ابدا.. ودون أي تحسب او محذور، يعمد الاسرائيليون الى قتل واغتيال عدد من شعبنا الفلسطيني، بذريعة أو بأخرى من ذرائع الدفاع عن النفس!!. لا يمرّ يوم واحد دون ان يكون هناك ضحايا وتفجيرات وطائرات ونعوش تُحمل لتوارى في المقابر، وسط مظاهر الغضب والاستنكار واطلاق التهديد والوعيد ثأرا للشهداء!!.

اما رد الفعل الفلسطيني الرسمي لدى الرئيس الفلسطيني والبطانة (الثورية) المحيطة به، فلا يتعدى ان هذا العمل الاسرائيلي الاجرامي لا يساهم في مسيرة السلام وتقدمها!!.

ومثل رد الفعل هذا، ليس جديدا ولا طارئا، بل انه ظل هو نفس الرد الذي كان. ولم يزل معتمدا منذ سنوات لا اشهر!! وجهة الرئيس عباس، انه لا يريد عسكرة الانتفاضة لان في ذلك، من وجهة نظره، انجرارا الى ما يريد ويخطط الاسرائيليون للقضاء على ما يسمى.. العملية السلمية!!.
الان.. بعد فوز حماس، وبدلا من استغلال هذا الفوز كحركة مقاومة لا تؤمن بالاساليب الفلسطينية المعتمدة، منذ زمن طويل، ولم تسفر الاّ عن المزيد من الاغتصاب والتشريد والقتل وبيع الوعود السلمية، لم يجد (روّاد التحرير السلمي!) الاّ الالتفاف على هذا الفوز ومستحقاته بحجة انه مطلب دولي بدون الرضوخ له والقبول بشروطه، فان الشعب الفلسطيني سيبقى يعاني الأمرين، حصارا وجوعا وعطشا وفراغ خزينة السلطة من اموال الرواتب لنحو 140 الفا من الموظفين والجنود وكوادر الاجهزة الامنية!!.

بل ان بعض (امراء الثورة) الذين ظنوا وما زالوا يظنون، ان الشعب الفلسطيني، مجرد قطيع لا يجوز ان يُساق الاّ على ايدي هؤلاء الامراء الذين تورطوا بالتسابق على الفوز بالمغانم والخصوصيات والعطاءات والشركات والشراكات المشبوهة!!.
نحن هنا.. لسنا في سياق تعداد العوامل والاسباب التي قادت القضية الفلسطينية الى ما انتهت اليه من من مآزق وتعرجات ودواوين فارغة، لن يكون من شأن استمرارها، إلا تعميق واتساع ظاهرات التضليل والتمويه بحجة أن ثمة عملية سلام قائمة، ومفاوضات فلسطينية اسرائيلية متواصلة!!، مع ان شيئا من هذا لا يحدث وليس هناك ما يوحي بامكانية حدوثه في المدعى المنظور!!

الاسرائيليون... ومن ورائهم الاميركيون، والاوروبيون الى حد ما، يشاركون الاسرائيليين عملياً، في نظرتهم الى ما يسمونه (الشريك الفلسطيني) غير الموجود، الأمر الذي لن يترتب عليه إلا دعم وتشجيع الغزاة المغتصبين الاسرائيليين في السير بمخططهم الاحادي المتصل بما ستكون عليه فلسطين والشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية العتيدة(!!) بما يتفق ويتلاءم مع الاستراتيجية الاسرائيلية في السيطرة المرحلية على كل فلسطين. بعد أن تكون الارض قد ضاقت على أصحابها ولم يعد أمامهم إلا الهجرة طوعية وقسرية بالمعازل والجدران والحواجز!!.

ان تعبير (سلطة فلسطينية برأسين) لا يدل إلا على أن المعايير المنحرفة البعيدة عن استهداف التحرير، ما زالت هي المعتمدة في التعامل الداخلي بين امراء الثورة الفتحاويين وبين حركة المقاومة حماس.

الأغرب من الغرابة نفسها في هذا المقام، هو أن المحصلة في استمرار هذا الوضع الفلسطيني، هو خسران الجميع أبداً... الجميع، إلا اذا توهم بعض المرتبطين أو المرتكبين، ان فشل حماس من خلال محاصرتها والتحريض عليها، سيكون الشرط الأساس للعودة بهم وبمنطقهم المجرّب الى المسرح الفلسطيني من جديد!!

ومن هنا... أخذت تتعالى بعض الأصوات المطالبة بضرورة الانسجام مع مطالب المجتمع الدولي المتمثلة بالاعتراف المجاني باسرائيل وبكل ما التزم به القيادات الفلسطينية السابقة من اتفاقات ومواثيق لم يكن نصيبها لدى الطرف الاسرائيلي إلا النسيان والاهمال وربما سلات المهملات!؟.

مرات ومرات ومئات المرات نبهنا وحذرنا بأن فلسطين أكبر من الفصائل والأحزاب والحركات والتنافس على النفوذ والمغانم، وهي... لذلك.. لا تستحق من أهلها ومواطنيها وحركاتها وفصائلها إلا التعاون المخلص والتفائل الايجابي، فلا مناورات صغيرة حقيرة أمام قضية المصير الفلسطيني!!.
انتصار هذا الفصيل على ذاك، ونجاح هذه الحركة على حركة أخرى فانه لن يقود فلسطين الى التحرير. ذلك ان التحرير هو حصيلة كفاح ونضال المجتمع كله، بجميع فئاته وطبقاته وطوائفه وأحزابه، ولا يصح.. ولا يجوز حصره بجماعة دون أخرى لانه عندئذ، لا يكون تحريراً، بل انقسام وفوضى ومزيد من ترسيخ الاحتلال!!.
المطلوب، فلسطينياً هو التعاون والتكامل لا التناقض ولا التعارض ولا تأليب الأجنبي على المنافس الداخلي، وإلا فالخسارة مؤكدة!!.