انتهى لقاء باريس للحوار السوري دون اي بيان رسمي، ولكن كان هناك ما هو اهم، اصرار الجميع على الحوار واعتماده ركيزة اساسية لحل كل القضايا المتعلقة بالشأن السوري اي نستطيع ان نقول : ان ثقافة الحوار ترسخت وبعمق لدى الجميع وان كل الاطراف، اقصد اطراف المعارضة السورية ادركوا اهمية الحوار ودوره الاساسي لبناء سورية ديمقراطية حرةجديدة تكون لكل السوريين

دأب النظام واعوانه على توجيه الاتهامات لكل مؤتمر او لقاء يجمع اطراف المعارضة السورية والتهمة جاهزة دوما " التمويل الامريكي او الفرنسي واحيانا الاسرائيلي " ولكن لقاء الحوار السوري كان واضحا جدا من هذه الناحية،كان التمويل سوريا بحتا اذ تكفل المعارض ورجل الاعمال السوري أكثم بركات مشكورا بكل مصاريف اللقاء وهو الذي مول سابقا برنامج " موعد مع المستقبل " الخاص بالشأن السوري والذي اوقفته ادارة قناة الديمقراطية لاسباب غير واضحة حتى الان اذاكان لقاء الحوار السوري سوريا خالصا

الحضور الكردي في اللقاء كان ملفتا و كبيرا، هناك اصرار لدى مختلف اطراف الحركة الكردية في سورية على توضيح مطالب الاكراد للجميع ( نظاما ومعارضة ) والتي تتمثل بشكل عام في الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي وحقوقه القومية المشروعة في اطار الوطن السوري الكبير تحدث الاكراد طويلا واستمع المشاركون الى الالم الكردي.

رغم ان برنامج اللقاء كان مخصصا لمناقشة مشاكل المعارضة السورية لكن الحوارات واللقاءآت والمناقشات توسعت وشملت شؤون وشجون المعارضة السورية والموقف من اعلان دمشق وجبهة الخلاص والموقف من السيد عبد الحليم خدام والسيد رفعت الاسد وقضايا اخرى .النقطة المهمة ان الجميع تحدث بصراحة تامة وقال ما في قلبه

كان هناك اجماع لدى المشاركين على رفض التدخل الخارجي لتغيير النظام لان عملية التغيير مهمة السوريين وهذا الامر اثار ارتياحا عاما لدى الجميع واتفق المشاركون على الدعوة للقاء آخر موسع قد يكون في بودابست وخلال شهر وبمشاركة اوسع من اطراف المعارضة في الداخل والخارج

ثمة ملاحظات كثيرة على اللقاء ولكن ما يسجل له انه اعطى دفعة جديدة للحوار السوري الذي لابديل عنه ولابد لكل الاطراف من الجلوس على طاولة الحوار للمساهمة الحقيقية في اجراء التغيير الديمقراطي المنشود في سورية ولكن النقطة الاكثر اهمية هو ادراك مختلف اطراف وتيارات المعارضة السورية ان عليها ان تتحول من المعارضة عبرالبيانات واللقاءآت الى معارضة فعالة قادرة على تحريك الشارع السوري وبطريقة سلمية بحتة لدفع النظام الى اجراء تغيير حقيقي بعيدا عن الاصلاح الشعاراتي طوال خمس سنوات من العهد الجيد / القديم والذي لم يحقق شيئا من الاصلاح الذي نادى به وظل حبرا على الورق