بهية مارديني....ايلاف

خلافا لما كان متوقعا، لم يتوجه رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي البلجيكي سيرج برامرتس الى دمشق امس للاجتماع بالرئيس السوري بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع.ولم يصدر أي إيضاح من الطرفين ، فبراميتز لزم مقره في المونتيفردي ودمشق التزمت الصمت حول عدم الزيارة بعد ان كانت قد استبقتها بسلسلة من التصريحات المضادة لكل الاتهامات "المحاكة ضد سوريا" .

من جهتها اكدت مصادر سورية لـ" إيلاف " انه ليس المهم وصول براميرتس ام عدم وصوله، قابل الرئيس السوري ام لم يقابله ، فالنتيجة واحدة، وهي ان سورية خرجت بكل تأكيد من المصير الذي كان مرسوما لها عبر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري"، واضافت "ان الحديث عن صفقات مع الولايات المتحدة الاميركية ماهو الا جزء يسير مما يجري تحت السطح ".

واعتبرت المصادر "ان الرئيس الاسد لايمكن ان يكون غير رأيه لمجرد ارضاء الولايات المتحدة او حتى حلفاءه العرب كالسعودية ومصر بل انه اراد على الارجح ان ينتزع ورقة مهمة من مفاوضيه فهو يقول ببساطة انه سيقابل براميرتس ويسمع منه ويرد على كل ما يرده ولكن كضيف عليه وليس كمحقق وهنا بالذات فان من يقول للاسد افعل كذا مقابل الا يستجوبك براميرتس سيجد نفسه امام خيار الافلاس وسيبحث عن ورقة اخرى للتفاوض بشأنها ".

ورات المصادر "ان السوريين ليسوا بعيدين عن اصدقائهم الايرانيين في حشد كل ما هو ممكن لازعاج الولايات المتحدة واجبارها على الاقرار بدور الثنائي المزعج الذي يشمل الاسد واحمدي نجاد وما تصريحات الناطق باسم البيت الابيض التي تحدث فيها عن ان سورية ماتزال تقوم بكل الاشياء المزعجة الاعتيادية التي كانت تقوم بها سابقا الا مجرد حوار علني مع دمشق وطهران اللتين ما تزالان نظريا على الاقل تعرقلان تشكيل الحكومة العراقية او تتفاوضان على تشكيلها فيما الاميركيون ومعهم اتباعهم البريطانيون يحاولون هضم ما حاولوا تجنبه كثيرا في ما يتعلق بالملف العراقي ".

واردفت المصادر " ان واشنطن لديها كلمة السر في ما يتعلق بالملف اللبناني وكان لافتا انها هذه الايام لاتكيل الكثير من الشتائم العلنية لسورية وتكتفي بمطالبتها برفع يدها عن لبنان فيما هي في الكواليس تسعى إلى عدم"استفزاز الاسد " سواء في ما يتعلق بملف الرئاسة او في ما يتعلق بسلاح حزب الله" .

وتساءلت اذا هل يمكن ان نشهد صفقة مزدوجة تشمل لبنان والعراق بين سورية وواشنطن بالتعاون مع طهران ؟ هذا وقد اجابت مصادر متابعة بالقول ان البعض يقولون ان الصفقة حدثت فعلا والا فما معنى ان يتحرك رستم غزالة رئيس سرايا الامن والاستطلاع السابق في لبنان الان ليؤكد براءته وبراءة سورية ، والقائلون بهذا السيناريو يؤكدون ان ما يجري الان هو اخراج شكلي لمرحلة ما بعد اللجنة الدولية في اغيتال الحريري التي وعلى الاغلب ستدين اشخاصا يتبعون الاصولية اضافة الى بعض اكباش الفداء الذين لن تشكل محاكمتهم مشكلة لاحد .

ويعتبر محللون سوريون ان السياسة دخلت على خط التحقيق باغتيال الحريري منذ اليوم الاول للتحقيق الذي فشل في جر قدم سورية الى مقصلة شبيهة بالمقصلة العراقية ولكن حتى الان ما تزال بعض الخطوط الحمراء تشير الى ان الاميركيين مازال امامهم مجال للمناورة وابتزاز دمشق ولدى تساؤل المحللين هل ينجح الاميركيون ؟ يجيبون ان الجواب عند براميرتس بالتأكيد .

وكان براميرتس قال الشهر الماضي أمام مجلس الأمن الدولي إن تقدم التحقيق يتم بشكل أسرع مما هو متوقع إلا أن تعاون سورية أمر أساسي ، وكان مجلس الامن قد طلب من الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان التفاوض للتوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن إنشاء محكمة دولية لمحاكمة المشتبه في قيامهم باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري ، ووافق المجلس بالاجماع على مشروع قرار صاغته فرنسا يحث أنان على التفاوض على اتفاق بشأن إقامة محكمة خاصة لمحاكمة المشتبه فيهم في حادث اغتيال الحريري.

وطالب القرار أنان"بتقديم تقرير للمجلس في الوقت المناسب الا ان تقرير رئيس فريق التحقيق الدولي السابق ديتليف ميليس كان قد توصل إلى أن مسؤولين لبنانيين اضافة الى مسؤولين في جهاز الاستخبارات السورية ضالعين في اغتيال الحريري واتهم سورية بالتقاعس عن التعاون مع فريق التحقيق الا ان دمشق من جهتها نفت وجود أي صلة لها باغتيال الحريري في شباط (فبراير) الماضي.