السنيورة يكرر نصيحته للحود بالاستقالة

المنهار

وسط التردد الذي تبديه دمشق حيال استقبال رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ومباشرة مرحلة جديدة من الحوار اللبناني – السوري يؤسس لعلاقات لبنانية – سورية من جهة، ويؤدي الى وضع القرارات التي اتخذها بالاجماع مؤتمر الحوار الوطني، موضع التنفيذ، من جهة اخرى يستقبل الرئيس السوري بشار الاسد اليوم في دمشق رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس.

وهو اللقاء الاول بالاسد منذ تسلّم برامرتس مهماته، وبعد اكثر من زيارة سابقة لدمشق في اطار استكمال التحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري. علماً ان دمشق التي تكرر تأكيد عدم مسؤوليتها عن الاغتيال تدرج استقبال برامرتس في اطار بروتوكولي، وكانت قد اشاعت في الايام الاخيرة مناخات توخّت حصر أي مسؤولية في الجريمة في اطار فردي وختمها بطابع التقصير ليس الا.

الا ان اوساطاً مطلعة ترى في زيارة برامرتس لدمشق محطة جديدة في التحقيق الدولي، رغم الكتمان الذي يحوط به القاضي البلجيكي عمله، وخصوصاً ان اكثر من اشارة لمحت الى ان برامرتس توصل الى نتائج جديدة في مسار التحقيق تتصل بدور ما لسوريا، مما حمل الاخيرة على استباق الزيارة، المحددة منذ مدة، بتقليل المسؤولية السورية في اغتيال الحريري.

زيارة دمشق

لكن الواضح، في ضوء جمود التحرك العربي وغياب الدينامية الدولية حيال ضغوط جديدة على سوريا، ان هذه تسعى الى ابراز ارتياحها الى وضعها الداخلي وعدم استعجالها مباشرة حوار جدي مع لبنان استجابة لنصائح عربية ودولية في هذا الشأن. الامر الذي يشير الى ان زيارة السنيورة لواشنطن ونيويورك في 18 من الجاري ستسبق اي اتصال لبناني – سوري رفيع المستوى.

وبحسب مطلعين على الموقف السوري فان دمشق تفضل تأخير استقبال السنيورة الى حين التحقق من حجم التأييد والالتزامات التي يمكن أن يعود بها

من العاصمة الاميركية، في ظل اعتقاد دمشق ان لا تطورات مهمة في الاسابيع المقبلة تحملها على تقديم تنازلات للبنان في هذا الحوار من جهة، فضلا عن سعيها الى رعاية جبهة سياسية جديدة من حلفائها تواجه بها فريق الغالبية النيابية املاً في فرض امر واقع بعدما بات بقاء الرئيس اميل لحود في منصبه شبه اكيد.

السنيورة

وكان السنيورة القى ظلالاً ايجابية على مسعاه زيارة دمشق في حوار مع محطة "الجزيرة"، فأكد "ان الزيارة ان لم تحصل غدا فستحصل بعده. فالبلدان لا يستطيعان الا ان يجلسا سوية لمناقشة القضايا والمسائل المعلقة بينهما بكل روح ايجابية وتعاون"، محددا جدول الاعمال بأنه: "بناء الثقة، العلاقات الديبلوماسية، ترسيم الحدود في شبعا، الاتفاقات المعقودة بين البلدين، المفقودين في سوريا وما يقال عن معتقلين في لبنان".

وكرر موقفه من رئيس الجمهورية وانه ينصحه بالاستقالة "لأنني اعتقد انه لو كان لدينا رئيس جديد الآن لكان البلد دخل مرحلة جديدة واطلق دينامية جديدة وحكومة جديدة. وكان ازال الكثير من النوافذ المغلقة".

وفضل رئيسا "لا جذور عسكرية له"، في اشارة الى تحفظه عن الرئيس ميشال عون. وعزا موقفه من رئيس الجمهورية الى انه "رمز لحقبة يجب ان تنتهي لكي يعود لبنان السيد الحر المستقل الذي تصنع قراراته فيه وتكون بارادته".

واعتبر ان سلاح المقاومة "مشروع ما دامت لدينا ارض محتلة. ولكن السلاح لن يعود مقبولا من اي مواطن ولا من الرأي العام عندما لا تعود الارض محتلة".