كان الزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط يذهب الى الهند كل عام، فيلتقي فلاسفتها وعلماءها... وعرّافيها. وقد التقى طوال سنوات عرّافاً معيناً وأصغى اليه. وابلغه هذا العرّاف انه سوف يموت قبل ان ينهي الرابعة والخمسين من العمر. وقبل اربعة ايام من اغتياله جاءه ناشر كتبه ليبحث معه في طبع اربعة مؤلفات. واتفقا على الترتيبات وقام الناشر يخرج الى الباب. فناداه جنبلاط قائلاً: «انسَ الامر. سوف يصل الموت قبل صدور الكتب».

كان الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران يلتقي عرّافته كل اسبوع. واحياناً يتصل بها كل يوم. وعندما رأيت الرئيس جاك شيراك للمرة الاولى في مؤتمر صحافي نيويورك، اعتقدت انني لم اسمع جيداً عندما تحدث عن «المدام سوليه»، اشهر برّاجة في فرنسا. ولست اؤمن بالعرافين. او بالأحرى أخافهم. وعندما كنت شاباً جاءني الى المكتب زميل يصغرني. وترك على مكتبي ورقة تتحدث عن «برجي» مقتطعة من مجلة فرنسية. وأخذت اقرأ كمن يقرأ في سيرة ذاتية، او كمن يحاكي مرآته في غرفة خاصة. وخفت. ولم احفظ الورقة.

وكان في بيروت بصّارة شهيرة تدعى فاطمة، يأتي اليها الزائرون من كل مكان ويخرجون مذهولين. وذهبت اليها احدى قريباتي وهي تشك في صحة ما سمعت. وذهلت عندما ابلغتها فاطمة بالأسماء التي تريد ان تعرف عنها. وذهب الزميل حافظ خير الله الى بصير مدهش وسأله عن ساعة سرقت منه. فقال له انها موجودة في برلين. وأعطاه اوصاف الشارع والمنزل. وأضاف انها هناك منذ اربع سنوات.

وكان الرئيس الاميركي رونالد ريغان لا يفعل شيئاً قبل استشارة عرافته. وفي الخمسينات والستينات كان هو وزوجته نانسي يحضران دروساً اسبوعية في قراءة الابراج. وكان وزير الخارجية جيمس بيكر يعاني في محاولاته اقناع ريغان بعدم تغيير المواعيد الرسمية وفقاً لنصائح قارئة الابراج. وفي العام 1985 ذهب ريغان الى جنيف لمقابلة ميخائيل غورباتشوف في أول قمة من نوعها في تاريخ البلدين. وطرح غورباتشوف موضوع السباق النووي، فراح ريغان يعرض رأي عرّافته في الأمر. وبكل تهذيب غيّر غورباتشوف الموضوع. لم يكن يتصور ان مفتاح سلامة هذا العالم موجود في قبضة ممثل سابق، يتذمر من حجم المبالغ التي يدفعها لعرّافته، لأن موازنة البيت الابيض لا تغطي هذه المصاريف.