3 بواحاد: احتفال ديني وطني تجاري (موقع الجمل)

أحيا (تاجر المكيفات) م. ن. العطار ذكرى مولد الرسول (ص) على الرصيف ذاته الذي حاول قبل أشهر أن يقيم عليه مضافة للوقوف في وجه هجمة ميليس (الشرسة) على سوريا و(قيادتها وشعبها) ووضع عدداً كبيراً من اللافتات التي تحمل عبارات: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ـ إنك لعلى خلق عظيم ...) في الأماكن ذاتها التي علق فيها قبل أشهر لافتات أخرى تحمل عبارات مثل (نرفض الضغوط على سوريا ـ سوريا الله حاميها .....)

واقيم الاحتفال في حي الطلياني وسط دمشق وكان ملفتاً في الاحتفال الديني حجم البذخ وحشد كل ما يلزم وما لا يلزم للاحتفال بمناسبة كهذه، فتجاورت الخيل المسروجة مع الخراف المذبوحة مع دلال القهوة المرة وكؤوس الطلى (التمر هندي) وصحون (المحلاية) مع فرقة الانشاد الديني وفرقة السيف والترس، وثلاث كاميرات فيديو وشاشتي إسقاط (بروجكتور) لزوم عابري السبيل.

وجمعت المناسبة ايضاً رجال الدين وتجار المكيفات وشوهد بعض المراقبين التموينين والماليين وعدد كبير من النساء والفتيات والاطفال والنخيل.

وعلى جدار الوكالة (صالة بيع المكيفات التي يملكها واقام الاحتفال امامها) كانت عملية الجمع الكبرى حيث ملأ الجدار بصور لرئيسي الجمهورية وبينهما إعلانات لماركات المكيفات التي يبيعها، وبأحجام توحي انها صممت خصيصاً للمناسبة، وتقاطع مع هذه وتلك شريط الاعلام الخضراء التي تحمل (شهادة أن لا الله إلا الله وان محمداً رسول الله) وبذلك يكون تاجر المكيفات (م. ن. العطار) قد اعتقد أنه أرضى الله وعبيده وأولي الامر منا، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ملاحظة لغوية: يقال لغةً احتفال ديني كبير، وحين يصبح دينياً ووطنياً يقال كبيران، وحين يصبح دينياً ووطنياً وتجارياً يقال: كبائر