السفير

أعلن وزير الخارجية الدنماركية بير ستيغ مولر، ان بلاده ستراجع <<مبادرتها العربية>> كليا، في ضوء الازمة الحادة التي شهدتها خلال الاشهر الماضية بشأن الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد.
و<<المبادرة العربية>> مشروع أطلقته الحكومة الليبرالية المحافظة العام 2003 في أعقاب هجمات 11 ايلول، بهدف المساهمة في التصدي للارهاب عن طريق الحوار والتشجيع على الاصلاح واحترام حقوق الانسان والمرأة ونشر الديموقراطية في الدول العربية.
وقال مولر في بروكسل <<اننا بصدد تحليل تام>> لمشروع <<المبادرة العربية>> الذي تبلغ قيمته 13,4 مليون يورو في السنة، في أعقاب <<ما شهدناه في الاشهر الثلاثة الاخيرة، من أجل تحديد ما ينبغي تعديله والخطوات الاضافية التي ينبغي القيام بها>>.
وكان المتحدث باسم الحزب الليبرالي الحاكم، ترولز لوند بولسن، انتقد امس الاول هذا المشروع، الذي جمد بفعل موجة الغضب والاحتجاج التي عمت العالم الاسلامي اثر نشر رسوم النبي محمد في صحيفة <<جيلاندز بوست>> الدنماركية.
ودعا بولسن في صحيفة <<برلينغسكي تيدندي>> وعبر شبكة <<تي في 2>>، الى وقف المساعدات عن أنظمة مثل سوريا وايران. وقال <<ان بعض الدول العربية مثل سوريا مثلا بعيدة عن التقليد الديموقراطي الى حد يتحتم على الدنمارك التوقف عن منحها مساعدة للتنمية أو أي شكل آخر من المساعدة>>.
واعتبر نائب رئيس حزب الشعب الدنماركي (يمين متطرف) الحليف الوحيد للحكومة في البرلمان، بيتر سكاروب، ان <<المبادرة العربية تعبر عن تودد حيال الانظمة العربية القائمة، وليست تسوية حسابات معهم>>. غير ان وزير الخارجية شدد على مكانة حرية التعبير في هذا المشروع.
الى ذلك، أعادت الدنمارك فتح سفارتها في سوريا، بعد أكثر من شهرين على إحراقها اثر تظاهرة احتجاج على الرسوم. وأعلنت وزارة الخارجية أن مقر بعثتها في دمشق فتح أمام الجمهور، لكنها حثت الدنماركيين في سوريا على توخي الحذر.