وائل لطفى / روز اليوسف

أستاذ فى كلية أصول الدين يتهم عمرو خالد «بالتآلى» على الله ويطلب استتابته ويصمم على اتهامه بالكفر بسبب تفسيره لآية قرآنية تفسيره لآية «من شاء فليؤمن» يخرجه من الملة وهذا رأيى وأحاسب عليه! وسط اهتمام عام بمتابعة ظاهرة الدعاة الجدد، والضجة التى أثارتها زيارة الداعية عمرو خالد للدنمارك فى أثناء غضبة العالم الإسلامى من جراء نشر الرسوم المسيئة للرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت «روزاليوسف» حريصة على استقصاء موقف أطراف عدة على الخطوة غير الموفقة للداعية ذى الطموح السياسى.

كانت هناك أطراف عدة تتشارك للمرة الأولى فى الغضب على عمرو خالد، كان هناك الشيخ يوسف القرضاوى، وهو عالم كبير رغم اختلافنا معه، فتحت اجتهاداته الفقهية الباب لمنطقة الدعوة الجديدة التى يلعب فيها عمرو خالد وزملاؤه، وكان يرى أن زيارة عمرو خالد كسرت إجماع الأمة الإسلامية، وكان هناك أيضا زملاء عمرو خالد من الدعاة الجدد الذين أعلنوا رأيهم فى خطوته، وقالوا لنا أنهم تعرضوا لضغوط وتهديدات تنافى الصورة السمحة التى يرسمها الداعية عن نفسه، وكان هناك أيضا العلماء السلفيون الذين لم يعجبهم منهج عمرو خالد فى الدعوة. وعند هؤلاء كانت المفاجأة، البداية كانت معلومة عن دعوى قضائية رفعها محامون وثيقو الصلة بعمرو خالد ضد د. عبدالله بدر - أستاذ التفسير بكلية أصول الدين - الدعوة قادتنى للقاء د. عبدالله بدر، وكانت المفاجأة أن الرجل قام بتكفير عمرو خالد على المنبر، وكانت المفاجأة الأكبر والتى وثقها شريط الكاسيت أنه مصمم على موقفه، ورغم أننا فى «روزاليوسف» لا نوافق على تكفير أى مسلم لا كمنهج ولا كطريقة، إلا أن الاستماع لما يقوله د. عبدالله بدر كان مهما ربما لأنه يكشف درجة التطاحن بين الطرق المختلفة للدعوة، وربما أيضا لأننى علمت أن العالم الذى أصدر فتوى تكفير عمرو خالد هو نفسه الذى ساهم فى إقناع أعضاء تنظيم «التكفير والهجرة» بعدم جواز تكفير الآخرين! هذا التناقض دفعنى لألتقى بأستاذ أصول الدين، أربعينى العمر، وهو له كتابان، يفند فيهما أفكار الداعية الشهير، أحدهما يحمل اسم «اتق الله يا عمرو»، والثانى هو «كوارث عمرو خالد».

وقد فهمت منه سر العداء، فهو لم يكن بعيدا عن دوائر عمرو خالد، ففى سنة 1994، وجهت له إدارة نادى الصيد الدعوة لكى يلقى محاضرات دينية فى النادى، ومن مسجد النادى بدأ فى إلقاء دروس فى بعض البيوت، وهو يقول: كان عمرو خالد من الذين يستمعون لى، وبالطبع لم أكن أتقاضى مليما واحدا من النادى، أو من الذين ألقى دروسا فى بيوتهم، وأتحدى من يثبت عكس ذلك، لكننى لم أستمر لأن هذا النوع من الناس يريدون من يفتى لهم حسب هواهم، ورجل الأعمال يسألك عن الحكم الشرعى، ولسان حاله يقول لك لا تنس من أنا، فاعتذرت عن مثل هذه الدروس، وانقطعت صلتى بهذه الأوساط بعد أن تركت السكنى فى حى المهندسين، وانتقلت لحى «السواح» الشعبى كى أكون بجوار والدىّ، وبعد اعتذارى علمت أن عمرو خالد بدأ يلقى دروسا فى مسجد النادى، واتصلت بى سيدة فاضلة ممن كن يحضرن دروسى، وقالت: هل نستمع له أم لا؟! قلت أسمعه الأول، فأرسلوا لى شريطا يتحدث فيه عن الجنة والنار ويبكى، وأنا مازلت عند رأيى أنه ليس داعية، وإنما هو ممثل بارع يحول القشة إلى جبل، تماما كما صور نتائج زيارته للدنمارك، وعندما سمعت المحاضرة آنذاك فى عام 1995، وجدت أن هذا الكلام لا غبار عليه.. واحد يقول للناس خافوا من آخرتكم، وهناك عذاب خلاص.. ولكن قلت للناس لا تعيشوا على هذا الكلام فقط، وانشغلت بأمور الحياة، وأنا لا أسمع أحدا كثيرا. كل ما حدث أننى قابلته على الطائرة وأنا عائد من المملكة العربية السعودية، وهو كانت معه مجموعة من الشباب فأتى وسلم علىّ وقبّل يدى.. إلى آخر هذه الحركات.. حتى كنت فى زيارة لمنزل عمى فدخلت سلمت عليهم، فوجدتهم يشاهدون برنامجا لعمرو خالد كان يتكلم فيه عن الخطبة والشبكة وكتب الكتاب، ورغم أنه يقول أنا لا أفتى، إلا أننى وجدت أن المحاضرة كلها فتاوى، لأنه لم يجلس ليقول أنا رأيى كذا، ولكنه يقول الإسلام يقول كذا. إذن أنت الآن تفتى، وأنا الفتوى عندى من أخطر ما يكون، ودائما أحذر منها لأنى أرى أن المفتى الأول هو الله عز وجل. «يستفتونك قل الله يفتيكم»، وأنا عندما أفتى أنا أنقل عن الله، فهذا معناه أنى إما أن أكذب على الله أو أصدق مع الله، المهم أنى غضبت يومها وقلت لهم: أغلقوا هذا الهراء!

وفى اليوم التالى طلبت من أحد تلاميذى أن يأتى لى بشرائط عمرو خالد، فسمعت شريطا اسمه «حوار مع الفتيات» من إنتاج شركة حنين فى السعودية، وكنت أسمع الشريط وأنا فى السيارة، وكان موضوع الشريط هو أن السيدات لسن «بعبع»، وأنه سيأتى من القرآن بأدلة تجيز أن يتكلم الأولاد مع البنات والعكس صحيح، فتكلم عن قصة الرجل الصالح فى سورة «القصص»، وكلام سيدنا موسى مع الفتاتين عند البئر، «قال ما خطبكما، قالتا لا نسقى حتى يعدو الرعاء وأبونا شيخ كبير» ففوجئت به يستخدم لغة الشوارع، لأنه لا يرقى لمستوى اللغة العربية، فقال بالحرف: «البت جاءت للواد وكلمته» تخيل أنك تنزل بمستوى نبى لأنك تقول عليه «واد»، وكمل.. البت جاءت للواد، قالت له: بابا عايزك، فراح معاها، فالأب حس إن البت عينها من الواد، هنا فرملت وكنت هاعمل حادثة، بنت إيه اللى عينها من الواد؟! ده «أم أحمد» لو قعدت تفسر القرآن هيكون أسلوبها أحسن من هذا الأسلوب، بنت إيه اللى عينها من الواد؟

القرآن يقول «فجاءته إحداهما تمشى على استحياء»، وبعدين عايز يبين إنه «مطقطق» ويستخدم لغة الشباب، فكمل «فالأب حس إن البنت عينها من الواد فقال له: أنا عايز أجوزها لك»، كلام مسف، ونزل لمستوى حقير، فركنت عربتى فى الشارع وأكملت سماع الشريط، فلقيت هذا الشريط مليئا بالأخطاء، وأحسست أن المشكلة ليست فى المتحدث فقط، ولكن فى المستمع أيضا، ووجدته يحكى قصة سيدنا آدم وحواء ويقول لهم: وجاء فى الحديث الصحيح - رغم أن هذا الحديث من «الموضوعات» أى حديث موضوع لا أساس له من الصحة - إنه يقوم سيدنا آدم فيلاقى واحدة جنبه يقول لها: إنتى مين؟ فتقول له: أنا حوا يا آدم، أصل ما ينفعش يكون فيه حوا من غير آدم، هذا أسلوب مسف جدا وساقط، وكلام غريب عجيب تعنونه وتحط له برواز، وحديث موضوع تشربه للأمة على أنه حديث صحيح، فكأنك أشربت الأمة الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبدأت أستمع لما يقوله، فما وجدت محاضرة إلا وفيها نوع من الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وجدت جريدة «الشرق الأوسط» وفيها موضوع كاتبه «د. محمد إبراهيم مسعود» يطالب فيه بإحالة عمرو خالد للنيابة بتهمة الخيانة، وكان مبرره أن الفضائية الإسرائيلية أذاعت محاضرة لعمرو خالد أكثر من مرة ويقول: أنا تعجبت، هل إسرائيل تريد أن تنشر الإسلام؟ فأراد أن يعرف ما هو السبب، ونحن كعلماء نقول أن الجاهل إذا أراد أن يحسن يكون ضرره أكثر من نفعه، ويكون تماما مثل الدبة التى قتلت صاحبها، فالسيد عمرو خالد ينطبق عليه هذا تماما، لماذا السيد عمرو له شريط اسمه «القدس» هو نيته أن يقول أن القدس للمسلمين، لكنه بسبب جهله منحها لليهود، هذا هو ما قاله كاتب المقال وتساءل: أين علماء الأزهر؟ وطالب بتحويل عمرو خالد للنيابة. نحن لدينا صحيح واحد صحيح ورد فى سنن النسائى، الحديث يقول فى أوله: «لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس كان له ثلاث دعوات»، هذا هو أول حديثه.. نحن لدينا شىء فى الدين اسمه «الإسرائيليات»، وهذه حرفة اليهود، احترفها اليهود وهى وضع إضافات للحديث، وهم يريدون أن يقولوا أن بيت المقدس بناه النبى داود لأنهم يعتبرون داود مؤسس دولة إسرائيل، فوضعوا الإضافة التالية حتى يقولوا أن بيت المقدس ملك لليهود، وبنى على أرض واحد يهودى فوضعوا قصة تقول «نادى الله على داود: يا داود ابن لى بيتا عظيما فى مكان كذا، ذهب داود ليبنى فوجد بيتا مملوكا لواحد يهودى، فبدأ يساومه»، وظل عمرو خالد يحكى هذه القصة والناس تضحك، لدرجة تجعلك تشعر أن المتحدث جاهل، والمستمع أبله.

وعمرو قال إنه ساوم هذا الرجل حتى أخذ الأرض وبنى عليها بيت المقدس، فأصبح صاحب الأرض يهوديا، وبانى المسجد هو داود، وعلشان يلحموا الاثنين دول مع بعض حطوا القصة المؤلفة كلها قبل الحديث، وجاءوا فى آخر القصة ووضعوا حديث النبى وقالوا «ولم يتم داود البناء وأتمه سليمان.. فلما».. إلخ الحديث. جئنا نحن فى كتب الموضوعات وقلنا يا مسلمون هذا الحديث أوله موضوع وآخره صحيح فاحذروا. السيد عمرو لم يذكر الجزء الصحيح إطلاقا، ولكنه ذكر القصة الموضوعة من أولها لآخرها، فاليهود أخذوا هذه المحاضرة وأذاعوها حتى يقولوا يا يهود.. هذا واحد من المسلمين يقول ما يقوله ويثبت أحقيتنا فى بيت المقدس، فالرجل طالب بإحالته للنيابة. هذه كانت كارثة! تتبعت كل فتاواه وبدأت أحذر الناس حتى فى الندوات العامة، وقلت أنه لا يجوز العمل بما يقول لأنه مفسد وليس بمصلح. بعض الناس قالوا لى «اهتدى على يده كثير من الناس»، قلت لا، هو أضل الذين اهتدوا، تذكرت قولا ذكره الحافظ بن عساكر فى تاريخ ابن عساكر، حيث نقل عبارة عن سفيان الثورى، سفيان الثورى كان عنده جماعة من المتصوفة الجهلة الذين يقدسون القبور، فبدأ يحاربهم بالعلم، فجاءه أناس قالوا له لماذا تحاربهم، نحن كان عندنا قطاع طرق فى البلد توبوهم ودخلوهم المساجد، فرد ردا غريبا جدا وقال: حالهم قبل التوبة أفضل! فسألوه: لماذا؟ فقال: هم قبل التوبة عندهم خلل وبعد التوبة عندهم خلل، ولكن قبل التوبة كان عندهم حسن اعتقاد وسوء فعل، يعنى هو بيسرق لكن يعرف إنه مخطئ ولص.. حرامى ولكن عارف إنه بيعمل حاجة غلط.. إذن اعتقاده سليم وفعله خطأ، فقال لهم الثورى: اليوم هم مشركون يقبلون حجرا ويتوسلون بحديد ومعتقدين أنهم على صواب، إذن عندهم الآن سوء فعل وسوء اعتقاد، بقيت لما تفعل الخطأ ومعتقد أنه صواب، عندك سوء فعل وسوء اعتقاد. النهاردة التى ترتدى حجابا على الموضة هى فى حكم الإسلام متبرجة، لكن عندما لم تكن ترتدى الحجاب كانت تعتقد أنها خطأ، النهاردة هى خطأ وتعتقد أنها على صواب، وهذه هى المشكلة الحقيقية.

 لماذا كفرت عمرو خالد على منبر الجمعة.. هل التكفير شىء سهل لهذه الدرجة؟ هل تكفرون بعضكم البعض بهذه السهولة؟
 هو عمل حلقة عن دور الفن فى صناعة الحياة، فإذا به يختم الحلقة بالعبارة التى سجلتها حرفيا، كان يقول بأعلى صوته: «يا فنانين انهضوا بالفن علشان ربنا يوم القيامة هينادى على الفنان ويقوله: يا فنان أنا اديتك موهبة، ماذا فعلت بها؟ فإن كنت أحسنت ربنا هيقولك: يا فنان ادخل الجنة!». أنا أسأل من الذى يملك أن ينطق بكلمة وينسبها إلى الله ما لم يخبر بها الله سبحانه وتعالى فى الحديث القدسى؟! هو كان يقصد تشجيع الفنانين على أداء أدوار جادة؟
 هل يستطيع أحد أن يقول ربنا سيقول يوم القيامة كذا وكذا، هذا نسميه كعلماء دين «التآلى» على الله، النبى - صلى الله عليه وسلم - كان عندما يسأل عن شىء لا يعلمه
 انتظروا، سألوا: شر البقاع فى الأرض ما هى؟ فقال: الله أعلم، وسأل جبريل، فأبى جبريل أن يتكلم حتى أخبر الله عز وجل أنها الأسواق بسبب كثرة الكذب والاختلاط. هل أستطيع أن أقول أن ربنا عز وجل سيقول لك يوم القيامة كذا وكذا، لا أستطيع، فى الماضى توفيق الحكيم كتب مقالا سماه «حوار مع الله»، والشعراوى تصدى له وعمل له كتابا سماه «لا يا حكيم»! لا يستطيع أى إنسان مهما كان شأنه أن ينقل كلاما عن الله ولم يخبر به الله، عمرو خالد يقول ربنا يوم القيامة سيقول للفنان كذا وكذا، من أين أتيت بهذا الكلام؟ هل أخبرك به الله عز وجل؟ هذا عندنا فى الدين نسميه «تآلى» على الله وهو كفر لاشك فيه. هل كفرته على المنبر؟
 لا، أنا لا أخاطب الناس وأقول لهم هذا كافر، حتى لا يذهب شخص ضيق الأفق ويضربه على رأسه أو يفعل ضده شيئا، أنا قلت هذا كذب على الله وتآلى على الله ولابد أن يتوب منه إلى الله، أنا طلبت استتابته، ولكنى لم أقل إنه كافر.

بعدها بدأت أتتبع أخباره على النت وقلت فى درس علمى أن الذين يستمعون لعمرو خالد بعقولهم لا يقبلونه، واعتمدت على رسالة أرسلتها فتاة تسمى «علياء» أرسلتها لمنتدى عمرو خالد نفسه على شبكة الإنترنت، هو لديه شىء اسمه وجهات نظر ففوجئت أنها أرسلت له تقول التالى وهى بنت! ولكن فى النهاية أعطت عقلها لما تسمع، عامل محاضرة اسمها «العفة» وأنا أقول اسم المحاضرة لكل الناس «العفة» طيب أنت تتحدث عن العفة، وإذا به يروى هذه القصة أنه فى زمن التابعين، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول خير القرون قرنى، ثم الذين يلونهم، أى التابعين، فيقول امرأة جميلة جدا تقول لزوجها ما رأيك فى جمالى؟ فقالت له: هل هناك رجل لو رآنى يمتنع عنى؟ سجل أول ملحوظة ودعك من زمن التابعين، هل هناك سيدة محترمة تسأل زوجها مثل هذا السؤال؟ يواصل: «فزوجها قال لها: لا، لا يوجد رجل يستطيع أن يمتنع عنك إلا واحد، قالت له: مَنْ؟ فقال لها: «عبيد الله» إمام الحرم المكى، فقالت له: طيب إذن لى أن أفتنه، فقال لها: تفضلى! الفتاة قالت فى إحدى القصص الساذجة التى ساقها عمرو خالد للبعد عن الشيطان.. إلخ، وروت القصة ثم قالت بأى منطق يمكن أن نصدق مثل هذه القصة الساذجة؟ وشكرا يا أستاذ عمرو على المعلومات التى ترويها لنا، وتصور أن هذه هى المرة الأولى التى أعرف فيها أن العرب المسلمين كانوا «اسبور» لهذه الدرجة، وتواصل: والمصيبة ليست فيما قاله عمرو خالد، ولكن فى رد فعل المستمعين الذين لم يراودهم أى شك فى أن يكون عمرو خالد مخطئا بشأن القصة، ولكنهم انتقدوا زوج المرأة لأنه سمح لها بمثل هذا، يعنى القضية أنهم قالوا: ما هذا الرجل السيئ! ولم يقولوا لعمرو خالد ما هذه القصة السيئة؟! قلت أن من يفكرون فيما يسمعونه من عمرو خالد لا يمكن أن يقبلوه وضربت مثلا بهذه الفتاة وبشاب آخر كتب مقالا يستغرب فيه من مدى التفاهة والركاكة التى يتكلم بها هذا الإنسان، فالشاب يقول فى هذه المقالة: ما عمرو وأتباعه إلا كالعلوج ونستطيع أن نقول أن مستمعى عمرو «كالعلوج».

 «العلج» فى اللغة هو الأجنبى الفظ الكافر! أو الأعجمى الفظ الكافر، وهم وصفوا بأنهم علوج لأنهم يصدقون كل ما يسمعونه.. يعنى لو قيل لهم هذا الحجر إله يصدق، فهذا الولد يريد أن يقول أن أتباع عمرو يصدقون كل ما يسمعونه، فأنا ضربت مثالا بهاتين الحالتين وقلت لجمهورى انظروا بعض الناس أعطوا عقلهم فواحدة دمغته بالتفاهة وواحد آخر وصفه ووصف مستمعيه بأنهم علوج.. هذه المحاضرة عرفت طريقها للذيوع وفوجئت بإحدى المحاميات تقيم دعوى قضائية ضدى لأننى اتهمت جمهور عمرو خالد بأنهم علوج فى حين أننى لست صاحب الاتهام ولكنى كنت أعرض رسالة الشاب الموجودة على النت.. ولكن أنا لم أهتم لأنه حتى لو اعتبرنا أننى أنا القائل فإن هذا لايسمى تشهيرا إلا إذا كان فى كتاب عام. هل عمرو خالد هو الذى وكل المحامية لرفع القضية؟
 لا.. أنا لدى كتابان هما «كوارث عمرو خالد» «واتق الله يا عمرو» وجمهور عمرو خالد ذهب له بالكتابين وطلبوا منه أن يرد عليهما ولكن هو إنسان ذكى ومحاسب! يحسب كل شىء ويعرف أنه لو دخل معى فى حوار علمى أو حتى قضائى لن ينصفه أحد لأننى ذكرت حقائق علمية موثقة وفندت آراء مذكورة فى شرائط رسمية له.. مطبوعة بشكل رسمى وتباع فى السوق.. المحامية كانت غاضبة إنى قلت على مستمعى عمرو أنهم علوج. لم أفعل أكثر من أنى اتصلت بمستشار صديق قلت له نريد أن نعرف الموضوع فوجدتها محامية اسمها نسرين مع محام آخر اسمه مجدى حامد عبد المجيد وأقاما جنحة سب وقذف فى محكمة المنصورة. وما حدث أننى التزمت الصمت بهذا الموضوع مطلقا. ثم أنا لست الوحيد هناك د.الطرهونى وهو عالم معروف من المملكة العربية السعودية ألف كتابا آخر مسح به الأرض.
 هل الطرهونى هذا عالم معروف؟
 نعم طبعا.
 لماذا فى رأيك هذه الضجة التى ثارت حول زيارة عمرو خالد للدنمارك؟
 أنا أعتبر هذه الزيارة مأساة وصمها عمرو فى وجوه الأمة.
 هو كانت لديه رغبة فى التعريف بالإسلام؟
 هو لم يعرف بالإسلام وقالها صريحة.. قال أنا لم أذهب داعية للإسلام ولكن ذهبت للتعريف بالرسول.. والبعض قال إنه ارتكب خمس خطايا فى هذه الزيارة وأنا قلت إن خطاياه ليست خمس ولكن خمس عشرة.. وتعال نعدها ناهيك عن أنه خالف الشيخ القرضاوى وغيره ناهيك عن هذا.. أنا سأفترض أنه ممثل الأمة وأنه لايوجد على الساحة غيره ولكن أولا من الذى يحاور.. هذا شعب أساء للرسول «صلى الله عليه وسلم» وأجرى استفتاء وقال 80% من الشعب أنهم موافقون على ماحدث.
 لماذا ذهب عمرو خالد إذن؟
 لخدمة الغرب وما فى ذلك شك، ولكن أريد أن أقول أن القرآن الكريم نفسه حاور أهل الكفر فى بعض المواطن ستجد حوارا وفى بعض المواطن الأخرى لن تجد حوارا ولكن ستجد «بهدلة».. عندما يقول القرآن «مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار» ويمسك واحد ويقول «مثله كمثل الكلب»! ثم يمسك جماعة تانيين ويقول «ألا إنهم هم السفهاء» لأن هؤلاء لم يستخدموا لغة الحوار ولكن استخدموا «قلة الأدب». فكان ينبغى أن يرد عليهم بهذا المستوى.. أنا أحاور من يحاورنى.. الذى رسم هذه الرسوم كان قبل أن يرسم يتبع القواعد التى تقول لايجوز أن تكتب عن شخص لا تعرفه.. فهذا لو كان يريد حوارا كان من البداية سأل من هو محمد.. هذا رقم واحد.. أما رقم اثنين فهو يخص الأربعين ألف مسلم الموجودين فى الدنمارك.. لأن عمرو خالد صور لنا أن الدنمارك هذه معزولة عن الكون ولا تعرف الإسلام أو المسلمين إذن هو يهمش كل المسلمين.. كل المسلمين همشوا حتى من هم هناك همشوا!
 ربما الرجل اجتهد وأخطأ فله أجر؟
 لا.. النية مبيتة ومعروفة.. هذا الرجل الجالية الإسلامية هناك طلبته فلم يجبها.. وآثر أن يذهب عن طريق سياسى.. وأنا أعتبر أنه سعى إلى مجد إعلامى.. ثم هو ذهب يحمل هموم أمة فماذا قال؟ هو ظهر أمام مذيعة فى قـناة الـ C.B.L وسألته ماذا فعلت للإسلام؟ فبدأ يمثل وهو بارع فى التمثيل وقال لها - «يقلد نبرة صوت عمرو خالد» - تخيلى إحنا قعدنا معاهم وقلنا لهم إيه أحب حاجة عندكم، قالوا بابا وماما فقلنا لهم إحنا النبى عندنا زى بابا وماما»! والله لو أرسلت ابنتى «أمانى» عشر سنوات يمكن أن تقول أحسن من هذا.. موش عمرو خالد يروح يقولهم.. يعنى كل هذه المظاهرات والاحتجاجات لم تشرح لهم أهمية النبى «صلى الله عليه وسلم» عندنا حتى تذهب أنت وتفهمهم.. إذن أنت تصفهم بأنهم بهائم ووصفت المسلمين بأنهم عجزة.. هو ذهب لغرضين وغاب عنه اللؤم السياسى الموجود فى الطرف الثانى.. هو ذهب لعمل شو إعلامى وهو يسعى إلى هذا تماما.. والسبب الثانى تحقيق مكاسب مادية.. أبرم اتفاقات وعملوا مشاريع مشتركة، أراد أن يحقق هذا المجد.. هو كان غير موفق تماما لأن أنا متأكد أن حكومة الدنمارك أرسلت له لأن الدنمارك واجهها شيئان.. أولا المقاطعة وثانيا غضب المسلمين هناك.. ذهابه ألغى فكرة المقاطعة. ثالثا ذهابه جعل حكومة الدنمارك تقول كل من أعلنوا الغضب بمن فيهم مسلمو الدنمارك متطرفون.. وسيجعلون المسلمين هناك يدفعون الثمن. وقد ظهرت البشائر فى مطالبة وزيرة الهجرة هناك بسحب الجنسية من المسلمين الموجودين هناك ومحاكمتهم بتهمة الإساءة للدنمارك. بل إنه غمز الجالية الإسلامية هناك واتهمهم بالتفرق وحين يقول هذا الكلام كيف يستقبل هناك يعنى هو ذبح مسلمى الدنمارك من أجل مجده الشخصى، ثم حتى لو كانوا كذلك هوأول من يقول «لا نبرز عيوب المسلمين» و«اخفض جناحك للمؤمنين» ثم هذا أسلوب خبيث لأنه من أجل أن ينجو بنفسه من تهمة ازدراء المسلمين هناك وصفهم بالتشتت والتشرذم. ثم هو يقول أنه يدعو للإسلام.. هل الدعاة الذين خرجوا لينشروا الإسلام ذهبوا ليعرفوا الناس بمحمد؟ ذهبوا ليعرفوا الناس بالله الخالق ومن خلال هذا يعرفون من هو نبى الإسلام.. لا يوجد داعية خرج ليقول للناس تعالوا أقل لكم من هو محمد (صلى الله عليه وسلم) ولماذا نحبه.. هذه الشعوب تحتاج إلى مناقشة العقل، أما أسلوب العاطفة هو أصلا غير مؤمن بالنبى ولامقتنع به، فلابد أن تخاطب عقله وهذه بديهيات ولكن هو لا يملك الفضاء اللازم للدعوة الإسلامية.. واستمعت أيضا للحبيب على الجفرى يقول كلاما أجوف.
 أنت قلت على منبر خطبة الجمعة أن عمرو خالد خرج من الملة، هل هذا يجوز؟
 نعم هو ذهب هناك وقال (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) عندما يفسر هذه الآية بأن القرآن منح الكافر حرية الكفر فهو خارج من الملة.
 هذا كلام خطير ومتشدد؟
 أنا أقوله على مسئوليته عندما أفسر هذه الآية على أنها كفلت حرية الكفر بمعنى أنه يقول أن الإسلام يخير الإنسان.. هذه الآية من قال إنها تخيير كفر! أقولها لك بملء فمى لماذا؟ لأنه ما معنى التخيير؟ التخيير أن أقول لك إن شئت فافعل كذا.. أو كذا بمعنى جواز الأمرين.. وحل الأمرين. وعندما أقول أن هذه الآية تخيير أكون ساويت بين الكفر والإيمان وأجزت الكفر والإيمان.
 لكنه لم «يساوى» فى العواقب بين الكفر والإيمان؟
 لا.. الآية الهدف منها التهديد كأن أقول لابنى إن شئت ذاكر وانجح وإن شئت لاتذاكر وارسب. هنا ليس الأمر تخييرا ولكنه تهديد، أنا أقول له لو ذاكرت سأكرمك ولو لم تذاكر سأهينك، هذا هو رأيى ومن قال أنها تخيير خارج عن الملة وعمرو خالد قال إنها تخيير. هذا كلام خطير وأنا لا أوافق عليه.
 أنت حر ولكن هذا رأيى الذى أرجو أن أحاسب عليه يوم القيامة.