في إطار قوات حفظ الأمن في كوسوفو.

وقال الكاتب العام (الأمين العام) لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربي عمر هلال أن الحوار المتوسطي ينبغي أن يعتمد مقاربة شمولية وتعاونية ، تشمل الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية لمجابهة التحديات والتهديدات التي تواجه بلدان الحلف الأطلسي ودول جنوب المتوسط، وإن فهم هذه الرهانات يجب أن يندرج ضمن عملية تشيع روح الثقة المتبادلة، وتحث على التشاور في القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك.

وأبرز هلال أن الإرهاب العالمي والنزاعات على اختلاف درجاتها، والهجرة السرية، وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وتهريب المخدرات والأسلحة الخفيفة ، قضايا تهم الدول الأعضاء فرادى وجماعات، مشيرا إلى أنها تحديات وتهديدات لا تعرف حدودا ولا تستثني شمالا من جنوب. ودعا إلى إطلاق دينامية مجددة، تشمل حفظ هوية المتوسط وانسجامه وأهميته الجيوستراتيجية، وأخذ ازدواجية العمق الاستراتيجي للمتوسط بعين الاعتبار، الذي يشمل الخليج العربي وفضاء الساحل والصحراء، والاعتراف بعدم قابلية تقسيم الأمن في المتوسط واعتماده المتبادل على الأمن العالمي.

وحضر الاجتماع في الرباط 26 ممثلا دائما لمجلس حلف شمال الأطلسي و7 ممثلين لبلدان الحوار المتوسطي، وهي الأردن والمغرب والجزائر وتونس وموريتانيا ومصر و”إسرائيل”. وقد عقد للمرة الأولى في بلد عربي. وتظاهر ضده أول أمس مائتا ناشط أمام مقر البرلمان المغربي ، بدعوة من حزبي النهج الديمقراطي والعمل الديمقراطي والاجتماعي اليساريين، ورفعوا شعارات تعتبر حلف الأطلسي صهيونيا وقاتلا، وتدين حضور مندوب “إسرائيل” إلى المغرب.

وبحث الاجتماع الآفاق المستقبلية للتعاون بين أعضاء الحلف وشركائهم في حوض المتوسط، وتعميق العلاقات السياسية بشكل ملموس.
وقد مكّن الحوار السياسي الذي انطلق في 1994 بين حلف شمال الأطلسي والبلدان المتوسطية من إرساء أسس تفاهم متبادل حول التحديات المشتركة المرتبطة بالأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.