من يتذكر كلام المتنبي...
وسوى الروم خلف ظهرك رومُ فعلى أيّ جانبيك تميلُ ؟

كم نحن محاصرون... وكم نحن بأمس الحاجة الآن إلى ألا نرتكب الأخطاء؟.
... هل حقاً... حلب عاصمة للثقافة الإسلامية ؟
وقع الاختيار على حلب ومدن أخرى لتكون عواصم للثقافة الإسلامية في الوقت الذي يندفع فيه العالم لإدانة ثقافة المسلمين وأدائهم الذي يبدأ بالهوية ولا ينتهي بالإرهاب..

ولكن لماذا غضب الرئيس في حلب..؟ ولم يقبل بحضور حفل الافتتاح... مع أنه حرص على مشاركة الذين يشرفون على المناسبة بالتحضير لها قبل أيام ... وتواجد في أكثر من مكان في المدينة ليقول أنه حاضر و أنه سيلبي أية طلبات لازمة للتحضيرات... لم يجد ذلك مع هؤلاء...لأنهم لم يفلحوا في صنع نتيجة ترضي أحداً.. وكأن شيئاً ما يجري بقصد ما كي لا نبدو مثلما شئنا !!!
لماذا حدث ما حدث في حلب؟ وظهرت جمهرة من الناس لتقول إننا غير لائقين بأن يشارك معنا رئيس الجمهورية بالاحتفال؟!

وماذا فعل أهل الاحتفال وأهل الافتتاح ؟! ولماذا لم يأت الضيوف الكبار...؟ أسئلة... وإجاباتها أكثر من أن تكون مجرد متابعة بسيطة لشيء ما حصل في المدينة الكبرى الثانية في سوريا...
قرب أسوار هذه القلعة.. كان على السوريين أن يدركوا أن العالم الخارجي لن يدعنا نفعل شيئاً في هذه المرحلة.. وخاصة حين نقرر أن نميل إلى جانب الثقافة... لا إلى جانب العنف.. ولا إلى جانب السؤال الخاطئ الذي نوقع فيه أنفسنا..(تحسين صورة سوريا!) وهل هي حقاً بحاجة إلى تحسين؟.. كل ما نحتاجه هو إظهار صورة سوريا لا تحسينها... وما لم يعثر عليه الرئيس هناك هو هذا الجوهر..(هل صورتنا هكذا؟)

ولو أنه لمس أي تعاون من المنظمين لما كانت النتائج هكذا.... نحن نعرف أن الولايات المتحدة لن تسمح لضيوفنا الكبار بالمشاركة على أراضينا... ولكننا نعرف أيضاً أن الحياة الدبلوماسية تتمكن من فعل أي شيء وكل شيء إذا هي أنجزته بذكاء وتقنية عالية.

ماذا فعلت وزارة الثقافة كي تكون حلب عا......صمة للثقافة الإسلامية؟ هل يكفي حفل افتتاح لا يتجاوز الحدود الدنيا لحفل افتتاح مهرجان دمشق السينمائي..؟ وهل يكفي أن تقوم محافظة حلب بتنوير الشوارع والطرقات بأضواء أقل من تلك التي نراها ليلة رأس السنة في أي مدينة صغيرة في سوريا ؟ هل تكفي تلك الكرة العملاقة التي تتوسط ساحة الجابري؟ وهل نفهم شيئاً ..من الخلطة العجيبة التي عرضت على المسرح..؟ والتي اضطرت الضيوف (من رجال الدين) أكثر من مرة للانسحاب من الحفل ريثما تنهي الراقصات وصلاتهن؟!

ولكن ولأن سوريا تميل إلى الثقافة اليوم، فهي لن تقبل بأقل من خيارات صافية، لا تحبط أبناءها،وعندما تأتي الدكتورة نجاح العطار هذه المرة نائبة لرئيس الجمهورية، لمتابعة شؤون الثقافة السورية، فالأمر علاج سريع للخلل الذي حدث ويحدث بخصوص الثقافة التي حلب عاصمة ـ افتراضية ـ لها