بوش: استخدام القوة ضد إيران مجرد تكهنات

الخليج

أكدت إيران أمس على لسان رئيسها محمود احمدي نجاد أنها لن تتراجع قيد أنملة في برنامجها النووي، وأعلنت عن اكتشاف جديد في المجال أطلقت عليه اسم (تكنولوجيا اللحام النووي - Tocomk) وذلك قبل عشرين يوما من نهاية المهلة التي حددها مجلس الأمن الدولي لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم، فيما واصل مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية عملياتهم وقاموا بزيارة بعض المنشات النووية الإيرانية، في حين ردت واشنطن على التسريبات المتعلقة بتخطيطها لضرب إيران بأسلحة نووية تكتيكية بأنها تعطي الأولوية للوسائل الدبلوماسية، في وقت وجه منتقد إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تحذيرات لها من مخاطر توجيه ضربة عسكرية لإيران.

وقال احمدي نجاد في خطاب ألقاه في مشهد غرب البلاد ونقله التلفزيون الرسمي: “كونوا على يقين أن الحكومة التي تخدمكم ستسلك نهج إرادة الشعب بحكمة وقوة ولن تتراجع قيد أنملة”.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن احمدي نجاد وعد ب”أنباء جيدة عن الملف النووي قريبا” إلا انه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وأوضح مسؤولون إيرانيون أن الاكتشاف الجديد في المجال النووي جاء نتيجة جهود الباحثين الإيرانيين في قسم العلوم والتحقيقات العلمية في جامعة الحرية، وأشاروا إلى أن هذا الاكتشاف يجعل طهران تدخل في مجال الصناعات النووية في غضون العشرين سنة المقبلة.

ومن جانبه، أكد رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال عبد الرحيم موساوي أن الولايات المتحدة ستتلقى ضربة مقابل كل عمل عدائي ترتكبه. وقال: “نحن متأكدون أن الأعداء سيتلقون ضربة مقابل كل عمل عدائي، وإذا كان العدو متبصرا فسيمتنع عن شن هجوم عسكري” على إيران. وأضاف: “نعرف طبيعة الولايات المتحدة ونراقب تحركات العدو”.

وفي واشنطن اعتبر الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس أن المعلومات الأخيرة حول الاستعداد لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران “مجرد تكهنات”.

وقال بوش خلال اجتماع عام: “قرأت المقالات في الصحف خلال نهاية الأسبوع، إنها ببساطة مجرد تكهنات”. وأضاف ان “مبدأ الوقاية يقوم على العمل معاً لمنع الإيرانيين من امتلاك السلاح النووي”. وتابع: “أعلم أن الوقاية، هنا في واشنطن تعني اللجوء الى القوة، لكن هذا لا يعني بالضرورة لجوءاً الى القوة، بل يعني تالياً دبلوماسية”.

وأصرت إدارة بوش على أن الأولوية بالنسبة لها فيما يتعلق بالنزاع بشأن برنامج إيران النووي هو البحث عن حل دبلوماسي.

من جهة أخرى، أكدت الولايات المتحدة مجددا أنها تواصل جهودها مع الأسرة الدولية لمعالجة الملف النووي الإيراني بالسبل الدبلوماسية، رافضة في الوقت نفسه التعليق على خيار عسكري محتمل. لكن منتقدي الرئيس بوش أعربوا عن قلقهم بشأن التقارير الجديدة التي تحدثت عن ان بوش يفكر في اللجوء إلى الخيارات العسكرية للقضاء على البرنامج الإيراني. فقد صرح الجنرال المتقاعد انتوني زيني الذي تسلم قيادة القوات الأمريكية في الخليج بين عامي 1997 و،2000 انه لا علم له بمثل هذه الخطط، إلا انه أشار إلى أن أي ضربة استباقية ضد برنامج إيران النووي ستكون محفوفة بالمخاطر لأن إيران قادرة على الرد الانتقامي بوسائل عدة، تبدأ بشن هجوم على “إسرائيل” وتنتهي بوقف تسليم شحنات النفط والغاز.

من جهته، اخذ السناتور الديمقراطي جون كيري على البيت الأبيض تقاعسه عن استخدام ما يكفي من الوسائل الدبلوماسية واعتماده بشكل كبير على استخدام القوة. وقال في حديث لشبكة “ان.بي.سي” ان هذا مثال آخر على “دبلوماسية الكاوبوي” التي تتبعها هذه الإدارة. وأضاف: “ان التفكير في تفجير سلاح نووي تكتيكي هو قمة اللامسؤولية”، مشيرا إلى ان مثل هذه العملية “ستدمر أي جهد للحد من انتشار السلاح النووي” في العالم. وأوضح “ان تقديرات العسكريين تشير إلى ان هذه الطريقة لن تنجح”.

في غضون ذلك، أعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن أمله في التوصل إلى حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني. وقال المتحدث باسمه ان شيراك يؤكد على أيجاد حل دبلوماسي للازمة ويدعو إيران لتلبية مطالب المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الأمن الدولي.

وحذر منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافير سولانا من أن الاتحاد سيفرض عقوبات على طهران بما في ذلك منع إعطاء تأشيرات دخول لمسؤولين إيرانيين إذا رفضت التعاون مع المجتمع الدولي.